«عبد العظيم» الـ«كتكوت» الذى تربى فى «حجر الرئيس»

«عبد العظيم» الـ«كتكوت» الذى تربى فى «حجر الرئيس»
لم يُلقبه سوى بـ«الكتكوت»، كان عمره وقتها 8 سنوات، يذهب إليه من حين لآخر مع أطفال العزبة للحصول على بضعة ملاليم أو «بسكويت»، فور دخولهم كانوا يتجمعون حوله، يقرأ لهم الرئيس محمد نجيب كتب التاريخ والجغرافيا، وهم يستمعون بإنصات إلا «عبدالعظيم سالم» الطفل الشقى (وقتها)، كان همه أن يجوب أرجاء الفيلا وحديقتها ليحظى ببعض الثمار، وتارة أخرى يلعب مع الكلاب والقطط التى كانت تملأ منفى الرئيس.
«ثابت»، أمر يوجهه «نجيب» لكلاب حراسته، فور قدوم أى غريب إلى الفيلا.. يقول عبدالعظيم، الرجل الخمسينى: «ماحدش كان يستجرى يخش عليه بسبب الكلاب.. يقولك ثابت كل كلب يقف فى مكانه زى المسمار»، ويتابع «كتكوت»: «كل كلب كان له فوطته، وكل 4 منهم بيناموا على سرير فى الدور التانى، ومن حبه للحيوانات خلى القطة ترضع من الكلب».
بـ«روب» من الصوف وطاقية روسى يرتديها فوق رأسه كان يجوب عزبة زينب الوكيل، محاولاً توطيد علاقته بجيرانه، فهم الوحيدون المتبقون له بعد غدر الضباط الأحرار به -على حد قول «كتكوت»- «كان راجل طيب أول ما ينزل الشارع يا إما يديك قرش أو مليم.. كنت أمشى فى العزبة واقول (معايا قرش ساغ أبيض)».
فى بعض الأوقات -وخاصة بعد أن أزالوا الحراسة عنه- اعتاد «نجيب» شراء الخبز بنفسه، كان يذهب بالسيارة التى خُصصت له، ومعه ثلاثة عساكر، يترجل أحدهم لجلب «العيش أبوشلن» من أحد المخابز، يعود فتطلق السيارة الكلاكس، فيصطف كلاب العزبة على الجانبين، يمر الرئيس أولاً ويُخرج يده وكأنها تشريفة له، ثم ما يلبث أن يقوم بإلقاء الخبز إلى الكلاب، ليأتى الدور على كلاب قصره، ويتابع «عبد العظيم»: «كل كلب ياخد تعيينه ويمشى على طول».
فى السبعينات من القرن الماضى؛ احتاج الحاج «سالم» والد «كتكوت» جراحة دقيقة: «اتمرمطنا.. المستشفيات نشفت ريقنا، واحنا ناس فقراء، لغاية لما رحنا للريس أخدنا منه كارت مكتوب على ظهره (من الرئيس محمد نجيب أرجو عمل اللازم لحامل الكارت لأنه يخصنى)».. ويقول «عبد العظيم» عن الواقعة: «رحنا مستشفى كوبرى القبة، وأول ما الدكتور شاف الكارت قام وضرب تعظيم سلام، واستجاب على الفور». وبعد إنهاء العملية أراد الأطباء إيصال رسالة إلى الرئيس نجيب: «والنبى ابقى سلّملنا عليه كتير».
أخبار متعلقة:
الرجل الذي قاد الثورة واحتضن «الثوار» فظلمته الثورة وانقلب عليه «الثوار»
مديرة منزل محمد نجيب: «عيّط زى الأطفال لما ابنه اتقتل والكلب مات»
"عبد المعتمد": وقت ما كُنا بندفن "نجيب".. المخابرات طردت أهله في الشارع
مكرم سلامة: «عبدالناصر» ضرب «نجيب» و«الإخوان» بحجر واحد
جاره فى منفى «زينب الوكيل»: محمد نجيب رئيس جمهورية «المرج»
«محمد» خال أحفاد نجيب: شاهد عبد الناصر فى التليفزيون اتنرفز وكسره