"عبد المعتمد": وقت ما كُنا بندفن "نجيب".. المخابرات طردت أهله في الشارع
"عبد المعتمد": وقت ما كُنا بندفن "نجيب".. المخابرات طردت أهله في الشارع
كان يمتطى حمارته البيضاء التى كانت تمشى على مهَل بين أفدنة المحاصيل الزراعية، الوقت باكر.. كان عمره 40 سنة، متوجهاً إلى أرضه الزراعية التى تجاور فيلا زينب الوكيل، فوجئ عبدالمعتمد، الفلاح البسيط، بالرئيس محمد نجيب يخرج من قصره مرتدياً زياً رياضياً عبارة عن «ترنج وكوتشى». حاول الرجل الترجُّل من على دابته لإلقاء التحية على «نجيب» لكن نجيب باغته قائلاً: «والله العظيم ما انت نازل.. خبر ايه يا حاج؟ مايصحّش اللى انت بتعمله ده، إحنا كلنا ولاد تسعة».
علاقة «عبدالمعتمد» بالرئيس «نجيب» ظلت متوطدة لأكثر من 30 سنة، هى تقريباً سنوات منفاه، قابله للمرة الأولى وقت ذهابه لقصره؛ يجد «نجيب» جالساً مرتدياً بيجامة «كستور» أمام تليفزيون متهالك، ويقول الرجل الثمانينى: «كان غاوى يشوف العروض العسكرية.. وتلاقيه مرة واحدة نط من مكانه ويقولك (أنا عملت العرض ده قبل كده.. التشكيل ده أنا عارفه..)».. ودائماً ما يتألم ويظل يُحادث نفسه: «اتظلمت.. ليه عملوا فىّ كده».
يجلس الفلاح البسيط إلى جوار الرئيس الأول. جذب «نجيب» أطراف الحديث: «عاوزين نجوّز ابننا (يوسف) لبنتك». اتسعت حدقتا عينى الرجل الذى أجابه: «إزاى بس يا ريس.. انتو فين واحنا فين؟ ماينفعش»، وكانت الكلمة النهائية لـ«نجيب»: «أنا سألت عليكم وعرفت انكم أحسن مننا.. وكمان انت دلوقتى أحسن منى، على الأقل مستمتع بالحرية». ومن وقتها واختلطت دماء النسب فى عروق عائلتى «نجيب» و«عبدالمعتمد» الذى يُضيف: «فى أيامه الأخيرة تعب جداً، رحنا به المستشفى وهناك مات.. الله يرحمه». ويتابع الرجل الثمانينى: «أول ما رجعت من العزاء رحت فيلا قصر القبة -اللى قعد فيه آخر سنة من عمره- لقيت العيال مطرودين بره، وباب القصر متشمع».
«لازم تسيبوا المنطقة وتمشوا»، هكذا وقعت جملة «رائد المخابرات» على أهل محمد نجيب كالصاعقة، ودارت الأسئلة فى الأذهان: «طيب هنروح فين؟ ده احنا مالناش حد غير ربنا». جاء يوسف -الابن الأكبر للرئيس الأول- فحدثت مشادة تم اعتقاله على أثرها، حاول «عبدالمعتمد» المقاومة فأمسك عسكرى مخابرات بعنقه، هنا أجهش الرجل بالبكاء: «حتى لو خدتهم معايا العزبة.. دول عاشوا فى مستوى وانا راجل فقير هاصرف عليهم ازاى؟»، فاقترح عليه رائد المخابرات أن يعطيه شقة بمنطقة عزبة النخل، وهو ما حدث بالفعل -حسب رواية «عبدالمعتمد».
أخبار متعلقة:
الرجل الذي قاد الثورة واحتضن «الثوار» فظلمته الثورة وانقلب عليه «الثوار»
مديرة منزل محمد نجيب: «عيّط زى الأطفال لما ابنه اتقتل والكلب مات»
مكرم سلامة: «عبدالناصر» ضرب «نجيب» و«الإخوان» بحجر واحد
«عبد العظيم» الـ«كتكوت» الذى تربى فى «حجر الرئيس»
جاره فى منفى «زينب الوكيل»: محمد نجيب رئيس جمهورية «المرج»
«محمد» خال أحفاد نجيب: شاهد عبد الناصر فى التليفزيون اتنرفز وكسره