سفن أبحرت للبحث عن الذهب فدفنت تحت شوارع سان فرانسيسكو

كتب: أروا الشوربجي

سفن أبحرت للبحث عن الذهب فدفنت تحت شوارع سان فرانسيسكو

سفن أبحرت للبحث عن الذهب فدفنت تحت شوارع سان فرانسيسكو

تحت شوارع الحي المالي في سان فرانسيسكو، ترقد بقايا العشرات من السفن الشراعية، التي أتى بها المئات إلى الولاية الأمريكية في منتصف القرن الـ19.

وكانت هذه السفن على الشاطئ بالقرب من قرية مكسيكية صغيرة تسمى "يربا بوينا"، حينها كانت مياه خليج سان فرانسيسكو تصل إلى مكان شارع مونتجمري الآن، بعد أن بدأت المدينة في توسع دفنت هذه السفن، بعد امتلاء الخليج الصغير بالبنايات والشوارع.

كان اكتشاف الذهب في وادي ساكرامنتو في أوائل عام 1848، واحد من أهم الأحداث لتشكيل التاريخ الأمريكي، خلال النصف الأول من القرن الـ19، ومع انتشار أخبار هذا لاكتشاف، سافر الآلاف من عمال المناجم عن طريق البحر إلى سان فرانسيسكو والمنطقة المحيطة بها، وبحلول نهاية عام 1849، كان السكان غير الأصليين من أراضي كاليفورنيا نحو 100 آلاف "مقارنة مع ما قبل عام 1848 أقل من 1000"، واستخرج نحو ملياري دولار من المعادن الثمينة من هذه المنطقة خلال فترة "الذروة الذهبية"، التي بلغت انتعاشها في عام 1852.

كان هناك ما بين 500 ألف سفينة ترسو في الميناء، ومع تزايد السكان، كان هناك حاجة ضرورية من زيادة نسبة الأرض لشبه الجزيرة الأمريكية، مع وجود بعض السفن دون حراسة أو ملكية معروفة، وقرر بعض الوافدين للولاية، استخدام هذه السفن ليحصلوا على زيادة في نسبة الأرض.

المثال الأكثر شهرة لهذه الأحداث، هي سفينة صيد الحيتان "نيانتيك"، تم تشغيلها عمدًا في عام 1849 واستخدمت كمخزن وفندق، وكانت معلما بارزا في المدينة لعدة سنوات، واستخدمت السفن كمخازن ولكن سفن أخرى أصبحت الفنادق ومكاتب وحانات ومطاعم وبنوك وكنيسة.

وفي 3 مايو 1851، اندلع حريق دمر ما يقرب من المدينة بأكملها، تصاعدت النيران من السفن، وسرعان ما غرقت في الخليج، عندما أخمد الحريق بعد عدة أيام، كانت الواجهة البحرية تعم بالفوضى من الأخشاب المشتعلة، وظلت السفن غارقة حتى نسيت.

وظلت السفن تعلن عن نفسها، كلما وضع أساس جديد أو حفر نفق، في التسعينيات، عندما حفرت المدينة نفقا جديدا للسكك الحديدية تحت طريق "إمباركاديرو"، وجد العمال سفينة تدعى "روما"، كانت ضخمة جدا لدرجة أن العمال اضطروا حفر النفق من خلالها، ويقدر أنه ما زال هناك ما بين 40 لـ70 سفينة دفنت تحت الشوارع سان فرانسيسكو.


مواضيع متعلقة