د. عاصم الدسوقى: مقاطعة الانتخابات الرئاسية تصب فى مصلحة الإخوان.. والإنشقاقات دمرت الحياة الحزبية فى مصر

كتب: عادل الدرجلى

د. عاصم الدسوقى: مقاطعة الانتخابات الرئاسية تصب فى مصلحة الإخوان.. والإنشقاقات دمرت الحياة الحزبية فى مصر

د. عاصم الدسوقى: مقاطعة الانتخابات الرئاسية تصب فى مصلحة الإخوان.. والإنشقاقات دمرت الحياة الحزبية فى مصر

أكد الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، أن الأحزاب السياسية فى مصر منذ نشأتها عبارة عن «كيانات كارتونية» الهدف منها تحقيق الوجاهة الاجتماعية، والانشقاقات داخلها دمرت الحياة الحزبية، وأعرب «الدسوقى» فى حوار لـ«الوطن» عن أمله فى أن يكون هناك مرشحون من القوى السياسية فى انتخابات 2022، منوهاً بأن الإخوان جماعة لا يهمها الجماهير ويتخذون الدين وسيلة لتحقيق أهدافهم السياسية.

{long_qoute_1}

وأشار إلى أن الرئيس جمال عبدالناصر لم يخطئ عندما أغلق الأحزاب، لأنها كانت شخصية وفاسدة ومنحها فرصة 6 أشهر لتطهير صفوفها قبل حلها، واعتبر أستاذ التاريخ أن الرئيس أنور السادات فتح الباب أمام تأسيس الأحزاب لصنع حياة حزبية شكلية والترويج لديمقراطيته، وسمح بفكرة المنابر لكى يظهر للجماهير أنه ليبرالى، وأضاف أن حزب الوفد يعانى من الخلافات والصراعات الشخصية منذ نشأته، وكل قضيته قبل ثورة 23 يوليو 1952 كانت الوصول إلى الحكم، مشدداً على أن ثورة 25 يناير قام بها الشعب ودعمها الجيش وسرقها الإخوان بسبب ضعف الأحزاب، كما أن الناس ترى فى السيسى صورة عبدالناصر جديد بسبب اهتمامه بالبعد الاجتماعى.. وإلى نص الحوار

الحياة الحزبية فى مصر رغم أنها بدأت مبكراً فإنها لا تزال ضعيفة.. ما سبب ذلك؟

- الأحزاب فى مصر بدأت على غير مقتضى نشأة الحياة الحزبية فى أى بلد فى العالم، لأن مشكلتنا أننا نحاكى أوروبا دائماً، ولدينا عقدة الخواجة، ونحن لا ندرك أن المجتمع الأوروبى وصل إلى ما وصل إليه بعد مواجهة التحديات الداخلية، وأرى أن الحياة الحزبية فى مصر واجهت مشكلة الشخص الواحد، سواء ما قبل 1952 أو ما بعدها، وأول تجربة حزبية نشأت كانت مع مصطفى كامل، عندما أعلن الحزب الوطنى نهاية 1906، بينما كان مصطفى كامل ينشط منذ 1896 بإلقاء الخطب، وفى هذا الوقت نشأت3 أحزاب هى الأمة أنشأه أحمد لطفى السيد، وأعضاؤه كانوا من كبار الملاك، وحزب الإصلاح على المبادئ الدستورية، الذى أنشأه الشيخ على يوسف، صاحب جريدة «المؤيد»، والذى كان قريباً من الخديو ومقرباً من السلطة، وكانت هناك صالونات أدبية تقوم مقام الأحزاب، بحيث يجمع الصالون الشخصيات العامة ويتحدثون فى الشأن العام، وكان هناك جمعيات أهلية هدفها اجتماعى، فقامت السلطات البريطانية التى كانت تخشى أن تتحول هذه الجمعيات إلى أحزاب، بإصدار قانون إنشاء المجلس الأعلى للجمعيات الأهلية سنة 1936، حتى تضع الحكومة نظرها على الجمعيات، إلى أن أنشأت الحكومة بعد 3 سنوات وزارة الشئون الاجتماعية، وكان الأساس ألا تعمل الجمعيات فى السياسة وإنما تنشط فى العمل الاجتماعى فقط.

لكن حزب الوفد كان موجوداً وله شعبية قوية؟

- تجربة حزب الوفد بدأت فى عام 1918، وفكرة الوفد لم تكن فكرة سعد زغلول، وإنما هى فكرة الأمير عمر طوسون، حينما اطلع طوسون على مبادئ الرئيس الأمريكى ويلسون الـ14، المعلنة فى يناير 1918 فى نهاية الحرب العالمية الأولى، ففكر فى أن تكون هذه المبادئ أساس مباحثات الجلاء عن مصر، خاصة أن بند حق تقرير المصير كان ضمن المبادئ، ففكر فى تشكيل وفد للسفر إلى مقر المؤتمر الذى عقد فى فرنسا، وعرض هذه الفكرة لمحمد سعيد باشا، الذى نصحه بالابتعاد عن هذا الأمر، لأن الخديو إسماعيل غير طريقة الحكم منذ توليه مسئولية البلاد، لأن الحاكم كان يتم اختياره من بين أكبر أبناء الأسرة العلوية، أما إسماعيل فجعل الحكم من أكبر أبناء الوالى، ولذلك نصح محمد سعيد باشا عمر طوسون بالابتعاد، وأجرى له مقابلة مع سعد زغلول، باعتباره وكيل الجمعية التشريعية المنتخب، والتقوا مرتين فى القاهرة ومرة فى الإسكندرية، وعلم السلطان فؤاد بهذه المقابلات فخشى من ظهور الأمير عمر طوسون، فى ظروف الحرب، واستدعاه وقال له أنت مقيم فى الإسكندرية، ولا تأتى منها إلى القاهرة مرة أخرى.

التف المصريون حول حزب الوفد لأنه يطالب بالجلاء ويعمل لصالح الشعب.. أليس كذلك؟

- نعم.. لكن كانت كل قضية حزب الوفد هى الوصول إلى الحكم من خلال الانتخابات البرلمانية، التى بدأت بعد ظهور دستور 1923، وإجراء الانتخابات النيابية فى يناير 1924، ونجح الوفد بالأغلبية وقتها، وقام الملك بتكليف سعد زغلول بتشكيل الحكومة، وكان حزب الوفد له برنامج سياسى فقط، ولا يوجد لديه سياسات اجتماعية من أجل العمال أو الفلاحين، لأن مؤسسيه كانوا كبار الملاك، ولأن قانون الانتخاب لا يسمح إلا لهذه الصفوة بالوصول إلى مجلس النواب، فالحياة الحزبية لم تكن تمثل الشعب بالكامل، ونظراً لأن الأحزاب لم تكن على غير أساس، سرعان ما دب الخلاف داخل أعضاء الوفد فيما بينهم وهم فى باريس، أثناء المفاوضات لمحاولة حضور المؤتمر، وهم بالمناسبة لم يحضروا المؤتمر، لأن إنجلترا لم تسمح لهم بالسفر إلا بعد أن أغلق المؤتمر أبوابه، حتى إن سعد زغلول كتب فى مذكراته «لقد انهزمنا وعلينا أن نعترف بالهزيمة، ويبقى أن نبرر للمصريين هذا الفشل»، وظلوا فى باريس فى محاولة للاتصال بوفود الدول الأخرى، وخرج على شعراوى من هذه المجموعة، لمجرد أنه طلب من سعد زغلول ألا يصرف أموالاً كثيرة، لأن زغلول كان ينفق على الدعاية، ورسم صور له ونشرها من خزينة هذا الوفد، الذى كان سكرتيره محمد على علوبة باشا، فقال سعد زغلول لعلى شعراوى أنت موجود فقط فى الوفد لأنك خزينة، فانسحب شعراوى من الوفد، وناصره البعض وشكلوا حزب الأحرار الدستوريين عام 1922 بعد ذلك، وهو أول انشقاق فى الوفد.

{long_qoute_2}

وما الانشقاقات الأخرى التى حدثت داخل الوفد؟

- فى عام 1938 خرج أحمد ماهر، بعد الخلاف مع مصطفى النحاس حول إدارة الحزب، وأسس الهيئة السعدية، والذى اختار له الاسم كانت صفية زغلول نسبة إلى سعد زغلول، إذن فالمسألة شخصنة، وفى 1943 خرج مكرم عبيد من حزب الوفد، وكان مكرم عبيد وقتها وزيراً للمالية وعضواً منتخباً فى البرلمان، وطلب منه النحاس أن يدبر ميزانية لترقية أعضاء الوفد فى المصالح الحكومية المختلفة بشكل استثنائى، فرفض مكرم عبيد وقال إن الترقيات لها أصول، وهذا تجاوز للأصول، فغضب النحاس، بالإضافة إلى أن زينب الوكيل زوجة مصطفى النحاس كانت عائدة من الخارج ومعها ملابس ومجوهرات، ورفضت دفع الجمارك، فطلب مصطفى النحاس من مكرم عبيد إعفاءها من الجمارك، باعتباره وزير المالية، لكن مكرم عبيد رفض، فطلب النحاس منه تقديم الاستقالة، فرفض، فذهب النحاس إلى الملك، فوجدها الملك فرصة للإيقاع بين أعضاء وقيادات الوفد، فأوعز للنحاس أن يقدم استقالته، ثم يكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة دون أن تضم فيها مكرم عبيد، وهو ما تم بالفعل وكلفه الملك فاروق فعلاً بتشكيل حكومة جديدة، والأكثر من هذا أن مصطفى النحاس فصل مكرم عبيد من البرلمان، وهو نائب منتخب، وقال عنه إنه أسوأ نائب منذ ظهور الحياة البرلمانية على وجه الأرض، فشكل مكرم عبيد الكتلة الوفدية، إذن الأمور كانت خلافات شخصية، وليست على مبادئ سياسية أو مصير أمة.

وهل كانت هناك انشقاقات أخرى داخل الأحزاب فى هذه الفترة؟

- نعم.. فالحزب الوطنى نفسه انشق، وخرج منه فتحى رضوان وأنشأ «حزب وطنى» جديداً، ليس إلا لأمور شخصية، بمعنى أن كل هذه الأحزاب كانت تنشق على نفسها، ثم قامت ثورة 1952، وكانت الأحزاب السياسية الموجودة ضد هذه الثورة، وكان لا بد من التخلص منهم فحدث قرار 17 يناير 1953، بحل الأحزاب السياسية، نظراً لأنهم منتفعون وأحزاب خارج التشكيلة الرئيسية التى جرى عليها تشكيل الأحزاب فى دول العالم لحماية القضايا العامة وليس الخاصة، وبعد ثورة 1952 وإلغاء الأحزاب ظهر التنظيم السياسى الواحد، الذى أخذه عبدالناصر متأثراً بتجربتى هتلر وموسولينى، حيث كان اسم حزب هتلر النازى «NZ» ومعناها الاشتراكية الوطنية، وهو ضد الشيوعية والرأسمالية فى نفس الوقت، بحيث يصبح نظاماً وسطياً يجمع قوى الشعب التى لها مصلحة، وكذلك الفاشية لموسولينى ومعناها الجماعة المناضلة المتقدمة، وهى نفس فكرة هتلر، بحيث يتم جمع الناس كلها تحت مصلحة واحدة، وعندما أنشاء عبدالناصر هيئة التحرير، والاتحاد القومى، ثم تنظيم الاتحاد الاشتراكى، قيل عنه إنه فاشى أو نازى لهذا السبب، لكنه كان يهدف لمصلحة عامة وطنية، ومن هنا نشأت فكرة الحزب السياسى الواحد، الذى يشمل أطياف الشعب كله.

لكن هذا الوضع قضى على الحياة الحزبية فى مصر؟

- لم تكن هناك حياة حزبية قبل 1952 أصلاً، بل كانت هناك أحزاب تتصارع وتتشاتم، ولم يكن لها دور وطنى حتى إن مجانية التعليم التى أصدرها طه حسين، وقت حكومة الوفد، لم تكن من ضمن سياسات الحزب، وهو نفسه لم يكن قبل الوزارة عضواً فى الوفد، وبالنسبة لأحمد حسين الذى أسس جمعية مصر الفتاة فى 1933، كان متأثراً بهتلر وأخذ شعاراته وقام بتمصيرها، فشعار ألمانيا فوق الجميع، تم تحويله إلى شعار مصر فوق الجميع، وفى 1940 غيرها إلى الحزب الوطنى الإسلامى فخرج منه المسيحيون، وشعاره كان الله، الملك، الوطن، فكيف يكون هذا حزباً وطنياً، وبالتالى لم تكن ثورة 1952 إلا للخروج على حالة الفساد بين الأحزاب السياسية، وبالمناسبة الإخوان لا يختلفون عن حزب الوفد، وهم أصحاب رأسمال ولا يختلفون عن أى حزب، ولا يهمهم الجماهير، ويتحدثون باسم الدين كوسيلة فقط، لذلك قامت ثورة 1952. {left_qoute_1}

لكن البعض يرى أن ما تم فى 1952 كان انقلاباً أيده الشعب وليس ثورة؟

- هناك مفاهيم خاطئة تسيطر على المصريين، منها أن ثورة 1952 انقلاب، بينما الثورة تبدأ بالانقلاب، وهذا المصطلح جاء فى الأساس من الفكر السياسى الفرنسى، التى كان يحكمها الإقطاع، بعد أن تشكل وفد ذهب إلى الملك لويس الخامس عشر، وقالوا إننا نعمل بالتجارة، ونريد أن نشارك فى إدارة شئون الدولة، فقال لهم «أنا فقط وأنا الدولة، وأرث الحكم أباً عن جد»، ومن هنا نشأت فكرة الانقلاب على الحكم، وعندما حكم الثوار بدأوا يتخذون الإجراءات والقوانين التى تحقق الأهداف، ومعناها الثورة تبدأ بالانقلاب على الحكم القائم، وعندما يقوم الانقلابيون بالجلوس على الحكم يتخذون القرارات لتنفيذ مصالح الثورة، ولذلك ثورة 25 يناير مجرد انقلاب لأنه تم تغيير رأس الحكم فقط، ولم يتغير نظام الحكم، فكانت شعارات الثورة «عيش وحرية وعدالة اجتماعية».

وكيف ترى عودة الحياة الحزبية على يد السادات؟

- عندما مات عبدالناصر وجاء السادات، سمح بفكرة المنابر، وسط ويمين ويسار، لكى يظهر للجماهير أنه ليبرالى، وكان الخطأ هو إنشاء هذه الأحزاب تحت هيمنة السلطة وبموافقتها، وليس من الشارع، ثم خرج قانون للأحزاب وضع شروطاً لتكوين الحزب، وهو أن يأتى ببرامج غير مسبوقة بين الأحزاب الموجودة، وطبعاً لا توجد برامج تختلف كثيراً بين الأحزاب فيتم رفضه، طالما أن الدولة لا تؤيد وجوده، وبالتالى يبدأ الحزب بالطعن فى مجلس الدولة، الذى يشكل لجنة من أشخاص بالخارج ونواب من داخله، لمناقشة الاعتراضات، وفى النهاية يكون الحكم لصالح الدولة، لأن الشرط الموضوع يطبق لأنك إن كنت تريد إنشاء حزب يجب أن تأتى ببرامج غير مطروحة على الساحة، ومع ذلك كانت تنشأ أحزاب، والسبب أن هذه الأحزاب تنشأ لأنها تسير فى ركاب السلطة.

ألا توجد أحزاب حقيقية فى مصر؟

- لا يوجد.. لأنها جميعاً كانت خاضعة للسلطة، فما معنى أن تعطى الدولة للحزب مقراً أو حصة ورق بالتخصيص لطباعة جريدة، بالتأكيد الولاء سيكون للسلطة، فإذا نشرت صحف الأحزاب مقالات ضد الدولة، كان يتم منع الحصة، إضافة إلى أن السلطة اخترقت التجمعات الحزبية القوية، وعندما بدأ حزب التجمع مثلاً، فى جمع كل القوميين والاشتراكيين، حينها اخترقت السلطة هذا الحزب لإضعافه، وهو ما كان يحدث مع جميع الأحزاب عندما تشعر الدولة أنه قوى، فخرج الناصريون من التجمع، وأسسوا الحزب الناصرى فى عهد مبارك، وحينما ظهر هذا الحزب وبدأ يكون قوياً، تم اختراقه من السلطة، وحدثت انشقاقات حزبية ليخرج حمدين صباحى وينشئ الكرامة، وخرج أيضاً وحيد الأقصرى بحزب آخر.

لكن ألا ترى أن فترة عبدالناصر من أصعب الفترات فى مصر خاصة بعد إلغاء الأحزاب؟

- عبدالناصر لم يخطئ بإغلاق الأحزاب، لأنها كانت أحزاباً شخصية وفاسدة، وطلب من الأحزاب تطهير صفوفها، خلال ستة أشهر، وهذا لم يحدث وبالتالى قرر إغلاق الأحزاب، وأرى أنه لم يخفق فى التعامل مع الأحزاب، فهذه الأحزاب لم تكن مثلما يحاول أن يصور لنا البعض أنها الأفضل، وهنا أتساءل كيف يقبل مصطفى النحاس تشكيل الحكومة بضغط من السفير البريطانى، فى حادث 4 فبراير 1942 الشهير، وأرى أن شعبية الوفد جاءت من ثورة 1919، وليس من الإجراءات والسياسات الاجتماعية للحزب، وكانت تعمل على إصدار قوانين تصب فى صالح الوفد وأعضائه فى المقام الأول.

كيف ترى إمكانية عودة الحياة الحزبية على شكل منابر فى عهد السادات؟

- السادات أعاد هذه الأحزاب للحياة، ليس بنية إحياء حياة حزبية حقيقية، ولكن لمجرد صنع حياة حزبية شكلية، وعمل تمثيلية بحتة لإظهار أنه مختلف عن عبدالناصر، وديمقراطى، لكنه فى واقع الأمر ليس له علاقة بالديمقراطية.

وماذا عن فترة مبارك وتعامله مع الأحزاب؟

- الأجندة مستمرة وكان امتداداً للسادات، حتى مع زيادة الأحزاب التى وضعها فى يده، وما زلت مصراً أن مصر لم تعرف الحياة الحزبية الحقيقية.

وفى ثورة يناير أين كانت الأحزاب من الثورة؟

- الأحزاب كانت كارتونية.. والثورة قام بها الشعب ودعمها الجيش، ولم تكن للأحزاب أى قوة أو تأثير فى ذلك الوقت، وقام الإخوان بالسطو على الثورة، منذ يوم الجمعة 28 يناير 2011، واختفاء الأحزاب كان أمراً طبيعياً، لأن أصل النشأة على غير مقتضى تأسيس أو نشأة الحياة الحزبية الطبيعية، وضعف الأحزاب والقوى السياسية كان نتيجة طبيعية لنشأتها خارج مقتضى الحياة الحزبية، لذلك لم يكن لها دور فعال فى ثورة يناير للوصول إلى الحكم.

وكيف ترى غياب الأحزاب عن الانتخابات؟

- الأحزاب تقول لماذا أرشح نفسى والحكومة ستزور الانتخابات وسينجح السيسى، وهذا أمر غير صحيح نهائياً، فمن الضرورى على الأحزاب التصميم على الدفع بمرشحين، والدخول فى الانتخابات.

هل ترى أنه سيكون هناك مرشحون فى 2022 من الأحزاب والقوى السياسية؟

- أتمنى أن يكون هناك مرشحون فى 2022 من الأحزاب والقوى المدنية، وهذا مرتبط بتكوين الأحزاب ومدى قوتها، فلدينا مثلاً حزب مثل التجمع عقائدى وأرى أنه جيد، ولكنه يتفسخ والأعضاء فيه يدافعون عن مصالحهم.

وكيف ترى ترشح موسى مصطفى؟

- مبدئياً هذا أمر جيد، ولكن هناك طعناً ضده حول أنه غير حاصل على مؤهل عال، أما حول ظروف ترشحه من الممكن أن يكون مدفوعاً من الدولة لاستكمال الشكل، أما ما ارتكبه السيد البدوى داخل حزب الوفد فإنه أعلن تأييد الرئيس «السيسى»، ولذلك الهيئة العليا رفضت مقترح ترشحه، وكان عليه أن يعرض أمر ترشحه للرئاسة، قبل التأييد من البداية، على الهيئة العليا للحزب، وبعدها يطرح نفسه للترشح.

كيف ترى دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية؟

- هذا أمر طبيعى ونتيجة لا أتعجب منها، لأنها جزء من الحياة الحزبية غير المكتملة، فأنت حزب معارض وبالتالى يجب أن تأخذ موقف المعارض على طول الخط، بدون أى هدف لذلك يطالب تحت مسمى الحرية بإسقاط الرئيس السيسى، وهؤلاء الأشخاص جزء من الواقع الحزبى والسياسى الماضى، وهم مرتبطون بالإخوان، ودعوات المقاطعة تصب فى صالح الإخوان فقط.


مواضيع متعلقة