مجمع الدفاع الاجتماعى فى الإسكندرية.. أطفال هربوا من الجحيم

كتب: مروة مرسى

مجمع الدفاع الاجتماعى فى الإسكندرية.. أطفال هربوا من الجحيم

مجمع الدفاع الاجتماعى فى الإسكندرية.. أطفال هربوا من الجحيم

عايشت «الوطن» أطفال مجمع الدفاع الاجتماعى فى الإسكندرية، إحدى المؤسسات الاجتماعية التى تتبع وزارة التضامن الاجتماعى، والتى بدأت فى تطوير غرفها والورش بالتعاون مع صندوق تحيا مصر «أطفال بلا مأوى» وعددهم حالياً 60 طفلاً داخل المجمع وأعمارهم ما بين 7 إلى 17 سنة.

مع دقات الساعة السابعة صباحاً يستيقظ الأطفال من النوم ليبدأوا فى الدخول إلى دورة المياه والاستحمام ثم ترتيب غرفهم وسرير النوم، والذهاب إلى المطعم لتناول وجبة الإفطار وهى عبارة عن جبنة وحلاوة ومربى وعيش.

ثم تبدأ الدراسة، البعض يذهب إلى المدرسة المجاورة وهم فئة صغيرة من الأطفال الذين يوجد لهم أوراق رسمية ومسجلة فى التعليم الأساسى، وآخرون يذهبون إلى المدرسة الصغيرة والفصول داخل المجمع لدراسة اللغة العربية والرياضة والإنجليزى، أو العمل فى الورشة ببعض المهن الحرفية كالنجارة والكهرباء والخياطة.

{long_qoute_1}

ويظل العمل فى الدراسة والورش مستمراً إلى أن تدق الساعة الواحدة ظهراً لتعلن عن موعد الغداء لينطلق الأطفال الصغار إلى المطعم لتناول الوجبة الثانية، والتى كانت عبارة عن وجبة البامية باللحمة والأرز بالإضافة إلى مكرونة بالشوربة، ثم تناول الحلويات وهى عبارة عن أرز باللبن والمكسرات.

وبعد تناول الغداء يسير كل نحو نشاطه من خلال الترفيه وممارسة الرياضة ولعب الكرة أو ألعاب أخرى أو لعب البلايستيشن أو مشاهدة التلفاز أو النوم فى وقت الراحة.

حياة طبيعية تسعى إدارة مجمع الدفاع الاجتماعى لتوفيرها للأطفال الصغار الذين جاءوا إليها لعدم وجود مأوى لهم، على الرغم من وجود أسر لكثير منهم ولكنهم فروا هاربين من أسرهم إلى الشارع.

وأغلب أطفال المجمع قادمون من شرطة الأحداث أو من الوحدات المتنقلة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، وجميعهم أطفال دون عائل ودون تهم موجهة إليهم.

والكثير منهم يتمتع بذكاء ولديهم طموح وأمل فى المستقبل، فالبعض يهوى التعليم والدراسة ولديه رغبة شديدة وملحة فى الذهاب إلى المدرسة، وآخرون ما زالوا فى حالة صدمة بسبب ترك الشارع والقبض عليهم من شرطة الأحداث ويريدون العودة إلى أسرهم وترك المكان، والكثير منهم يريد العيش فى المجمع لأنه آمن عليه أكثر من الأسرة.

يوسف محمد رفعت،13 سنة -الاسم الذى اختاره لنفسه- كان يقطن فى بولاق وترك أسرته بعد انفصال والده عن والدته، يقول «يوسف»: «أنا سيبت بولاق ومش عايز أرجع لأهلى، أنا بحب هنا ونفسى أبقى حاجة حلوة، الناس هنا بتحبنى وبتساعدنى علشان أكون حاجة لما أكبر، أنا بحب الجمباز، ونفسى أكمل فى المشوار ده».

ويضيف أنه يعشق الوجود فى المكتبة لتعلم القراءة والكتابة، مشيراً إلى أن المجمع وفر له مدرباً لتعليم الحركات الرياضية التى يريدها.

أما «أحمد»، صاحب الـ14 سنة، القادم من طهطا بالصعيد، فعاد إلى المؤسسة بعد تركها بشهور بعد المصالحة مع أسرته ليقرر البقاء فيها بعد المعاملة السيئة من أهله ويرفض العودة لهم مرة أخرى.

ويتعلم «أحمد» النجارة ويبرع فى تصميم الأبواب والمقاعد الخشبية، مشيراً إلى أنه يتمنى إتقان مهنة النجارة وممارستها فى المستقبل.

وتختلف حكاية سعد منصور، 14 سنة، عن باقى الحكايات، فوالدته تأتى إلى زيارته، بعد أن أحضرته الشرطة للمؤسسة بسبب التسول فى الشارع، حيث إن «سعد» ليس له شهادة ميلاد، لذلك تسعى المؤسسة لاستخراج الشهادات وتوفير حياة كريمة له وتعليمه المهنة التى يحبها وهى فنى كهرباء.

وقال إيهاب محمد رفعت، مدير مجمع الدفاع الاجتماعى، إن المجمع يسع 150 طفلاً، وتم خلال الفترة الماضية تسليم 80 طفلاً إلى أسرهم وذلك بعد التأكد من أن الأسرة ستوفر البيئة الآمنة للطفل، حيت يتم إجراء بحث حالة للأسرة وظروفها والتأكد من رغبة الطفل فى العودة للعيش مع أهله وتوفير حياة كريمة.

وأضاف «رفعت» أن المجمع دوره مجتمعى فى المقام الأول فهو يسعى إلى دمج الطفل مع أسرته وتوفير الحياة المناسبة وبعث رسالة له أن مكانه ليس الشارع بل العيش وسط أسرته، مشيراً إلى أن الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين يتعاملون مع الأطفال بطريقة ملائمة.

وأكد أنه منذ دخولهم المجمع يتم إجراء الكشف الطبى عليهم خاصة الأمراض الجلدية لوجودهم فى الشارع، بالإضافة إلى تنظيم قوافل طبية بشكل دائم للأطفال.

وأشار إلى أن المجمع يسعى إلى تجميع أكبر قدر من تبرعات المجتمع المدنى من أجل مساعدة الأطفال وتنفيذ كافة أحلامهم وتوفير حياة كريمة لهم، مطالباً المجتمع المدنى بضرورة النظر إلى مجمع الدفاع الاجتماعى وإسعاد الأطفال الصغار.


مواضيع متعلقة