ورشة خراطة تقاوم ندرة العمالة بشيوخ المهنة: شغالين لآخر نَفَس

كتب: سمر عبدالرحمن

ورشة خراطة تقاوم ندرة العمالة بشيوخ المهنة: شغالين لآخر نَفَس

ورشة خراطة تقاوم ندرة العمالة بشيوخ المهنة: شغالين لآخر نَفَس

أكثر من 200 عام مضت على ورشة لخراطة المعادن أشبه بمسجد أثرى، أخرجت أجيالاً من الصنّاع المهرة، وتمسّكت بحرفة باتت فى طى النسيان. البداية كانت لتصنيع سواقى رى الأراضى الزراعية فى مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، ثم تخصّصت فى صناعة ماكينات الغزل، ومنها إلى ماكينات الـ«فيبر» المستخدَم فى صناعة المراتب والوسائد.

تحدّيات كثيرة واجهها «خيرى» لتظل أبواب الورشة التى ورثها عن جده مفتوحة: «جدى اشترى أول مخرطة بلدى بسيور، وحصل على أول رخصة ورشة خراطة معادن فى المحافظة: «كنا بنعمل ماكينات غزل وعربيات حنطور لما المهنة وقف حالها والورش قفلت، اتّجهنا لصناعة ماكينات الفيبر، وربنا بيكرمنا وفاتحة 10 بيوت حالياً».

لم يفكر «خيرى» فى بيع الورشة التى صُممت على الطراز الإنجليزى القديم، أو التفريط فى أدواتها العتيقة: «فيها مخرطتين، واحدة أمريكانى والتانية بلغارى، مقشطة إيطالى، مثقاب بلغارى، وماكينات لحام بكل أنواعها، ورغم أن الكهرباء غالية علينا، ومش لاقيين عمالة، لكن هتفضل الورشة فاتحة أبوابها. بس محتاجين دعم الدولة وتقليل رسوم الضرائب والكهرباء». 55 عاماً قضاها زغلول مرسى أبوحمامة، داخل الورشة، يمارس عمله الذى ترك آثاره على ظهره المحنى من كثرة المكوث أمام ماكينة الخراطة: «اشتغلت من وأنا عندى 8 سنين فى ورشة الشيخ حسين الخلال، ما اخترتش المهنة بإرادتى لكن كل اللى فى سنى كانوا بيشتغلوا، ورغم صعوبتها وخطورتها باحبها وهى رزقى الوحيد. صاحب الورشة لما مات سابها لى أمانة، وعلمت أجيال فيها».

«زغلول» البالغ من العمر 63 عاماً، يستيقظ مبكراً يُصلى الفجر، ثم يذهب إلى الورشة فى السابعة صباحاً ليفتح أبوابها: «الماكينة دى أخدت عمرى، بس باحس بفرحة وأنا باشتغل، على عكس جيل اليومين دول، ماعندوش صبر، والحمد لله علمت أجيال كتيرة، ومكمل فيها لآخر نَفَس».


مواضيع متعلقة