البطالة.. حصار آخر يواجه خريجي جامعات غزة

كتب: وكالات

البطالة.. حصار آخر يواجه خريجي جامعات غزة

البطالة.. حصار آخر يواجه خريجي جامعات غزة

 ذكرت وكالة "الاناضول" التركية للأنباء، أنه على أحد أرصفة شوارع مدينة غزة، يضع الشاب مالك سليم عربته الصغيرة المخصصة لبيع المشروبات الساخنة وبعض الوجبات السريعة، يعيل من مبيعاتها أسرته. والشاب مالك، كان قد تخرج من الجامعة قبل عدة سنوات، واضطر للعمل في مهنة بعيدة عن تخصصه نتيجة حصوله على فرصة عمل.

وأوضحت "الاناضول": آلاف الخريجين مثل مالك، لم يستطيعوا الحصول على فرصة عمل في تخصصهم الجامعي، نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع، الذي قضى على القطاعات الاقتصادية المحلية،  واشارت الوكالة التركية، إلى أن أرقام حديثة صدرت أمس الثلاثاء عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، أشارت إلى أن نسبة البطالة في غزة بلغت 43.7 بالمائة في 2017، مقابل 18 بالمائة في الضفة الغربية.

وأورد الإحصاء الفلسطيني في تقريره، أن عدد العاطلين عن العمل في غزة، بلغ حتى نهاية العام الماضي 220.2 ألف فرد. وأنهى مالك دراسته العليا في تخصص الإعلام عام 2014، وتطوع في العديد من المؤسسات الصحفية، لكنه اصطدم بالبطالة التي يعاني منها أغلب الخريجين في قطاع غزة، وقال للأناضول، "إن قلة العمل وعدم وجود أي مصدر رزق للعائلة، جعلني أفكر في مشروع بديل، يوفر قوت العائلة المكونة من 5 أفراد". و"هذه العربة الصغيرة تدر على العائلة يوميا، بين 15 إلى 20 شيكلا (4 - 5.5 دولارات)، التي بالكاد تغطي احتياجات العائلة المتزايدة"، يقول مالك.

ويعيش نحو مليوني مواطن فلسطيني في غزة أوضاعا اقتصادية واجتماعية وسياسية يصفها مراقبون دوليون بـ "الكارثية"، جراء استمرار فرض الحصار الإسرائيلي على القطاع للعام الحادي عشر على التوالي. ولا يختلف حال الشاب محمود حبوش عن قرينه مالك، فكلاهما فكرا في مشروع بديل بعد تخرجهم من الجامعة، وعدم مقدرتهم على العمل في مجال دراستهم الجامعية.

عزَم حبوش بعد تخرجه من الجامعة بتخصص إدارة الأعمال، وبعد بحث مطول عن فرصة عمل، على التفكير في مشروع يدر المال على أسرته ووالديه، وقال حبوش: "حالي كما آلاف الخريجين، العاطلين عن العمل في قطاع غزة، لا فرص ولا وظائف مع انهيار الاقتصاد المحلي"، مشيرا إلى تفكيره المستمر بعد تخرجه في حل يخرجه من صفوف البطالة،" فكانت فكرة العمل على "بسطة صغيرة" لبيع حلوى الأطفال أمام أحد المدارس"، موضحا أن "نظرة المجتمع لهذا العمل كوني خريج جامعي كانت من أهم الصعوبات التي واجهتني، إلا أن الوضع الاقتصادي الصعب وعدم وجود أي بديل عن ذلك دفعني لامتهان هذا العمل".

وأضافت الوكالة التركية: يعد تدنى مستوى الأجور في قطاع غزة، أحد المشاكل التي يعاني منها مئات آلاف العاملين في القطاع، موضحة: تقرير الإحصاء الفلسطيني الصادر أمس الثلاثاء، تطرق إلى أجور العاملين في غزة، إذ تبلغ نسبة العاملين في القطاع الخاص، ويتقاضون أجراً شهرياً أقل من الحد الأدنى للأجور، نحو 78.6 بالمائة.

ويبلغ الحد الأدنى للأجور في فلسطين، كما هو مقر من الحكومة الفلسطينية ووزارة العمل، نحو 1450 شيكلا (400 دولار).ويتقاضى أكثر من 90.3 ألف عامل في القطاع الخاص الفلسطيني، بغزة، متوسط أجر يبلغ 726 شيكلا (207 دولارات) لكل عامل، وفق الإحصاء الفلسطيني، وقال مدير عام التخطيط في وزارة العمل الفلسطينية ماجد إسماعيل، إن قطاع غزة يعاني من فجوة عميقة بين مخرجات التعليم الأكاديمي العالي، والاحتياجات الفعلية لسوق العمل.

وأوضح إسماعيل في حديثه مع الأناضول "الظروف الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة، أثرت في توفر سوق عمل لعدد كبير من الخريجين". وتخرج جامعات وكليات قطاع غزة ما يقارب 30 ألف طالب وطالبة سنويا، فيما تبلغ فرص العمل التي توفرها السوق المحلية بحوالي 8 آلاف فرصة سنويا، وفق إسماعيل.

ويتابع إسماعيل: "الوضع الاقتصادي المنهار في قطاع غزة أدى لانقطاع برامج التشغيل المؤقت التي اعتمدتها وزارة العمل في السنوات الماضية، التي كانت تستهدف خريجي الجامعات".


مواضيع متعلقة