«محمد» خال أحفاد نجيب: شاهد عبد الناصر فى التليفزيون اتنرفز وكسره
«محمد» خال أحفاد نجيب: شاهد عبد الناصر فى التليفزيون اتنرفز وكسره
مُخبئاً عينيه خلف تلك العدسات الزجاجية الداكنة لنظارته التى يرتديها بالرغم من حلول الظلام، قابضاً بيديه على قطعة حديدية فى نهايتها عود من القصدير، بينما يمسك فى يديه اليسرى بأنبوب أكسجين تنبعث منه شرارات النيران، يحاول إنهاء عمل باب حديدى موضوع على طاولة، وبينما ينكفئ بوجهه يتذكر «عم محمد» وقت أن ذهب إلى الرئيس محمد نجيب فى قصره الذى يجاور بيته البسيط، يذهب ابن السابعة، وقتها، إلى الفيلا بعد أن ينجح فى المرور داخل القصر متحاشياً كلاب الحراسة التى وُضعت خصيصاً لمراقبة أى دخيل. يجلس بجواره، وما هى إلا ثوان حتى يمد الرئيس يده إلى دولاب خشبى، يستخرج منه كراسة وقلما، ثم يقول له: «يللا يا محمد اكتب الجمل دى.. ورينى شطارتك».
15 سنة قضاها «محمد عبدالمعتمد» -الرجل الثلاثينى- فى كنف الرئيس الطيب -على حد قوله: «حرام اللى اتعمل فيه.. لو راجل غيره مش مؤمن وصابر كان زمانه مات بالسكتة القلبية، لكنه عاش بكرامته ورغم إن فيه أشخاص أهانوه لكن حب العزبة كلها ليه عوّضه عن أيام الاعتقال».
ما بين كل طرقة وطرقة لشاكوش «محمد» على الحديد يتذكر وهو ينفث دخان سيجارته اعتياد الرئيس الأول الخروج من منفاه والسير حول القصر وإلقاء التحية على أهالى العزبة: «دايماً كان بيعطف على الأطفال.. كان كل واحد يستنى خروجه عشان ياخد الـ(مليم)، أما الناس الكبيرة فكانوا بياخدوا (ريال)». وخلال إحدى جولاته فى العزبة حدث موقف طريف، جاء من بعيد «فرج» شاب أخرس ولكن لسوء حظه كانت ملاليم «الرئيس» قد نفدت، حاول «نجيب» الاعتذار للطفل، لكنه لم يدرك، التقط «طوبة» وقذف بها نجيب ليُصاب رأسه بنزيف، تجمع الأهالى حول «فرج» وانهالوا بالضرب عليه، فما كان من «نجيب» سوى احتضان الطفل وحمايته من بطش الأهالى مردداً: «سيبوه.. ده عيل صغير مايعرفش حاجة».
«محمد» الذى أصبح خال أحفاد نجيب بعد زواج شقيقته من «يوسف» أكبر أبناء نجيب، دخل إلى القصر ذات مرة ووجد الرئيس يشاهد عرضاً عسكرياً على شاشة التليفزيون.. جلس إلى جواره، وما أن ظهرت صورة الرئيس جمال عبدالناصر حتى أمسك بإحدى زجاجات الدواء وألقاها على الشاشة: «أكتر حاجة كانت بتنرفزه هى صورة الراجل اللى ظلمه ورماه».. محمد الذى يعمل حداداً وباقى عائلته يعملون فى مهن متوسطة رغم صلة النسب التى تربطهم بالرئيس «راضى بقسمة الله»، وعن أيام «نجيب» الأخيرة فى المستشفى يقول: «رحنا فى غرفته كان بيتكلم معانا، وهناك خدنا وجبة أكل، كنا أطفال، والريس لاحظ إننا بناكل بسرعة فقال (اللقمة لازم تتمضغ 80 مرة)».. وهو ما طبقه محمد ويتابع: «راجل بيهتم بالتفاصيل الدقيقة يبقى أكيد كانت الأمور الكبيرة مهمة بالنسبة ليه»، ويكفى أن «نجيب» عاش ومات ولم يشك فيه أحد «ولا قال ده حرامى ولا حاجة.. حتى أولاده ماتوا بكرامتهم وشرفهم».
أخبار متعلقة:
الرجل الذي قاد الثورة واحتضن «الثوار» فظلمته الثورة وانقلب عليه «الثوار»
مديرة منزل محمد نجيب: «عيّط زى الأطفال لما ابنه اتقتل والكلب مات»
"عبد المعتمد": وقت ما كُنا بندفن "نجيب".. المخابرات طردت أهله في الشارع
مكرم سلامة: «عبدالناصر» ضرب «نجيب» و«الإخوان» بحجر واحد
«عبد العظيم» الـ«كتكوت» الذى تربى فى «حجر الرئيس»
جاره فى منفى «زينب الوكيل»: محمد نجيب رئيس جمهورية «المرج»