الدرس الاستراتيجى من معركة سيناء 2018
- أحمد أبوالغيط
- أكاديمية ناصر العسكرية
- الأمم المتحدة.
- الأمن القومى
- الأمين العام لجامعة الدول العربية
- أبناء
- أحمد أبوالغيط
- أكاديمية ناصر العسكرية
- الأمم المتحدة.
- الأمن القومى
- الأمين العام لجامعة الدول العربية
- أبناء
مع نهاية العام 2010 ومطلع العام 2011 كنت من المحظوظين الذين حصلوا على تأهيل استراتيجى، ويرجع الفضل فى ذلك إلى أساتذتى فى كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية بترشيح من أستاذى الكاتب الصحفى الراحل عبدالله كمال، رئيس تحرير روزاليوسف آنذاك، وبتحفيز لم ينقطع بضرورة دراسة الاستراتيجية من السيد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، وكان حينها وزيراً للخارجية المصرية، ويعرف عنه اهتمامه الخاص بالاستراتيجية والأمن القومى، اجتزت التأهيل والتثقيف -لا أقول دراسة لأن الدراسة لا تنتهى- بتفوق، وجاء ترتيبى الثانى على الدفعة، وكان مشروع تخرجى يتحدث عن مستقبل القوة الشاملة للدولة المصرية، وما جرى فى يناير 2011.
ما تحصلت عليه من معرفة، وهو قليل فى بحر علم الاستراتيجية، يجعلنى أنظر إلى عملية سيناء 2018 بقدر من التدقيق الذى يدفعنى إلى حالة من الفخر الحقيقى ببطولة أبناء قواتنا المسلحة وبالدولة المصرية القوية والقيادة السياسية الوطنية، وألخص هذه النظرة فى النقاط الآتية:
أولاً: أن القوات المسلحة تخوض معركة كبرى وتتحرك على كافة الاتجاهات الاستراتيجية وإن تركز مسرح العمليات فى شمال ووسط سيناء، وعلى الرغم من ذلك لم يتأثر المسار السياسى والاجتماعى فى الدولة ويعيش المصريون حياة طبيعية يومياً بل ولم يتأثر أو يتراجع معدل العمل فى المشروعات القومية المنتشرة فى كافة أرجاء الجمهورية.
ثانياً: أننا أمام تكتيك وتدريب عسكرى سيتم تدريسه فى المعاهد والأكاديميات العسكرية الدولية لأن القوات المسلحة المصرية تقدم نموذجاً سيحتذى به فى كيفية مواجهة الجيوش النظامية للعصابات والتنظيمات الإرهابية دون وقوع خسائر بين المدنيين، وهو أمر عجزت عنه مختلف التحالفات العسكرية الدولية.
ثالثاً: تحقيق الردع الإيجابى بتحرك قواتنا البحرية فى البحر المتوسط وإظهار قدراتنا المتفوقة على قطع يد كل من تسول له نفسه المساس بثروات مصر فى منطقتها الاقتصادية الخالصة أو يفكر فى التعدى على الحدود البحرية المصرية المستقرة باتفاقات دولية معتمدة لدى الأمم المتحدة.
رابعاً: الحضور المميز للإعلام العسكرى المصرى وقدرته على التأثير فى الرأى العام الداخلى والدولى بمصداقية متناهية.
خامساً: تتشابه معركة سيناء 2018 مع حرب السادس من أكتوبر ليس فقط فى كونها تواجه عدواً يستهدف الوطن ومقدراته وتحرر سيناء منه، ولكن فى كونها ترتب لعمل سياسى إقليمى قادر على تغيير وجه الشرق الأوسط مجدداً؛ لأن القضاء النهائى على الإرهاب وأدواته سينعكس على الأوضاع فى كل من ليبيا وسوريا واليمن.
أخيراً.. أتمنى أن يتم تخليد هذه العملية العظيمة ولو «بطابع بريد» يحمل الذكرى والدرس والعبرة للقادمين من بعدنا ليدركوا أن مصر لا يستطيع هزيمتها أحد، ولا يمكن أن يفرض واقعها إلا قرار شعبها، وأن القوات المسلحة المصرية دائماً وأبداً هى حصن هذه الأمة ومنبع عزها وشرفها، وأن لدى المصريين قيادة سياسية وطنية تدرك جيداً موقع مصر العظيم بين الأمم.