ماذا يحدث في الغوطة الشرقية؟

كتب: محمد علي حسن

ماذا يحدث في الغوطة الشرقية؟

ماذا يحدث في الغوطة الشرقية؟

أسقطت مروحيات عسكرية سورية منشورات على منطقة الغوطة الشرقية، الخاضعة لسيطرة معارضين مسلحين، تحث فيها المدنيين على المغادرة، أمس.

وتدعو المنشورات سكان المنطقة، القريبة من العاصمة دمشق، إلى الرحيل عبر مسارات محددة، مع التعهد بتسكينهم في مخيمات مؤقتة.

ودعت المنشورات المسلحين إلى إلقاء أسلحتهم والتقدم عبر هذا المعبر وفق إجراءات أمنية لتسليم أنفسهم.

ومنذ يوم الأحد الماضي تتعرض الغوطة الشرقية لقصف مكثف من القوات الحكومية، بينما يطلق مسلحون هناك قذائف باتجاه دمشق.

وشهدت أحياء شرق دمشق القريبة من الغوطة حركة نزوح كثيفة للمدنيين إلى غرب العاصمة السورية بعيدا عن قصف المعارضة وخطوط المواجهة المتوقعة إذا تقدمت القوات السورية الحكومية على الأرض.

والغوطة الشرقية هي المدينة الواقعة في ريف دمشق، وعدد سكانها قبل بداية الأزمة السورية أكثر من مليوني نسمة، فيما يقطن فيها حاليا 400 ألف شخص فقط.

وفي 2011 دخلت بعض الجماعات الإرهابية إلى الغوطة الشرقية، وبسط تنظيما "جبهة النصرة" و"جيش الإسلام" سيطرتهما على المدينة.

وفي أواخر 2015 بدأ الجيش السوري هجوما على الغوطة الشرقية، وفي نهاية 2016 انتهت المعارك جميعها هناك.

وأدرجت الغوطة الشرقية على قائمة مناطق خفض التصعيد الأربع، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه من قبل الدول الضامنة للهدنة في سوريا، وهي روسيا وإيران وتركيا، أثناء مفاوضات أستانا في مايو 2017.

وعلى الرغم من استمرار محاولات خفض التصعيد في الغوطة الشرقية بقيت المنطقة على حافة الكارثة الإنسانية.

وفي الـ14 فبراير الجاري، دخلت الغوطة الشرقية، قافلة لمنظمة الأمم المتحدة ومنظمة الهلال الأحمر السوري محملة بالمساعدات الإنسانية.

وأفادت الأمم المتحدة آنذاك بوجود عجز جدي للمواد الغذائية والأدوية في المنطقة إضافة إلى تفشي أمراض معدية هناك.

وذكرت صحيفة "ذي جارديان" في تقرير لمارتن شلوف سلط الضوء على استهداف القطاع الصحي في الغوطة الشرقية.

وقال شلوف، إن "النظام الصحي في الغوطة الشرقية على مشارف الانهيار التام بحسب ما أكده الأطباء وعمال الإغاثة هناك، إذ تم استهداف 22 مستشفى وعيادة طبية خلال أسبوع واحد".

ونقل كاتب المقال عن بعض الأطباء في الغوطة الشرقية قولهم إن "3 مستشفيات فقط ما زالت تعمل إلا أنها ممتلئة بالجرحى الذين ما زالوا يتدفقون بصورة مستمرة جراء تعرض المنطقة لقصف متواصل من قبل النظام السوري وحلفائه لليوم الخامس على التوالي".

وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن 13 مستشفى تدعمه تم تدميره أو تعرض لأضرار جسيمة خلال الأيام الثلاثة الماضية، بحسب كاتب المقال.

وأردف كاتب المقال، أن النظام السوري يستهدف جميع المرافق الطبية في الغوطة الشرقية المحاصرة وبشتى أنواع الأسلحة الفتاكة.

وفي مقابلة أجراها مع مديرة مركز توثيق الانتهاكات في سوريا، أكدت الأخيرة أن "الحكومة السورية تستهدف المشافي والمراكز الصحية بالصواريخ".

وأضافت أنه "من المهم أن نؤكد بأن النظام السوري يضرب الغوطة الشرقية بشكل عشوائي إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالمشافي والمراكز الطبية فإنه يعمد إلى استهدافها بشكل مباشر، كما أنه يقصفها أكثر من مرة".

وختم كاتب المقال بالقول إن عمال الإغاثة مستهدفون أيضا بشكل مباشر خلال تأدية عملهم.


مواضيع متعلقة