«قنطوش»: ضرورة تقليل استخدام السد العالى فى توليد الكهرباء استعداداً لفترة ملء السد

07:23 م | الثلاثاء 27 فبراير 2018

قال الدكتور سامح قنطوش، أستاذ الوقاية من الكوارث الطبيعية بجامعة كيوتو اليابانية، وصاحب عدد من المشروعات البحثية التى تناولت تأثير السدود على دول حوض النيل، إن سد النهضة الإثيوبى ستكون له تأثيرات سلبية تتعلق بالبيئة وجودة المياه فى المناطق التى تقع خلف السد، وهذه طبيعة السدود العملاقة. وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أنه يجب تقليل استخدام السد العالى فى توليد الكهرباء، بهدف الحفاظ على كميات المياه الموجودة ببحيرة ناصر خلال فترة ملء سد النهضة، وأيضاً تقليل مساحة الزراعات التى تحتاج إلى كميات مياه كبيرة مثل الأرز وقصب السكر.. وإلى نص الحوار:

ما أنسب الطرق للتعامل مع النقص المتوقّع لتدفّقات المياه بمجرى نهر النيل أثناء فى فترة ملء سد النهضة؟

- يجب أن تقل مساهمة السد العالى فى توليد الكهرباء لصالح توفير المياه للشرب وللزراعة وتخزين المياه، حتى يتم استخدامها خلال فترة ملء سد النهضة، خصوصاً أن مصادر توليد الكهرباء بمصر باتت متعدّدة حالياً، كما يجب أن نعمل على ألا يقل منسوب المياه داخل بحيرة ناصر عن حدود الـ174 متراً، لما فى ذلك من فوائد على جودة المياه وكميتها خلال تلك المرحلة وحتى لا تؤثر على الأحياء المائية الموجودة.

{long_qoute_1}

هل ستحصل مصر بعد فترة ملء سد النهضة على الكمية ذاتها من المياه التى تحصل عليها حالياً؟

- أعتقد أنه ستكون هناك صعوبة للوصول إلى الكمية ذاتها، أو وصول المياه ببحيرة ناصر إلى المعدلات السابقة ذاتها وفقاً لطبيعة عمل السدود، وهو ما يوجب علينا الاستعداد الجدّى لمواجهة هذا النقص عن طريق إقامة محطات معالجة وتدوير للمياه داخل السد العالى، للحفاظ على جودة المياه بعد الانتهاء من بناء سد النهضة، الذى سيجلب أضراراً بيئية كبيرة ويؤثر على نقاء المياه التى تصل إلينا، خصوصاً أنه سيكون تم مرورها على توربينات وتحتاج إلى معالجات كيميائية وفيزيائية كبيرة.

هل هناك بدائل لترشيد استهلاك المياه خلال الفترة المقبلة؟

- يجب أن نتجنّب المزروعات التى تستهلك كمية مياه كبيرة كالأرز وقصب السكر، واستخدام مياه الأمطار عن طريق إنشاء أحواض لتخزينها، واستخدام التكنولوجيا فى معالجة المياه والعمل على ضمان جودتها وتقليل توليد الكهرباء من السد العالى لصالح مشروعات الرى والزراعة.

{long_qoute_2}

هل هناك آثار جانبية لسد النهضة على دول حوض نهر النيل؟

- كطبيعة السدود العملاقة التى تبلغ سعة خزانها فوق المليار متر مكعب، تكون لها أضرار بيئية، بسبب حدوث خلل فى الاتزان الطبيعى من ناحية المياه والطمى واﻷسماك والطحالب وكمية وسرعة المياه والرواسب، فضلاً عن المشكلات الأخرى التى تقع خلف السد بعد الانتهاء من فترة ملء الخزان، حيث إن إثيوبيا ستستطيع أن تزرع 3 مرات فى العام بعد أن كانت مرة واحدة، ونتيجة لذلك ستتراكم اﻷسمدة والرواسب خلال 10 سنوات ببحيرة ناصر، خصوصاً أن إثيوبيا لن تكتفى ببناء سد واحد، بل مجموعة من السدود ضمن خطتها المتكاملة للنمو.