هل المصالحة بين «الإخوان» والنظام ممكنة؟
- استقرار الأوضاع
- الدولة المصرية
- العمل السياسى
- الفنية العسكرية
- المرشد العام
- المشهد السياسى
- ثورة يوليو
- جماعة الإخوان
- جمال عبدالناصر
- رئيس الدولة
- استقرار الأوضاع
- الدولة المصرية
- العمل السياسى
- الفنية العسكرية
- المرشد العام
- المشهد السياسى
- ثورة يوليو
- جماعة الإخوان
- جمال عبدالناصر
- رئيس الدولة
كلام متناثر هذه الأيام عن سعايات تتم لإجراء مصالحة بين كل من «الإخوان» ونظام الحكم الحالى فى مصر. شبكة «بلومبرج» الإخبارية الأمريكية أكدت أن هناك تواصلاً بين الطرفين يتم هذه الأيام يصب فى هذا الاتجاه. تعلم أن أحاديث تظهر بين حين وآخر، تتحدث عن مسألة المصالحة تلك، ثم تتبخر فى الهواء. ربما كانت الظروف والملابسات التى تحكم المشهد السياسى فى مصر حالياً دافعاً لدى البعض للحديث عن أن النتيجة يمكن أن تختلف هذه المرة.
منذ ثورة يوليو عام 1952 والصراع بين جماعة الإخوان والضباط على أشده. التاريخ يقول إن الثورة قامت بالتعاون بين الطرفين، وبعد نجاحها أراد كل منهما الاستفراد بالحكم دون الآخر. جمال عبدالناصر كان أذكى من «الإخوان» وعرف كيف يورّطهم فى الموقف تلو الآخر، حتى تمكن من الانقضاض عليهم بصورة واسعة فى مارس 1954، بعدها حدثت مصالحة بين الطرفين، وأخرج «عبدالناصر» الكثير من قيادات الجماعة من السجون، بمن فى ذلك المرشد العام المستشار حسن الهضيبى، لكن «الإخوان» -قاعدة وقيادات- لم تنسَ ثأرها مع «عبدالناصر»، وكانت هناك محاولات مستميتة لإحياء نشاط الجماعة من خلال مجموعات متعدّدة تناثرت فى محافظات مصر المختلفة. إزاء ذلك تحرك «عبدالناصر» من جديد ضد الجماعة عام 1965، وتم ضبط تنظيم سيد قطب، ووُجّهت إليه اتهامات بمحاولة اغتيال جمال عبدالناصر وقيادات الدولة المصرية. أُعدم سيد قطب عام 1966، لكن موته لم يحل المشكلة، بل لقيت أفكاره المتعلقة بتجهيل المجتمع والاعتماد على العنف كوسيلة للتغيير، رواجاً أكبر، وانتشرت بين الكثير من الخلايا العنقودية التى ظهرت فى عصر «السادات».
واحدة من هذه الخلايا العنقودية خططت لتحقيق حلم سيد قطب فى اغتيال رئيس الدولة وقياداتها، والاستيلاء على الحكم، وهو تنظيم «الفنية العسكرية»، بزعامة الدكتور صالح سرية، لكنه لم ينجح فى ذلك. كانت لـ«السادات» معادلة مختلفة فى التعامل مع «الإخوان»، فأطلق سراحهم، وأتاح لهم فرصة العمل السياسى، وحاول الاستعانة بهم كظهير شعبى. هدأت الأمور بين الإخوان والضباط لأول مرة بعد ثورة يوليو، لكن ماءً جديداً جرى فى النهر بعد زيارة «السادات» إلى إسرائيل، فانطلقت الجماعة تحرّض عليه. وفى عام 1981 تمكنت خلية هجين (من الضباط والجماعات) من اغتيال «السادات». وفى عصر «مبارك» اعتمدت العلاقة على المنفعة المشتركة، ارتضاءً بمعادلة «الضباط يحكمون والإخوان يعارضون».
عندما يستعرض البعض هذا التاريخ، يدور فى خلده أن المصالحة بين الإخوان والنظام ممكنة، لكن ظنى أن الصلح فى اللحظة المعيشة يحول دونه العديد من الموانع، أولها أن «الإخوان» وصلت إلى الحكم، وهو تحول نوعى فى تاريخ الجماعة، لم يحدث لها طوال تاريخ صراعها مع «ناصر والسادات ومبارك»، «الإخوان» لم تعد تريد المقاسمة أو المشاركة، بل تريد الحكم ثانية. ثانيها أن القيادات الحالية للجماعة والنظام يستمدان جوهر شرعيتهما الحالية والمستقبلية من الصراع الهادف إلى التخلص من الآخر، وبالتالى لن يضمن الصلح بين القيادات استقرار الأوضاع، لأن القواعد ستتحرك بإرادتها الخاصة بعيداً عنها. ثالثها عدم وجود خطوط رجعة بين الطرفين، لأن كليهما قرّر منذ اللحظة الأولى لنشوب الصراع الاعتماد على أداء «خالٍ من السياسة».