العائدون من الموت يروون تجاربهم.. ماذا حدث لهم؟

العائدون من الموت يروون تجاربهم.. ماذا حدث لهم؟
الموت أحد الأشياء التي حدوثها مؤكد، وهو واحد من أسرار الماضي، ويبقى بلا تفسير، بغض النظر عن التقدم العلمي الضخم، أما عن ماذا يشبه الموت، فهناك نظريات شعبية حول أضواء بيضاء ورؤية أحداث حياتك أمام عينيك بشكل سينمائي.
والتشبيهات القليلة التي نعرفها عن طريق أشخاص ماتوا طبيا ثم عادوا للحياة من جديد، وبعضهم استطاع أن يجيب عن السؤال الصعب "ماذا يشبه الموت؟"، والأجوبة مختلفة كثيرًا عن بعضها، حسب صحيفة "mirror" البريطانية.
يقول شخص تعرض لمثل هذا الموقف أنه يشبه القراءة في كتاب، حيث خضع شخص يدعى مونيتورمونكي لعملية جراحية كبرى، قبل خمس سنوات، ونزف كثيرًا، مما تسبب في موته لعدة دقائق، وتحدث عن الأمر قائلًا: "استيقظت في مكان ما يشبه الفضاء ولكن لم يكن هناك أي نجوم أو ضوء، ولم أكن عائمًا أيضًا، ولم أشعر بسخونة أو برودة، لم أكن جائعًا أو متعبًا، إنه مجرد شيء محايد سلمي، كنت أعرف أن هناك ضوء ومشاعر حب في مكان ما قريب ولكن لم يكن لدي أي رغبة أو حاجة للذهاب إليه".
وأضاف صاحب العملية: "اتذكر التفكير في حياتي، ولكن لم يشبه المونتاج السينمائي، بل كنت أتصفح كتب وقصص، مهما كان الأمر، تغيرت أفكاري حول عدد من الأشياء، وما زلت أخشى الموت، لكني لست قلقًا بشأن ما يحدث بعد ذلك".
ووصف شخص آخر الموقف بأنه زيارة من شخص عزيز عليك، تعرض شاب يسمى "شنايده" للسقوط من على دراجة نارية عندما كان يسير بسرعة 80 كيلو متر بالساعة، مات على أثرها "إكلينيكيا" عندما نقل إلى المستشفى، وعندما كان في الطريق قبل وصول سيارة الإسعاف، رأى شخص يعرفه ويشجعه، ويصف الأمر ذاكرًا: "اتذكر فقط أني ملقى على الرصيف والأشياء تتحرك ببطئ، والحالة التي كنت فيها هي أنني لم أكن نائمًا، هي لحظة غريبة حيث سمعت شخصًا يصرخ".
ويتابع شنايده: "عندما فتحت عيني رأيت أخي يجلس القرفصاء على الرصيف المقابل لي، وكان هذا غريبا لأن أخي توفى منذ عدة سنوات، وآخر شيء أتذكره هو أنه نظر في ساعته وقال إنهم سيأتون، ثم ذهب بعيدا"، واستطرد شنايده قائلًا إنه يتمنى أن يعطي المزيد من التفاصيل ولكنه لا يتذكر الكثير عن الحادث ولايزال يواجه مشكلة مع ذاكرته نتيجة للحادث.
ووصف العديد من الأشخاص ممن مروا بمواقف مشابهة، الموت بأنه مثل الفراغ، ومنهم إديدفورابيت صاحب تجربة مختلفة جدا بعد توقف قلبه، وذكر عما شعر به أن "أتذكر شعور بالانجذاب إلى الخلف ببطء شديد، مثل أن يسحبك الماء، وفي مرحلة ما تلاشى كل شيء، وأنا كنت أنظر في حديقة" ووصف الحديقة بأنها لم تكن مليئة بالورود، وأنها عبارة عن مجرد غبار وعشب غير مكتمل، وكان هناك ملعب وطفلين يركضان حولها صبي وفتاة.
وأضاف إيدفورابيت: "من الصعب وصف ذلك ولكن شعرت أنني يمكنني الاختيار إذا كنت أرغب في البقاء أو المغادرة، ولكن في كل مرة حاولت العودة أشعر أني مقيد في المكان، وعدت للواقع من جديد بعد أن توقف قلبي لمدة ست دقائق".
واجه شاب اسمه ثيديدمانوالكس، في سن المراهقة، شهور من العلاج الكيميائي عندما بدأ أنفه ينزف دون سبب، وتدهورت حالته، وغاب عن الوعي ثم أفاق، ويصف مشاعره وقتها قائلًا: "أسوأ جزء هو عندما نظرت إلى الخلف، كان إحساس سلمي، يشبه الرغبة في الضغط على زر الغفوة على المنبه الخاص بك في الصباح، ربما تغلق المنبه مرة واحدة أو مرتين ولكن بعد ذلك تتذكر أن لديك عمل أو مدرسة".
ويتحدث آخرون عن عدم احساسهم بأي شعور خلال الغياب عن الواقع، مثل "رولنوف" الذي توقف تنفسه ونبضه وأصيب بتقلصات قاسية في أعقاب حادث دراجة نارية، وبعد دقيقتين، تمكن صديقه من إنعاشه.
ويتذكر رولنوف عن الحادث أنه "بالنسبة لي كان مجرد انقطاع بالتيار الكهربائي، لا أحلام، لا رؤى، لا شيء، وبعدما استعدت وعيي سألت أكثر من عشر مرات ما حدث".