مصاعد دواوين الحكومة: أرواح المواطنين تحت رحمة «الصيانة».. والمسئولون فى أمان

كتب: محررو «الوطن»

مصاعد دواوين الحكومة: أرواح المواطنين تحت رحمة «الصيانة».. والمسئولون فى أمان

مصاعد دواوين الحكومة: أرواح المواطنين تحت رحمة «الصيانة».. والمسئولون فى أمان

«بين السماء والأرض» هو حال المصريين داخل مصاعد الحكومة، فى رحلتهم اليومية لإنجاز مصالحهم، فكل همهم الوحيد أصبح الخروج من تلك الغرفة المظلمة بـ«سلام»، بعدما بات شبح كارثة «مستشفى بنها الجامعى» يلوح أمامهم بين كل لحظة داخل المصعد.

«الوطن» ترصد أحوال مصاعد دواوين الحكومة اليومية، بدءاً من المتهالك مروراً بـ«المعطل» وصولاً لـ«الجيد»، وماذا يدور داخل مصعد الوزير «الخصوصى» إذا توافر فى بعض الوزارات.

فى «النقل»، تحتوى الوزارة والهيئات التابعة لها مثل السكة الحديد والشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، والطرق والكبارى، والقومية للأنفاق، على نحو 13 أسانسير، فى ديوان عام الوزارة 3، واحد مخصص للوزير والقيادات والمسئولين، والثانى لخدمة العاملين، والثالث للمواطنين إن وجدوا، وفى السكة الحديد 7، بينها واحد يعمل لخدمة رئيس هيئة السكة الحديد والقيادات والمسئولين، والثانى يعمل لخدمة العاملين بالهيئة، والباقى للمواطنين، وهناك أسانسير واحد لكل من الشركة المصرية لمترو الأنفاق وآخر للهيئة القومية للأنفاق، و2 للطرق والكبارى.

{long_qoute_1}

قال مصدر مسئول بوزارة النقل إن هناك أسانسير مخصصاً لوزير النقل وقيادات الوزارة، ويعمل بكفاءة عالية، كما أن أسانسير العاملين يعمل أيضاً بكفاءة عالية، موضحاً أن جميع أعمال الصيانة تتم بصورة منتظمة، وأوضح المصدر لـ«الوطن»، أن هناك صيانة بسيطة يتم التعامل معها بشكل سريع، ولا يمكن تأجيل إجراءات الصيانة للأسانسيرات تحت أى ظرف، مؤكداً أنه عقب إجراء الصيانة يتم تجربة الأسانسير قبل ركوب القيادات أو العاملين أو المواطنين، لافتاً إلى أن هناك بعض أسانسيرات هيئة السكة الحديد وصلت لحالة متردية ولكن تم تحديثها وإجراء الصيانة الكاملة بها، حفاظاً على أرواح المواطنين.

أما فى التموين، فهناك مصعد خاص للوزير، كون الوزير له مدخل خاص بالوزارة بعيد عن المدخل الخاص بالجمهور الموجود فى الشارع الرئيسى لقصر العينى، ومصعد الوزير غالباً ما يرتاده الضيوف الذين يتجهون للقائه، رغم أن مكتب الوزير يقع فى الطابق الأول لكن غالبية الضيوف سواء كانوا من الوزراء أو الشخصيات الأجنبية أو المسئولين يحرصون على استخدام المصعد للوصول للمكتب، حالة المصعد تشير إلى كونه قديماً منذ الثمانينات لكنه يخضع لصيانة دورية يومية للتأكد من انتظام العمل به، خاصة أن الوزير يستقبل يومياً شخصيات رفيعة المستوى تستقل المصعد.

أما مصعد الجمهور بوزارة التموين، فالمصعد موجود فى الطابق الأرضى بجوار معرض منتجات جهاز حماية المستهلك، حيث يتميز بالكثافة المتوسطة، حيث يعد الطابقان «الثالث والرابع»، هما الأكثر إقبالاً من الجمهور لإنهاء خدماتهم فيما يتعلق بالبطاقات وأوراق بدل التالف والفاقد.

{long_qoute_2}

وفى «القوى العاملة»، تم تخصيص مصعد للوزير فى بهو مبنى ديوان عام الوزارة أمام المدخل الرئيسى للمبنى الذى يحتوى على 12 طابقاً، بينما جرى تخصيص مصعدين آخرين للعاملين بالوزارة خلف المبنى وبجوار جراج السيارات، وقالت مصادر لـ«الوطن» إن المصعد المخصص للوزير من مصاعد الدرجة الممتازة الفاخرة «vip» مزود بهاتف أرضى لاستخدامه فى الطوارئ، ويلقى عناية مبالغاً فيها من جانب إدارة الصيانة، وعمال النظافة، مؤكدة أن صيانة «أسانسير» الوزير تتم أسبوعياً، بينما يقوم عمال النظافة برشه بمعطر الهواء يومياً وبالتحديد فى الأوقات التى يستخدمه فيها الوزير فى عملية الصعود إلى مكتبه، أو النزول منه، موضحة أن أسانسير الوزير تم تخصيص عامل له، يرتدى ملابس أنيقة، وله دراية تامة بأعمال تشغيله، وكيفية التعامل معه عند الأعطال، ولفتت المصادر إلى أن أسانسير الوزير موجود بجوار قاعة الاجتماعات والاحتفالات الكبرى بالوزارة، ما يسهل له الوصول للقاعة، التى دائماً ما يتم استخدامها فى عقد احتفالات ومؤتمرات الوزارة، وتسليم عقود العمل بالخارج بها، وأضافت المصادر أن المصعدين المخصصين للعاملين بالوزارة مختلفان تماماً عن المصعد المخصص للوزير، من حيث الصيانة والنظافة وعوامل الأمان، حيث لا يلقى المصعدان أياً من عوامل الأمان الموجودة فى أسانسير الوزير، فلا تتم صيانتهما لمدة تزيد على 3 أشهر وعند الأعطال فقط.

وفى وزارة الكهرباء لم تشهد المصاعد الكهربائية بالمبنى الرئيسى لديوان عام الوزارة بالعباسية أى مشاكل، سواء للمصاعد المخصصة للوزير وكبار المسئولين أو المصاعد المخصصة للموظفين والمواطنين، لأن المبنى شبه حديث والمصاعد يتم عمل صيانة دورية لها بشكل مستمر ولم يعان الموظفون أو المواطنون من حالات التكدس أمام المصاعد، أما مبانى الإدارات الرئيسية فى «9» شركات توزيع الكهرباء سواء فى القاهرة أو الموجودة فى محافظات الوجهين القبلى والبحرى فيستخدمها الموظفون والمواطنون فى نفس الوقت حالتها جيدة، لأن معظمها جديد ويتم بها بشكل مستمر عمليات إحلال وتجديد لأن عدد مستخدمى تلك المصاعد يصل إلى ألف موظف ومواطن يومياً، ولم يختلف الأمر كثيراً فى الفروع التابعة للإدارات الرئيسية فى شركات التوزيع، لأنها تضم قطاعات حيوية تهم المواطن، وتشتمل على الشئون الفنية والتحكم والشبكات والإيرادات، أغلبها مبان حديثة وتتم عمليات الإحلال والتجديد لكل المبانى بشكل مستمر، لأن عدد الأدوار بالفروع التابعة مرتفع يصل فى البعض منها إلى 6 أو 7 أدوار.

الحال نفسه تقريباً، فى المبنى الرئيسى لوزارة التضامن الاجتماعى بالعجوزة لوجود 3 مصاعد تعمل بحالة جيدة سواء التى يستخدمها كبار الموظفين أو المواطنون الذين يلجأون للإدارات المختلفة لقضاء حاجتهم، وباقى المبانى سواء التأمينات بوسط البلد أو الفرع الرئيسى لبنك ناصر حالة المصاعد بها جيدة، وباقى فروع بنك ناصر المنتشرة فى محافظات الوجهين القبلى والبحرى والبالغ عددها ما يقرب من 93 فرعاً أغلبها مبان منخفضة الأدوار، وفى بعض الأحيان لا يتجاوز ارتفاع المبنى بها دورين، وحالة المصاعد أيضاً بها جيدة، أما المبانى التابعة للشئون الاجتماعية فأغلبها داخل وحدات سكنية وفى أدوار منخفضة.

{long_qoute_3}

وتعمل فى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى 4 أسانسيرات، تختلف خصوصيتها حسب جهة عمل الشخص الذى يستقلها، حيث إن هناك واحداً منها لا يمسه أو يقترب منه سوى الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، ونائبه ونواب البرلمان ورؤساء القطاعات ورؤساء الجامعات وضيوف الوزير وقياداته.

ميزة هذا الأسانسير أنه خالٍ من الركاب طوال الوقت، إلا لحظة دخول أحد الشخصيات المهمة الذى يريد استقلاله للصعود إلى الطوابق العليا، سواء كان الوزير وضيوفه من الشخصيات المهمة، أو قيادات وزارته ورؤساء الجامعات وضيوفهم وزائريهم، وهو ما يجعل من مسألة تدهور صيانته أمراً صعباً لقلة فترات استخدامه مقارنة بعدد الشخصيات المهمة فى الوزارة.

وتعد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى حالة خاصة من بين الوزارات المخصص لوزرائها مصاعد كهربائية خاصة، حيث يوجد فى المبنى الموجود به مكتب الوزير (القصر) «مصعد وحيد» يستقله الوزير والموظفون والمواطنون، كما يستقل هذا المصعد أيضاً الضيوف والشخصيات العامة والمسئولون الأجانب خلال زيارتهم للوزارة، الأمر الذى يجعل هذا المصعد مختلفاً كلية عن بقية المصاعد الكهربائية الموجودة فى المبانى التابعة للوزارة والملحقة بمبنى مكتب الوزير، حيث يخضع هذا المصعد، كونه من السبعينات، إلى صيانة دورية شبه يومية، تجنباً لحدوث أى طارئ به.

وأكدت مصادر لـ«الوطن» أن المصعد غير مخصص للوزير كونه المصعد الوحيد الموجود فى مبنى مكتب الوزير، الكائن فى الديوان العام للوزارة فى 12 شارع الفلكى من شارع المبتديان قصر العينى القاهرة، موضحة أن هذا المصعد يستقله الجميع ممن يترددون على مكتب الوزير من ضيوف أو مسئولين أو وزراء أو حتى المواطنين، قائلة: «المصعد دائماً حالته جيدة لأنه يخضع لصيانة دورية يومية»، ولفتت المصادر إلى أن بقية المبانى الملحقة بمبنى مكتب الوزير، التى يصل معظمها لعدد 6 أدوار، يوجد بها أكثر من مصعد للموظفين والمواطنين، «وبالتأكيد تقل جودتها عن جودة المصعد الموجود بمبنى مكتب الوزير». وتحتوى وزارة الموارد المائية والرى التى تتكون من 19 طابقاً على 4 مصاعد لتنقل العاملين بالوزارة بين الأدوار المختلفة لتأدية مهام العمل بقطاعات الوزارة الموجودة بكل طوابق الوزارة، تخصص الوزارة أحد هذه المصاعد لتنقل الوزير أو أحد الضيوف المقبلين للوزارة أو ذهاب أحد رؤساء القطاعات للقاء الوزير بمقر مكتبه بالدور الخامس، ويستخدم هذا المصعد فقط لصعود الطابق الكائن به مكتب الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، ومسئول عن تشغيله أحد الأفراد بمفتاح خاص بالمصعد ولا يستطيع أحد استقلال الأسانسير إلا عبر تشغيله من خلال العامل المسئول عنه، أما الثلاثة مصاعد الأخرى فمخصصة للعاملين بالوزارة والمقبلين لمقر الوزارة لمقابلة أحد رؤساء القطاعات أو حل مشاكل خاصة بالرى، ومخصص أحدها للأدوار الفردية وآخر للأدوار الزوجية والآخر مخصص لجميع الأدوار.

وفى وزارة البيئة وتحديداً داخل مبنى يحمل لافتة جهاز «شئون البيئة» يقع مكتب الوزير فى الطابق السابع، وفى مصعد لا يسع سوى 4 أفراد يعانى رواد المبنى من قاصدى إنجاز معاملاتهم من تأخر المصعد لفترات طويلة فى انتظار وصول المصعد فى المبنى الذى يضم أغلب قيادات الوزارة ويصل الأمر لذروته مع وصول الموظفين فى الصباح الباكر ومع انصرافهم فى الثالثة عصراً.

ويحوى مبنى وزارة السياحة الكائن ببرج «مصر للسياحة» بالعباسية 3 مصاعد، 2 للعاملين بالوزارة والمترددين عليها وآخر لوزير السياحة والقيادات العاملة بها، تبدو المصاعد بحالة فنية جيدة ويعمل عليها عاملون تابعون لشركة مصر للسياحة المالكة للبرج، يرتدون زياً يحمل شعار الشركة، فيما يقبع مكتب وزير السياحة فى الدور السادس للمبنى الذى يحتوى على 17 دوراً، ويعتبر المبنى بالكامل مؤجراً لوزارة السياحة بقيمة إيجارية تبلغ 17 مليون جنيه سنوياً.

وعلى الجانب الآخر من المبنى توجد هيئة التنشيط السياحى التى يقع مقرها بذات البرج، إلا أن المبنى الذى توجد به يوجد به عدد من الشركات اﻷخرى، ويوجد بهذا المبنى 3 مصاعد كهربائية، أحدها مخصص لقيادات هيئة التنشيط السياحى ولرئيس وأعضاء شركة «مصر للسياحة».

أما وزارة الهجرة، التى يقع مقرها بالدور العاشر بإحدى العمائر الجديدة بمنطقة أحمد عرابى بالمهندسين، فهناك مصعدان بالعمارة، ويضم مبنى وزارة العدل بلاظوغلى 8 مصاعد، 4 منها بالمبنى القديم، و4 أخرى بالمبنى الجديد، تعمل جميعها دون أى مشاكل، ومن بين الـ8 مصاعد هناك مصعدان مخصصان لوزير العدل ومساعديه وكبار الزوار، يقعان فى البهو الرئيسى للوزارة بالدور الأرضى، بينما الـ6 مصاعد الأخرى فهى مخصصة للموظفين والمترددين من المواطنين على الوزارة.

«غلق المصاعد يومياً من الساعة الثانية عشرة ظهراً، ولمدة ساعة، ومن الساعة الواحدة ظهراً ولمدة ساعة».. منشور تم وضعه على أبواب المصاعد، بحيث يتم تشغليها وغلقها بالتناوب، حرصاً على عدم تعطلها، فى ظل كثرة المترددين على الوزارة، ورغم وجود مصعدين للوزير ومساعديه، فإن الصيانة للمصاعد لا تقف عندهما، وهناك حرص دائم على صيانة جميع المصاعد، نظراً لكثرة عدد الموظفين والمواطنين فى آن واحد.


مواضيع متعلقة