مصاعد المؤسسات بالقليوبية.. زحام ومشاجرات على "أسانسيرات الغلابة"

12:33 م | الأربعاء 07 فبراير 2018

هنا في القليوبية فتحت واقعة "أسانسير الموت"، بمستشفى بنها الجامعي، والتي راح ضحيتها 7 اشخاص بينهم 5 من اسرة واحدة ملف المصاعد المتواجدة، في كثير من المباني، والمنشآت سواء الحكومية أو الخاصة أو حتي العمارات السكنية، والتي تنذر بكارثة بسبب تهالك بعضها او سوء استخدام البعض الآخر، أو التقاعس عن صيانة البعض الآخر، مما يجعلها معرضة لتكرار الكارثة.

حادث مستشفى، جامعة بنها ليس الأول الذي تشهده محافظة القليوبية في مجال حوادث المصاعد، فقد شهدت المحافظة من قبل وداخل مستشفى الجامعة ذاته، حادث مستشفى بنها لم يكن الأول، حيث شهدت المستشفى عام 2010، إصابة 13 شخصًا بينهم طبيبة، وموظفة وعامل وعدد من المرضى وذويهم، إثر سقوط المصعد رقم 3 بمبنى الباطنة بمستشفى، بنها الجامعي من الدور الثاني إلي بئر المصعد.

وكشفت التحقيقات وقتها أن عامل المصعد والركاب، فوجئوا أثناء وجودهم بالمصعد بانفصال أسلاك الواير الخاصة به، حتى سقط إلى أسفل المبنى، مما أسفر عن إصابة 13 شخصًا، كانوا بداخله وتقرر وقتها تشكيل لجنة من كلية الهندسة لمراجعة، وفحص أعمال الصيانة بالمصعد، وبيان ملابسات الواقعة، ومسبباتها وإحالة المتسببين فيها إلى التحقيق، ووقف جميع مصاعد المستشفى البالغ، عددها 12 مصعدًا، وعدم تشغيلها إلا بعد قيام شركة الصيانة، بإعداد تقرير فني عن كفاءة جميع المصاعد بالمستشفى.

مأساة أخرى كان بطلها المصعد في مدينة بنها، حيث لقيت ربة منزل مصرعها بسبب مصعد معطل في أحد الأبراج السكنية، ببنها مما أدى إلى فصل رقبتها عن جسدها أثناء استخدامها المصعد بصحبه طفليها.

وتبين أن المجني عليها، استخدمت بصحبة أطفالها مصعد "معطل" وأدخلتهما وأثناء محاولة اللحاق بهم، أغلق المصعد عليها وفصل رقبتها عن جسدها فلقيت مصرعها في الحال.

الأخطر في قضية ما كشفته جولة "الوطن" لبعض المصاعد في المنشآت الحكومية والمؤسسات والهيئات، وخاصة مصاعد المستشفيات الحكومية، حيث تشهد بعض مصاعد المستشفيات في القليوبية، حالة إهمال وتراخي وعمليات صيانة وهمية، تنذر بكارثة ناهيك عن سوء الاستخدام أو عدم اتباع الإرشادات الخاصة، والذي يساهم في انتهاء العمر الافتراضي للمصعد وشكوى المواطنين منه.

ففي مبنى العيادات بمستشفى التأمين ببنها، ورغم أن المصاعد تم تجديدها مؤخرا تجد زحام شديد ومشاجرات، وعدم وجود دور بسبب عدم وجود عامل الأسانسير، فيطلب المواطنين الأسانسير كل على هواه، ويتم ركوب حمولات زائدة دون الاكتراث لحدوث كارثة ناهيك عن كثرة الأعطال.

يقول محمد سالم مدرس: الأسانسيرات دائما معطلة، رغم أنها تم تركيبها حديثا، ولكن سوء الاستخدام وعدم تواجد عامل الأسانسير، بصفة دائمة يتم التعامل مع الأسانسير، دون اتباع الإرشادات فتجد من يقف لفتح الباب لانتظار مرافق له، وتجد من يقوم بالخبط عليه لإثارة الانتباه إلى حاجته له، وكل هذه الأفعال تضر بالأسانسير او المصعد.

يقول تامر السيد إننا نعاني، الأمريين ونقف طوابير أمام الأسانسير المعطل بالساعات للصعود إلى العيادات، في الدوريين الثالث والرابع برغم أن أغلب المرضى، من المنتفعين من كبار السن ولا يتحملون هذه المتاعب مطالبا بسرعة حل مشاكل المصاعد، رأفة بكبار السن والمرضى وتخصيص عمال لتشغيل هذه المصاعد، بالطرق الفنية الصحيحة؛ لأن صعود السلم بالنسبة للمرضى من كبار السن يمثل أزمة كبيرة داخل العيادات.

أما في مستشفي بنها التعليمي، فأصبح الزحام والمشاجرات هي السمة السائدة أمام ابواب المصاعد، في مبنى المستشفى القديم ناهيك عن حالة المصعد، التي يرثي لها وترشحه لتكرار كارثة المستشفى الجامعي.

يقول أحمد سعفان من المترددين على المستشفى اسانسير المبنى القديم دائما، معطل ولا أحد يهتم به ونضطر لصعود السلالم، لقضاء مصالحنا في المستشفى، وزيارة المرضى، وهو أمر يمثل معاناة، وينذر بكارثة في حال ظل وضع الأسانسير، على هذا الحال مشيرا إلى أن المصعد الموجود لخدمة، مبنى إدارة المستشفى، يتم الاهتمام به، وصيانته لاستخدام الأطباء، ومدير المستشفى له وعليه عامل لتنظيم الصعود والهبوط.

وفي مبنى كلية الطب البشري ببنها الملاصقة للمستشفى الجامعي، والذي شهد الكارثة الأخيرة، قامت إدارة الكلية عقب الكارثة بوضع لافتة، عند كل مصعد بالكلية، والتي تضم 5 مصاعد "سلامتك تهمنا عدد الأفراد المسموح بهم 9 افراد فقط"، حيث اكد مصدر بالكلية ان هذه الافتة، تم وضعها عقب حادث المستشفى وبعد شكاوي الطلاب والاساتذة من حالة الاسانسيرات، حيث تم عمل صيانه خلال الايام الماضية وتشغيل كافة الأسانسيرات.

الكابوس الأكبر في ملف المصاعد هو وجود مئات العمارات السكنية المخالفة، وغير المرخصة التي أقيمت في مدن بنها والخصوص وشبرا الخيمة، وغيرها من مدن المحافظة والتي قدرتها التقارير الرسمية الصادرة، عن مجالس المدن بـ 25 ألف مخالفة بناء، حيث تعتمد هذه الأبراج والعمارات على إقامة، أسانسيرات بدون ترخيص، وهو ما ينذر بتكرار الكارثة، داخل هذه التجمعات السكنية.

ووفق المهندس مصطفى عباس، السكرتير العام المساعد لمحافظة القليوبية، أن العقارات المخالفة وغير الحاصلة على تراخيص البناء يصعب إلزامها بالحصول، على رخصة للمصاعد وفقًا للقانون والذي يلزم بإستخراج رخصة للمصعد داخل أي برج أو منشاة بها مصاعد مشيرا انه تم تكليف الإدارات الهندسية بالمحافظة لمراجعة تراخيص الاسانسيرات بمختلف الجهات، حرصا عل أرواح المواطنين وناشد عباس المواطنين وأصحاب العمارات والهيئات والاماكن التي بها مصاعد بعمل الصيانة الدروية والتأكد من سلامة المصاعد المستخدمة حتي لاتتكرر الكارثة.

من جانبه قال المهندس أحمد عبد العزيز، أحد مهندسي شركة كبرى للمصاعد، أن مصاعد الجهات الحكومية والمنشآت العامة، يجب أن تكون مصنعه بالكامل، ويتم شراؤها من وكلاء معتمدين، ومن ماركات عالمية ومحلية معتمدة ومطابقة للكود المصري في المصاعد لتلافي اي أخطاء بحيث لا تتجاوز نسبة الخطأ فيها 1%.

وأشار عبد العزيز، إلى أنه يرجح أن تكون أسباب سقوط مصعد مستشفى بنها الجامعي، تنحصر في عطل جهاز البارشوت المسئول عن وقف موتور الأسانسير في حالة قطع الواير، لأن سقوط المصعد بهذا الشكل الفجائ، يؤكد أن الجهاز به عطل لم يتم إصلاحه، فور اكتشافه.

كما أن المصعد لم يكن مزودًا بقاعدة من السوست، تكون أسفله في منطقة البئر بالدور الأول، تساعد في امتصاص صدمة الانهيار والتخفيف من آثار السقوط، من علو ونصح عبد العزيز المواطنين، في كافة المنشآت التي بها مصاعد بمختلف أنواعها الحكومية، والمنشآت العامة والمساكن بالاهتمام بالصيانة الدورية، وإجراء اختبارات الأمن والسلامة من حين لآخر لتلافي وقوع أي حوادث.