الروائى الجزائرى: دون العلمانية سيتحول الحاكم إلى رجل إطفاء حرائق بينما ستظل جذوة النار مشتعلة

كتب: الوطن

الروائى الجزائرى: دون العلمانية سيتحول الحاكم إلى رجل إطفاء حرائق بينما ستظل جذوة النار مشتعلة

الروائى الجزائرى: دون العلمانية سيتحول الحاكم إلى رجل إطفاء حرائق بينما ستظل جذوة النار مشتعلة

التقيت به أثناء رحلته القصيرة للقاهرة كضيف شرف معرض الكتاب لهذا العام مع وفد الجزائر. لقاء عابر لكنه عابر للوجدان والعقل والروح، إطلالة من نافذة الروائى الجزائرى العالمى واسينى الأعرج كانت كافية لنفاذ بساطته الآسرة وعمقه المتواضع إلى تلافيف الدماغ وحشايا القلب، تحاورنا وكأننى أعرفه منذ زمن طويل، فهو يجذبك بمغناطيس جمله الموسيقية العذبة ولغته العربية الرصينة المدهشة وتحليلاته الفلسفية الكاشفة، برغم ضحكته المجلجلة فإننى لمحت غلالة دمع ونظرة شجن تغلفها، فقد الوالد فى الطفولة حين عذبه المستعمر الفرنسى حتى الموت، وفقد الأمان شاباً حين طورد من الفاشيين المتطرفين دينياً المطالبين برأسه، والآن صار رحالة يسكن الطائرات أكثر من البيوت، اقتنصنا تلك الساعة من زحمة مشاغل «سينو» كما يطلق عليه أصدقاؤه، ابن تلمسان النجيب الحبيب لنبحر معه وفيه بقارب من حب قارئ يعرف كم هو عظيم هذا الرجل وبسيط وإنسان وفنان.

{long_qoute_1}

كيف أتقن واسينى اللغة العربية فى مجتمع كانت الفرنسية هى لغته الأولى؟

- علاقتى باللغة العربية علاقة خاصة جداً، أنا من جيل حُرم من تعلم اللغة العربية فى المدارس، لكن كانت لى جدة ذات أصول أندلسية كانت تقول لى كلمة أثيرة «إذا كنت تريد أن تكون وفياً لأجدادك لا بد من تعلم اللغة التى كتبوا بها»، فذهبت لتعلمها فى الكُتاب الساعة الخامسة صباحاً كل يوم على بعد 2 كم من قريتى، أنا ذهبت نحو اللغة العربية ولم تأت هى إلىّ، وجدتى أيضاً هى التى علمتنى الحكى لأنها أخذت دور الأم التى خرجت للعمل بعد استشهاد الأب، ومن فرط حبها لى صارت تحكى لى، ولا أخجل من أن أقول إننى تربية نساء، ذات يوم حكت لى جدتى قصة أسطورية عن جدى ذى الشعر الأحمر وبعد عشرات السنوات وجدت أصلها فى مجلد بمكتبة الأسكوريال بإسبانيا.

ما أول كتاب قرأه واسينى باللغة العربية؟

- كتاب ألف ليلة وليلة، وكنت كطفل أحسبه المصحف! واكتشفت بعد ذلك أنه ليس كذلك، أعجبت به وارتبطت به، وأهم كتاب أثر فى تشكيل وجدانى الروائى فى الطفولة بجانب ألف ليلة هو «دون كيشوت» لسيرفانتيس الذى درسته بالفرنسية فى المدرسة عبر مدرس فرنسى محب لهذا النص الرائع، كان يعطينى كل جزء ويطلب منى ملخصاً عنه، وهذا هو سر ارتباطى بهذا النص العظيم.

هل أنت كروائى عربى تعوقك عن الكتابة فرامل أكثر من الروائى الأوروبى؟

- ليس لدىّ شخصياً مسموح وممنوع، مشكلتى مع الرقابة هى أننى أكتب ما أشاء ولا أضعهم فى حساباتى، وأعطيك مثلاً فقد كنت مع أصدقاء روائيين أوروبيين فى مدينة آرل نتحدث عن هل الترجمة خيانة، واندهش البعض كيف يكون هناك منع وأنا أمرر فى الوطن العربى رواياتى تلك، أنا لا أعبأ بتلك الرقابة هم «يصطفلوا مع نفسهم»، وأنا لا أتنازل عن حرف، وزوجتى لا تقرأ رواياتى إلا بعد أن أكون قد انتهيت من كتابتها وترفض أن تقرأها أثناء الكتابة حتى لا تتحول إلى شرطى كما تقول، وأصدقائى المقربون أتناقش معهم حول الرواية ولكن إذا قالوا لى خفف حتى لا يتم منعها لا آخذ كلامهم بعين الاعتبار، هناك رواية كتبتها أثناء العشرية السوداء باللغة الفرنسية (العشر سنين التى سيطر فيها الإرهابيون على الجزائر)، عندما وصلت الطبعة الجزائرية إلى بلدى تم فرمها تماماً ومحوها! أنا لا أكتب إلا ما أومن به، ومن وضع حياته شخصياً رهن القتل هل يخاف بعد ذلك من كتابة رواية؟! {left_qoute_1}

الحب والحرب عمودان أساسيان فى روايات واسينى الأعرج، على سبيل المثال الحب فى روايتى «طوق الياسمين» و«أنثى السراب»، الحرب فى «ذاكرة الماء» و«مملكة الفراشة»، بالنسبة للحب أين الخط الفاصل بين العاشق والكاتب؟ هل تختبئ خلف بطل الرواية؟

- أختار هذا البهاء أولاً من خلال اللغة التى هى عشقى الأول، وهى وسيلتى للتسلل إلى قلبك، الموضوع الذى تختاره من الواقع يقرب القارئ من الرواية، لكن الأهم هو أنك تجره إلى عالم من تخيلك أنت، أنا عندما أقترب منك وأعرف تفاصيل حياتك وتتحول إلى جزء من ممتلكاتى أسبغ عليها خيالى الخاص، أنا داخل هذا البهاء الروحى وأود نقله للقارئ، أنا أنقل له مشاعرى المرتبكة أحياناً، الهشة أحياناً، اليقينية أحياناً، أنا لا أنقل حياتى الشخصية بالضبط، ورهانى على أن يعنى القارئ بهذا الحب، وأحس بهذا أثناء حفلات توقيعاتى وغالباً من البنات، لأننا نعيش مجتمعاً قمعياً تجاه المرأة غير رحيم معها، تقول لى البنت كيف كتبت هذا فتلك قصتى وما أحسه بالضبط، هنا أحس بأننى قد نجحت.

نحن والجزائر لا تجمعنا الحدود فقط لكن يجمعنا الهم المشترك، كلانا اكتوى بنار الإسلام السياسى، ولو كنا قد قرأنا عن العشرية السوداء لاستفدنا ولم نقع فى فخهم فى تلك السنة السوداء التى حكم فيها الإخوان، كيف وقعت الجزائر المطلة على الحضارة الأوروبية المتفاعلة معها فى براثن هذا التيار الفاشى؟!

- الظاهرة عندنا أكثر تعقيداً، دائماً أقول إن الشعب الجزائرى شعب جريح، مر بحرب استعمارية طاحنة محت الكثير من ملامحه لدرجة أن الجزائرى بات يتساءل من أنا؟ لغته خليط، حياته خليط، سياقه الحضارى والفكرى أيضاً خليط، لمن ينتمى؟ نحن مختلفان عن تونس والمغرب اللتين كانتا تحت الحماية فقط، نحن كنا محافظة من محافظات فرنسا! حدث محو كلى للهوية الجزائرية، كمثال اللغة، عندما جاء ديجول ليس لأنه أقل استعمارية ولكن لأن الجزائر صارت عبئاً وهو لديه مشاكل أخرى فى بلده، كان يريد التخلص والحفاظ فى نفس الوقت، استقلال سياسى لكن مع الحفاظ على كل ماهو اقتصادى ومصالح فرنسية، كانت هناك فى هذه الفترة نخبة فرانكوفونية من أرقى النخب المثقفة العالمية، للأسف بعد الاستقلال عزلت تلك النخبة، وهذا قلة ذكاء لأنك لم تضع بديلاً من نخبة عقلانية، بل ارتبطت النخبة بالتعريب الذى ربطوه بالجانب الدينى، أنا ليست لدىّ مشكلة مع الدين لكن عندما تريد بناء مجتمع لا بد أن تبنيه على قيم إنسانية، على قيمة الحرية، على الفصل ما بين الدين والدولة، الدين تحترمه الدولة بدون أن تكون له فعالية سياسية، لأنك إذا أدخلته فى فعالية سياسية ستصير هناك صراعات، فخرجت علينا نخبة دينية لا تمتلك خبرة النخبة العلمانية السابقة، أضف إلى ذلك المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والهوية التى لم تحسم بعد، لأن الهوية لا تحسم بقرار دينى، لأن لديك فى الجزائر قومية أمازيغية وهى أساسية ولها تاريخ وكان منهم كبار المناضلين ضد الاحتلال، فكانت النتيجة مجتمعاً مبتوراً، ومع مشكلات الاقتصاد نمت تلك التيارات، التى كانت تعمل تحت الأرض من قبلها بمدة، كان هناك بالطبع تيارات إسلام مستنير مثل بن باديس مثلاً الذى كان يؤمن بالعلمانية، وله إسهامات فى تحرير الدين من الخرافة وتحويله إلى حالة إنسانية تتعلق بالفرد.

لكن ما الشرارة التى حولت هذا التراكم إلى عشرية سوداء؟

- أثناء انتخابات الثمانينات وبرغم أن القانون يجرم الأحزاب القائمة على أساس دينى أو عرقى، ولكن هذا القانون لم يحترم وتكونت الجبهة الإسلامية للإنقاذ وتم الاعتراف بها وخرق القانون، ما يدل على أنه كانت هناك قوى تحتية تريدهم، لأن هناك مصالح تحتية اقتصادية أيضاً، كبرت هذه القوة وتنامت باستخدام الشعارات الدينية، كان رقمهم فى الانتخابات هو رقم ستة، فقالوا إن انتخاب هذا الرقم انتخاب على إرادة الله!

{long_qoute_2}

هو نفس ما حدث عندنا فى مصر!

- بالضبط، المشكلة الأكبر كانت المشكلة الاقتصادية، وفى عهد الشاذلى بن جديد صارت الهوة ساحقة، ثراء كبير لقلة مقابل تفقير للغالبية، «الفور باى فور» مقابل من هم تحت الحديدة، استقطبت التيارات التكفيرية المنهكين اقتصادياً، شكلوا منهم لحم المدافع، وأثرياء الإسلاميين من القيادات يعيشون مستمتعين فى لندن وباريس، استوعبهم الإسلاميون بينما السلطة فى ارتخاء، وعندما وصلت اللعبة إلى أقصاها، وكانت الدولة تتصور أن الانتخابات التشريعية ستثمر موزاييك سياسياً، وبالطبع اكتسح الإسلاميون لأنهم كانوا قد جهزوا أنفسهم بالسيطرة على البلديات، وظهر خطأ توقعات السلطة، صعدوا على سلم الديمقراطية ثم ضربوه بأقدامهم، وكان الرجل الثانى فى الجبهة يقول «خلى العلمانيين يزهون.. هذه آخر لعبة ديمقراطية».{left_qoute_2}

ماذا حدث بعدها؟

- تدخل الجيش برغم أن النتائج كانت وخيمة، الإسلاميون فى عز قوتهم، القوى المدنية مكسورة، السلطة منهارة، لم يبق إلا المؤسسة المنظمة الوحيدة وهى الجيش، حرب استمرت لعشر سنوات، 200 ألف ضحية، ومن حسن حظ الجزائر أن هذا قد حدث فى ذلك الوقت فى ظل التوازنات الدولية وعدم التدخل.

ما روشتة العلاج الفكرية والخلاص من تيار الفاشية الدينية لمصر والجزائر؟

- أولاً: المدرسة بشرط أن تكون متعقلة، متفتحة، إنسانية، مدرسوها مشبعون بروح الثقافة الإنسانية، والقدامى أخضعهم للتكوين الجديد، وهى خطة استراتيجية، بدون تلك الخطوة سيتحول الحاكم إلى رجل إطفاء، والنار لا تنطفئ، ثانياً: العلمانية ولا بد من فك الارتباط فى أذهان الناس بينها وبين الإلحاد، العلمانية لا علاقة لها بالإلحاد مطلقاً، هى رهينة وضع كنسى متردٍ كان لا بد معه من الفصل بين ما هو دينى وما هو إنسانى، وهى ليست غريبة على ثقافتنا، نحن للأسف نضع المعرفة فى منتصف الطريق ثم نمضى، ابن رشد كتب فصل المقال وهو بالضبط ما نقصده من كلمة علمانية، فصل الدين عن الدولة، لماذا تركناها وأخذها الأوروبيون ليتخلصوا من محاكم التفتيش الكنسية الإجرامية.

كيف تعاملت فى تلك الفترة مع هؤلاء القتلة المطالبين برأسك؟

- ظللت مرتبطاً بالجامعة، لأنها بالنسبة لى رهان وجودى وشخصى، وأنا كنت على قائمة المستهدفين، ظل الخوف الإنسانى ساكناً، أصدقائى يتساقطون حولى، مثل عبدالقادر علولة الفنان المسرحى الكبير الذى حاز على جائزة المسرح التجريبى هنا فى مصر، تم قتله بدم بارد، قلت دورى الآن هو أن أعذب قاتلى وأظل حياً، قضيت أكثر من عام متنقلاً بين بيوت الأصدقاء، تفرقت الأسرة، وكتبت عن ذلك فى سيدة المقام، عن راقصة الباليه التى قاومتهم بالرقص.

حضرت إلى مصر للتوقيع على أحدث رواياتك «ليالى إيزيس كوبيا» عن الأديبة مى زيادة، ما سر كل هذا التعاطف مع مى؟

- تعاطفى سببه الظلم الذى وقع عليها، أدخلها ابن عمها جوزيف الطبيب عنوة إلى مستشفى العصفورية للأمراض النفسية بلبنان، طمع فى أموالها وكانت بينهما علاقة حب قديمة، تخلى عنها وسافر إلى فرنسا للدراسة وتزوج هناك، ظل حبها الأول ماثلاً لأنها لم تشبع منه وظلت جوعانة إلى هذا الحب، بعد عودته وبعد وفاة أبيها وأمها وجبران، وكأنه أيقظ فيها مقبرة وأخذها إلى بيروت وأدخلها المستشفى واستولى على أموالها، خدعها وتواطأ مع إدارة المستشفى، على المستوى الإنسانى لم أحتمل تلك اللحظة القاسية وهذا الظلم.

أنا كمصرى صُدمت فى لحظات الضعف الإنسانى الذى عرضته لقامات كبيرة مثل طه حسين والعقاد وسلامة موسى..إلخ الذين تركوا مى فى أزمتها وتخلوا عنها بل هاجمها البعض بلا رحمة عندما عادت تتمنى وتتوقع المساعدة؟

- هذه القامات التى أحترمها وتعلمت منها لها بالطبع ضعفها الإنسانى وانتقاماتها الصغيرة التى لا تظهر، نحن بشر فى نهاية المطاف، سوء حظها وضعها وسط هؤلاء الكبار، العقاد كان عاشقاً لها وأنا أجزم بأنه كانت بينهما علاقة كبيرة جسدية وروحية، وكتب فى إحدى رسائله شاكياً من أنه كلما اقترب منها قالت إن الله سيعاقبنا، وفهمت ماذا طلب العقاد منها، الذى أثارنى هو تخلى هؤلاء الكبار عنها وهى فى سجنها، هى لم تكن مجنونة، الكل صمت ما عدا أمين الريحانى الذى كانت مذكراته بمثابة المعمل واعترف فيها بجبنه، ولتثبت أنها ليست مجنونة ألقت محاضرة بديعة فى الجامعة الأمريكية أوردتها فى الرواية، استضافتنى الجامعة الأمريكية وجعلتنى أزور بيتها وبقايا العصفورية التى اختفت ملامحها.

{long_qoute_3}

أحس أن فيروس التعامل مع المرأة العربية المثقفة كان هو المشكلة، هل الانجذاب لمى هو انجذاب ذكورى؟

- المجموعة الأولى التى تعرفت على مى كانت مجموعة فرانكوفونية، على رأسهم طه حسين ولطفى السيد، والتفاعل كان تفاعلاً فكرياً ولغوياً، كانت تلك هى النواة، وبالطبع كان تأثيرها كامرأة تأثيراً قوياً، ولا تنس أن مصر كانت بين فترتى الاستعمار الفرنسى والإنجليزى بتغيراتها الاجتماعية والسياسية، وبرغم ثورية مى وتحررها الاجتماعى والثقافى كانت لا تهاجم الاستعمار الفرنسى لبلدها لبنان، وهذا هو الشىء الوحيد الذى لم أحبه فيها، ولاحظت أن لديها جرح الأقلية، فهى كمسيحية تدعو إلى التحرر تخاف الاصطدام بما هو دينى إسلامى، هى لم تكن على عداوة مع الإسلام، فعندما زرت بيتها فى الناصرة وفتحت النافذة التى كانت تطل منها مى كل صباح وجدت الجامع الأبيض وخلفه الكنيسة الضخمة، وبرغم ذلك عندما كتبت عن تحرر المرأة هاجمها الإسلاميون قائلين من هى تلك المسيحية التى تريد أن تعلمنا ديننا، فالكتابة عن تلك القضايا وقتها لم تكن سهلة.

هل زرت مصر عند كتابة الرواية؟

- طبعاً، أول زيارة كانت إلى مقبرتها، وبالمناسبة لم يمش فى جنازتها إلا ثلاثة، منهم لطفى السيد، وكان الوحيد من أصدقائها المثقفين الذى سار خلف نعشها، وزرت فيما بعد بعض الأماكن فى مصر التى فيها وثائق ولا أستطيع الإعلان عنها، أما بيتها فلم يعد موجوداً ولا ممتلكاتها، وكان هناك لوم لوزارة الثقافة المصرية على ذلك، أنها أصرت بعد الخروج من المستشفى وعودة حقها إليها، أن تعود إلى مصر وترى، كما قالت، روحيها اللذين ما زالا فى مصر، الأب والأم، وعادت ولكنها دفنت نفسها فى بيتها ورفضت استقبال الأصدقاء، وعندما طلب طه حسين زيارتها قالت له أنا لا أستقبل إلا القساوسة، وقال العقاد إنها صارت امرأة غير طبيعية، ووصفها سلامة موسى بأسوأ الصفات وأنها صارت تسير بملابس ممزقة فى الشوارع، وهذا كلام غير صحيح، لماذا قال ذلك وهى التى أكرمته ووظفته بعد عودته من إنجلترا، رأيى الخاص أن الذى أحبها حقاً ويستحق رواية منفصلة هو مصطفى صادق الرافعى، هذا الأديب الذى فقد سمعه والذى كان يحضر خصيصاً من طنطا كل ثلاثاء للصالون وكتب عنها بعد موتها كتابات حب وغزل فى مى برغم تحذيرات الأصدقاء من غضب زوجته وغيرتها، مى باختصار ضحية ظلم وتخلٍ.


مواضيع متعلقة