أول سيدة تشارك الرجال فى عرض مسرحى بالسعودية: «حكاية الإمبراطور» تجربة جريئة

09:19 م | الخميس 15 فبراير 2018

تجربة غير مسبوقة تقدم عليها، دقات قلبها تعلو لتنافس صوت خطوات قدميها على المسرح الخشبى الكبير، تقف الفنانة السعودية «نجاة مفتاح» على بُعد خطوات من التاريخ الذى سيذكرها دائماً بأنها أول سيدة تشارك الرجال فى عرض مسرحى. تغلبت على كل مخاوفها وخاضت التجربة كاملة، وبعد ساعتين ومع إغلاق الستارة الحمراء تسمع دوى تصفيق الجمهور، لتتأكد أنها على الطريق الصحيح الذى ينتصر لها ولموهبتها ولحقها فى ممارستها.

«حكاية الإمبراطور» هو العرض المسرحى الذى قدمته فرقة «الستائر الحمراء»، وشاركت فيه نجاة مفتاح كأول سيدة سعودية تقف على مسرح مختلط، بعد سنوات اقتصر فيها تمثيل المرأة على المسارح النسائية المغلقة، بينما كان الرجال يؤدون أدوار السيدات فى أعمالهم المسرحية. العمل مأخوذ عن فيلم لـ«ديزنى» بعنوان «حياة الإمبراطور الجديدة»، تدور أحداثه حول المرأة العجوز مساعدة الإمبراطور «كاسكو» التى تتدخل فى شئون الحكم، وتم تقديم العرض المسرحى لمدة يومين على مسرح جامعة دار العلوم فى العاصمة السعودية الرياض، تحت رعاية الهيئة العامة للترفيه.

{long_qoute_1}

وتؤدى «نجاة»، صاحبة الـ21 عاماً، دور الشريرة «إيزما»، مستشارة الإمبراطور التى تحاول قتله لتمسك بزمام الحكم، خاصة بعدما قام بطردها من منصبها. وتحدثت «نجاة» عن دورها لـ«الوطن»، قائلة: فى البداية كنت أشعر بخوف وتوتر من التجربة، وبمجرد وصولى إلى الرياض لتقديم العرض تخليت عن تلك المشاعر لتحل مكانها الطاقة الإيجابية والشجاعة، خاصة أنها المرة الأولى التى أمثل فيها على المسرح بشكل احترافى وأقف أمام جمهور لأحصل على تعليق وتفاعل مباشر منهم مع أدائى، وقبل ذلك كنت أقدم اسكتشات تمثيلية على موقعى (يوتيوب) و(إنستجرام).

وعن تعامل عائلتها مع موهبتها الفنية، أوضحت: «لم أجد منهم منعاً أو دعماً، فكانوا يتعاملون مع الأمر بشكل عادى، ولم يقف أحد بجوارى سوى شقيقتى التى كانت تدعمنى فى كل خطوة أخطوها نحو التمثيل». وأكملت: «كانت أهم لحظات حياتى، حينما شاهدتنى والدتى على المسرح أثناء إحدى البروفات، صُدمت فى البداية ثم شعرت بسعادة كبيرة واقتنعت بموهبتى، لا سيما أن والدىّ لم يقتنعا بما أفعله إلا عندما شاهدانى على المسرح، كما أن أصدقائى كانوا فخورين بى للغاية». وبحسب «نجاة»: «انضمامى لفرقة (الستائر الحمراء) كان عن طريق المصادفة، وذلك عندما اطلعت على إعلانات عن اختبارات للأداء ستجريها الفرقة، فقررت خوض التجربة، وحينها تقدمت مجموعة كبيرة من الفتيات، ولكن وقع الاختيار علىّ لتقديم دور إيزما، ثم بدأنا العمل على البروفات التى استغرقت ما يقرب من 3 أسابيع إلى شهر، وشملت مجموعة من التدريبات، خاصة أنها كانت التجربة الأولى لى على المسرح».

واستطردت فى حديثها: «الفكرة كانت جريئة من جانب (الستائر الحمراء)، حيث تم التجهيز لها جيداً، وقد حظيت بدعم كبير منها، من خلال تشجيع وتحفيز أعضائها لى، فكنا نعمل بروح تعاون عالية، ولم أتخيل أننى سأكون ضمن فريق يدعم أبناءه بهذا الشكل الذى رأيته، ولولاهم لم أكن تشجعت وقدمت هذا الأداء».

وفيما يتعلق بخطواتها المستقبلية، قالت: «الآن أصبحت عضواً فى الفريق، وأنوى الاستمرار فى العمل، الفن المسرحى غير منتشر بشكل كبير فى السعودية، وأعتقد أنه شىء جيد أن يبدأ الجمهور فى التفاعل معنا، ونتابع طوال الوقت ردود فعلهم لتقديم الأفضل مستقبلاً».

وعن مدى تجاوب الجمهور مع العرض، قالت: «كانوا سعداء به للغاية، ولكن دائماً كل شىء فى بدايته يجد بعض المعارضة، ولكن بمرور الوقت سوف يتعودون على هذا الأمر، وحتى الآن لم أتلقَّ ردود فعل سلبية بخلاف بعض الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وأحاول طوال الوقت تجنبها بقدر الإمكان».