نبيل فاروق.. أديب المستحيل

كتب: سعيد محمود

نبيل فاروق.. أديب المستحيل

نبيل فاروق.. أديب المستحيل

"نبيل فاروق".. كاتب مصري يرمز إليه بالرمز (ن -1)، حرف (النون) يعني أنه فئة نادرة، أما الرقم واحد فيعني أنه الأول من نوعه، هذا لأن نبيل فاروق" كاتب من نوع خاص فهو يجيد استخدام جميع أنواع الكتابة من القصة القصيرة إلى الرواية وحتى السيناريو، هذا بالإضافة إلى إجادته التامة لأدواته التي تمكنه من رسم أحداث رواياته ببراعة يحسد عليها، فهو وإن كان يعد من رواد ادب الجاسوسية في العالم العربي، إلا أنه أبدع أيضا في الروايات الاجتماعية والرومانسية.

لقد أجمع الكل على أنه من المستحيل أن يجيد كاتب واحد كل هذا المهارات، ولكن (نبيل فاورق) حقق هذا المستحيل واستحق عن جدارة ذلك اللقب الذي أطلقه عليه القراء.. لقب (أديب المستحيل).

في مكان ما من أرض مصر، وفي حقبة من حقب الماضي، وبالتحديد منذ 33 عامًا، كانت المؤسسة العربية الحديثة.. حيث يدور العمل فيها في هدوء تام وجدية مطلقة.. من أجل جذب عيون واهتمامات شباب العرب إلى عشق القراءة تحت شعار (نحن نخرج لك أحسن الكتب).

من أجل هذا الهدف عمل الناشر (حمدي مصطفى) صاحب مشروع القرن، على رأس فريق أدبي نادر تم اختياره في عناية تامة ودقة بالغة.. فريق مبدع من طراز خاص واجه تحديات الأدب الغربي، واستطاع جذب الشباب العربي للقراءة عن طريق مجموعة من الروايات، أبطالها كلهم من أبناء جلدتنا.. ليشكلوا معًا نظرة أمل لجيل قادم ولمحة من عالم الإبداع وصفحة جديدة تدعى (روايات مصرية للجيب).

وكانت باكورة أعمال الدكتور (نبيل فاروق)، مع المؤسسة العربية الحديثة، هي سلسلة (ملف المستقبل)، التي أخذتنا معها لعالم ممتع مثير، واجهنا فيه مع أبطالها البواسل بقيادة المقدم (نور الدين محمود) رجل المخابرات العلمية، أهوالا يشيب لها الولدان، وسافرنا معهم عبر الزمن والعوالم الموازية والمجرات، من أجل حماية الوطن ورفعته.

ولهذه السلسلة قصة عجيبة تنافس في إثارتها روايات الدكتور نبيل نفسه، فقد كتبها في ظل ظروف مادية سيئة وإحباط كبير من رفض مؤسسة صحفية كبرى لفكرته التي أصبحت أيقونة في أدب الشباب (رجل المستحيل)، بحسب ما ذكره في كتابه (رجل المستحيل وأنا).

كتب الرجل رواية الخيال العلمي بعد أن قرأ إعلانا في إحدى المجلات عن مسابقة في أدب الخيال العلمي، في أثناء سفرة إلى شبين الكوم للعمل هنا، ثم نسي الأمر برمته نتيجة انغماسه في تدبير أموره المالية غير المستقرة وقتها، قبل أن يذكره صديقه بالأمر قبل يوم واحد من موعد انتهاء المسابقة، وهنا بدأت الإثارة؟

أصر أصدقاء الدكتور نبيل فاروق على ضرورة اشتراكه بالمسابقة رغم رفضه الشديد، وتطوع صديق له بالسفر إلى القاهرة لتقديم الراواية للمؤسسة، ووصل الرجل بالفعل إلى المكان المطلوب في مساء آخر أيام المسابقة، لكنه فوجئ بالعمال يغلقون المكتبة، فتشبث بالباب وأصر على تسليم الرواية بشدة، ما اضطر العاملون إلى استلامها حتى يتخلصون منه، ورغم ذلك لم يلق نبيل فاروق للأمر بالا، حتى حدثت المعجزة، فبعد 7 أيام وصله خطاب من المؤسسة العربية الحديثة يطلب منه الحضور للتعاقد بشأن الرواية، ومن هنا بدأت رحلة النجاح التي استمرت إلى وقتنا هذا، بعد أن تعاقدت المؤسسة العربية الحديثة مع الدكتور نبيل فاروق على سلسلة روايات (ملف المستقبل) لتتفتح زهرة الأمل من جديد، ويبدأ في التخطيط للسلسلة الأشهر في تاريخه (رجل المستحيل) وبطلها (أدهم صبري) الذي تربع في قلوب شباب الوطن العربي كافة، فقد صنع (نبيل فاروق) شخصية البطل العربي الذي يتفوق على أقرانه الأجانب.

بعد إصدار (ملف المستقبل) و(رجل المستحيل)، طلب الناشر حمدي مصطفى من الدكتور نبيل فاروق أن يبدأ في إعداد سلسلة جديدة، وهنا فاجأ الرجل القراء بسلسلة تختلف تماما عن أجواء الإثارة والغموض والخيال، فقدم سلسلة (زهور) الرومانسية ليقدم بديلا من نوع جديد للروايات الرومانسية التي كانت منتشرة وقتها وتتضمن الكثير من الأشياء التي تخالف تقاليد المجتمع العربي.

ومع التطور السريع للعلوم والفنون والآداب، وضرورة أن تصبح المعرفة كالماء والهواء، بدأ (نبيل فاروق) في سلسلة رابعة كانت بمثابة الباب للمعرفة والتطور، إنها سلسلة (كوكتيل 2000) التي أطلق عليها وقتها "ثقافة الغد.. لشباب اليوم"، وكما هى عادته، خرجت السلسلة في أعدادها الأولى مبهرة وشيقة وثرية بالقصص القصيرة والطويلة والمسلسلة والمعلومات القيمة الغزيرة، في وقت كان يصعب فيه الوصول لكل هذا الكم منها لعدم وجود إنترنت كما هو الحال هذه الأيام.

وبعد النجاحات المتتالية لـ(نبيل فاروق) والمؤسسة العربية الحديثة، بدأ في تجارب جديدة واعدة، فأخرج للنور (زووم)، ذلك الكتيب الذي كان يجمع على صفحاته من كل بستان زهرة، ثم (بانوراما) التي جمعت بين المجلة والكتاب، والسلسلة التي تحدثت عن أمجاد العرب قديما (فارس الأندلس)، بل إنه أصدر أيضا سلسلة خاصة للأطفال تروي قصصا قصيرة تعليمية وتربوية وهي (كاتكيتو)، ثم أتبعها بـ(مغامرات سندباد) التي قدمها مغلفة بالخيال العلمي، والعديد من الأعمال الناجحة بعدها.

وتتويجا لنجاحات الرجل الأدبية، اقتحم عالم السينما والتيفزيون والردايو أيضا، فقدم للسينما فيلم (الرهينة)، وللتليفزيون مسلسلي (العميل 1001) و(من الجاني)، ومن قبلهما برنامجا بعنوان (ملف الأسرار) كما قدم للراديو حلقات إذاعية عن بطله الأشهر (رجل المستحيل)، وهو الذي يستعد حاليا لتحويله إلى عمل سينمائي كبير.

واليوم في عيد ميلاد الدكتور نبيل فاروق الـ62، بات الرجل بالفعل كما وصفه الدكتور أحمد خالد توفيق، أكثر تأثيرا من ديستوفيسكي نفسه، حيث كتب أكثر من خمسمائة عنوان، في كل الموضوعات تقريبا.


مواضيع متعلقة