"قمصان طلسميان".. سحر "الفيل الأزرق" القادم من عصر الصفوية

05:29 م | الأحد 04 فبراير 2018

"قميص المأمون"، المسحور، الذي وجده الدكتور يحيى، داخل حمام شقة "شريف" الملعون بطلسم ووشم المأمون، قميص مسحور، وملطخ بالدماء منقوش بتقسيمات هندسية غاية في الدقة والإمعان، ومدون عليه آيات قرآنية وطلاسم غريبة، بعضها أسماء الملائكة وأسماء الشياطين، إلى جانب التعاويذ الخاصة بالسحر التي لم يتمكن أحد حتى الآن من فك شفراتها.

لم يكن يعُرف الكثير عن "القمصان المسحورة، أو طلسميان"، حتى ظهر في أحداث الفيل الأزرق، القميص يوجد في المتحف الإسلامي، تخلص منه "مصطفي بك شمس الدين" للتخلص من سحره الشرير، ولا أحد يعرف السر وراءه سواه، بعد أن اشتراه منه ماكس هرتز، المشرف على المتحف حينها بـ5 جنيهات فقط.

يعود تاريخ القميص إلى عصر الدولة الصفوية بإيران، حيث تم تصنيعه خلال ذلك العصر في القرن الثاني عشر هجريا – الثامن عشر ميلاديا، ارتداه الشاه الإيراني سليمان الصفوي الذي توفي ودفن في مدفن فاطمة بنت موسي الكاظم، والذي كان أحد أبرز أمراء الدولة الصفوية، حيث كان يخوض به المعارك كحماية ووقاية.

يوجد 8 قمصان مسحورة أخرى في دول مصر وإيران وتركيا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية، وترفض هذه الدول بيعها أو التصرف فيها، لكونها قيمة أثرية وتراثية كبيرة، ويمكن تصنيف القمصان إلى أربعة أنواع تختلف في الأسلوب والرموز المستخدمة: العثمانية، الصفوية، والمغولية، وواحد من غرب أفريقيا.

"قميص طلسميان الأصفر"، المتواجد في متحف الفنون التركية والإسلامية، ويرجع إلى الأعوام الأولى للسلالة العثمانية الحاكمة واستخدمه السلطان بايزيد الأول، مصنوع من الحرير ذات الصدر المفتوح حتى مستوى البطن، وله ياقة مدورة، وقسمه الأمامي منقوش بكامله بآيات قرآنية وابتهالات وصيغ سحرية وتعاويذ رقمية، أما القسم الخلفي فعليه رسوم لأزهار طبيعية نُفذت بأصباغ ملونة.

معظم الكتابات الموجودة على قمصان الطلاسم تتألف من أجزاء وآيات من القرآن، إضافة إلى أسماء الله الحسنى، وأسماء كثير من الأنبياء، وأسماء الملائكة الأربعة، واسم خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم وقصائد تمجِّده وأحياناً سيرته، وفي بعض الأحيان تورد أسماء فاطمة وابنيها الحسن والحسين والخلفاء الراشدين الأربعة ورموز البروج، وهكذا فإن معظم قمصان الطلاسم تحتوي على تعابير سحرية وتعاويذ في علم الأرقام مؤلفة من أحرف وأرقام يُعتقد أن لها طاقات ومعانٍ سحرية، يوجد في المتحف قمصان طلاسم عديدة تعود لأضرحة مختلفة، مثل قميص السلطان سيم، المتواجد في قصر طوب قابي.

كما تحتوي بعض القمصان على سلسلة من سبعة رموز، وتظهر بعضها في شكل "ختم سليمان"، حيث يعتقد في أساطير القرون الوسطى، بأنه ختم سحري أعطى النبي سليمان القدرة على قيادة الشياطين (أو الجن)، أو الحديث مع الحيوانات.

ولم تكن هذه الطلاسم على "القمصان" فقط، فشملت العديد من الأشياء كالصناديق، والأسلحة، وبعد الاكسسورات كالخواتم.