في ذكرى وفاته.. كواليس 14 يوما قضاها "هيكل" قائم بأعمال وزير الخارجية

في ذكرى وفاته.. كواليس 14 يوما قضاها "هيكل" قائم بأعمال وزير الخارجية
- هيكل
- ذكرى وفاة هيكل
- محمد حسنين هيكل
- وزارة الخارجية
- هيكل
- ذكرى وفاة هيكل
- محمد حسنين هيكل
- وزارة الخارجية
يحل اليوم 17 فبراير، الذكرى الثانية لرحيل الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، والذى رحل عن عالمنا في 17 فبراير 2016، عن عمر يناهز الـ93 عامًا.
وخلال رحلة هيكل تولى العديد من المناصب بالإضافة للصحفية كان من بينها توليه منصب القائم بأعمال وزارة الخارجية لأسبوعين، وتستعرض "الوطن" كواليس تلك الفترة وما حدث فيها.
جاء تعيين هيكل، وزيرًا للخارجية مؤقتًا بالنيابة عن الوزير محمود رياض في عام 1970، بعدما سافر رياض في رحلة خارج البلاد استغرقت أسبوعين، للإعداد لمبادرة وقف إطلاق النار التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي، وليام روجزر.
وخلال توليه المنصب، كانت أول القرارات التي اتخذها هي رفضه لمقترح تقدمت به الولايات المتحدة عبر القائم بأعمال وزير الخارجية، دونالد بيرجس، باستعمال الطرفين المصري والإسرائيلي طائرات للتصوير على شريط يتفق عليه بحيث يمكن التصوير بأمان للتأكد من وقف إطلاق النار، إذا شك طرف بأن الطرف الآخر أجرى تحركات عسكرية، بحيث يمكنه أن يقدم ما لديه من صور إلى الولايات المتحدة لتراجع الطرف الثاني.
جاء رفض هيكل، مسببًا بأن مصر لا تعرف مدى تقدم إمكانية التصوير لدى طائرات الاستكشاف الإسرائيلية، كما أنه من الصعب قبول أن تكون الولايات المتحدة هي المرجعية التي يعود إليها الطرفين، مطالبًا بأن تكون المرجعية هي الأمم المتحدة.
وبعد يومين من رفض "هيكل" عاد القائم بالأعمال الأمريكي باقتراح مؤداه أن الولايات المتحدة تقترح أن تقوم هي بعملية الطيران فوق الخطوط لتضمن عدم مخالفة أي من الطرفين لاتفاق وقف إطلاق النار، وبعد عدة مشاورات واجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي تمت الموافقة على الاقتراح.
بعد الانتهاء من جلسة الأمن القومي والتي انعقدت في منزل الرئيس جمال عبدالناصر، توجه الرئيس إلى مكتبه واستدعي "هيكل"، وأبلغه بأن الأمريكيين سوف يفاجئوننا في أية لحظة بتوقيت محدد لتنفيذ وقف إطلاق النار في المواقع وأن عليه تحت أي ظرف ألا يقبل توقيتا إلا إذا ارتبط بمهلة للتنفيذ العملي على الأرض تتراوح ما بين 6 إلى 12 ساعة.
وبالفعل عاد "هيكل"، إلى مكتبه ليجد طلبا من السفير البريطاني، ريتشارد بومونت، بتحديد موعد عاجل معه، لإبلاغ الجانب المصري بأنه تلقى تعليمات من لندن بأن الحكومة الأمريكية اتصلت بهم لتطلب السماح لطائراتها من طراز "يو2" باستعمال قاعدة "أكروتيري" في قبرص لعملية مراقبة خطوط وقف إطلاق النار طبقا لـ "مبادرة روجرز" وأن لندن وافقت على الطلب رهنا بموافقة مصر وقبرص.
وفي هذه المرحلة الحرجة، تعين على "هيكل" كونه قائم بمنصب وزير الخارجية، طرح إعادة تكوين مجلس الأمن القومي، وبالفعل وافق "ناصر" على هذا الطرح.
ودعا عبدالناصر "هيكل" إلى الاجتماع به في حضور عدد من مسئولي وزارة الخارجية يختارهم "هيكل"، وبالفعل وقع الاختيار على عدد من الشخصيات كي يشاركوا في مناقشة حرة مع رئيس الدولة دون قيد وبدون رسميات.
وخلال الجلسة طلب "هيكل" من المستشار بالخارجية أسامة الباز، أن يكتب محضراً فورياًً للجلسة وقد كتبه في تسع عشرة صفحة كاملة، وظل الاجتماع خمس ساعات وعبدالناصر يسمع حتى أنه قال للحضور "انتم جرجرتموني إلى أن اتكلم وأنا أريد أن أسمعكم"، وبعدها سلم "هيكل" الوزارة بعد عودة وزير الخارجية من سفره.