المواد المخدرة فى مصر: «مهدئة ومنشطة ومهلوسة».. والأخطار واحدة

المواد المخدرة فى مصر: «مهدئة ومنشطة ومهلوسة».. والأخطار واحدة
- إدارة مكافحة المخدرات
- ارتفاع ضغط الدم
- الترامادول المخدر
- مخدرات
- المواد المخدرة
- إدمان
- أستروكس
- البودرة
- إدارة مكافحة المخدرات
- ارتفاع ضغط الدم
- الترامادول المخدر
- مخدرات
- المواد المخدرة
- إدمان
- أستروكس
- البودرة
تعددت أنواع المخدرات فى مصر مؤخراً بشكل يصعب معه حصرها أو الوقوف بدقة على معدلات انتشارها وأبعادها، وصنفت منظمة الصحة العالمية أنواع المخدرات لثلاثة أقسام؛ منها الطبيعى والصناعى (التخليقى) والرقمى (الإلكترونى)، ولعل الفئة الأكثر استهدافاً بكل أنواع المخدرات هى الشباب، وقد توارثت أجيال من المتعاطين بالمجتمع المصرى خلال العقود الأربعة الماضية عدة مستحدثات من المواد المخدرة، مثل الماكس والهيروين وأبوصليبة والترامادول بمسمياته والطوابع وغيرها، وخلال الآونة الحالية ظهر جيل جديد من مواد تخليقية أو تحويلية مثل الأستروكس «الفودو»، والكبتاجون والبيسة وبعض المهلوسات وغيرها من المواد المخدرة المرتبطة مباشرة بالحالة العصبية والنفسية للمتعاطى ما بين مهدئات أو منشطات ومهلوسات.
ووصلت نسبة المتعاطين لهذا المخدر إلى 40% بين الشباب، والغريب أنه لا يدخل ضمن نطاق تجريم القانون، لذا يتم تداوله فى البلاد بسهولة. والأستروكس أو مخدر الشيطان كما يطلق عليه فى مصر، ويحمل كذلك اسم «الفودو» وهو اسمه التجارى بين المدمنين، عبارة عن خلطة يتم تصنيعها من نبات القنب، مع بعض المواد الكيميائية المسكنة والأتروبين، والهيبوسيامين، والهيوسين، ويتم بيع الجرام من هذا المخدر بأسعار تتراوح بين 250 و300 جنيه، كما يتم بيعه على أشكال أكياس ويحتوى كل كيس على 4 جرامات، ويختلف ثمن الكيس من منطقة لأخرى، ومن شخص لآخر، حيث يصل سعره فى المناطق العشوائية إلى 50 جنيهاً، بسبب خلطه ببودرة الصراصير والفئران، ولذلك فان عدد الوفيات فى تلك المناطق أكثر بكثير من معدل الوفيات المتعارف عليه فى دول العالم نتيجة تعاطيه، وحسب تصريح للواء زكريا الغمرى، مدير إدارة مكافحة المخدرات، فإن الأستروكس لم يدرج فى جدول المخدرات حتى الآن، لأن أغلب مدخلاته ومكوناته مواد طبيعية وغير مخدرة ومن بينها «البردقوش» وبعض مهدئات للحيوانات فى السيرك، فضلاً عن عدة مدخلات أخرى جميعها مشروعة.
{long_qoute_1}
ويعرف الأستروكس أيضاً باسم تعويذة الشيطان، ويتم ترويجه بين المدمنين الأثرياء، لأنه باهظ الثمن، ومواد الأتروبين والهيوسين والهيوسايمين تعمل على الجهاز الباراسمبثاوى، وتسبب ارتخاء العضلات والإمساك والاحتقان واتساع حدقة العين وانخفاض الضغط الدموى واحتباس البول وزيادة ضربات وخلل بالوعى أو ما يعرف بشبه الغيبوبة، كما يصاب الشخص بهلاوس سمعية وبصرية، ومع زيادة الجرعة يصاب الشخص بهبوط فى القلب والدورة الدموية وانخفاض شديد فى ضغط الدم، كما قد يتعرض الشخص لغيبوبة ويتوقف قلبه، وقد يصل الأمر للوفاة.
وقد كتب المخدر القاتل نهاية قاسية لشاب لقى مصرعه، الجمعة الماضى، حيث أصيب بدوار وسقط من شرفة شقته بالطابق الثالث فى مدينة نصر. وكان قسم أول مدينة نصر قد تلقى بلاغاً بسقوط شاب من عقار توفى على أثره نتيجة إصابته بكسر فى الجمجمة ونزيف داخلى، وانتقل رجال المباحث لمكان الواقعة، وتبين من التحريات والتحقيقات أن المتوفى يعانى من الإدمان، حيث تم ضبط مخدر الأستروكس فى طيات ملابسه. وتبين من التحريات أن المتوفى كان يتعاطى المخدر فى شرفة شقته فاختل توازنه وسقط جثة هامدة، وتستمع النيابة لأقوال أسرة الشاب لبيان ظروف وملابسات وفاته.
وفى فبراير الماضى، تمكنت مباحث القاهرة من كشف لغز العثور على جثة «م. س. ع»، 29 سنة، داخل سيارته بمنطقة النزهة، وتبين أنه توفى نتيجة تعاطيه جرعة زائدة من مخدر الأستروكس، وعثرت الشرطة على جثة الشاب فوق مقعد القيادة، وعلى فمه آثار رغوات بيضاء، وجثته سليمة، ولا توجد عليها آثار عنف، وأثبتت بطاقات هوية الشاب أنه يعمل فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وكان يقضى إجازته بالقاهرة.
{long_qoute_2}
ثم يأتى مخدر البيسة، من عائلة المخدرات المميتة، ويصفها الكثيرون بأنها البديل الأوفر حظاً لاحتلال مكانة الهيروين والكوكايين لدى أوساط المدمنين لتشابه تأثيره معها، والبيسة مخدر قاتل، فهو قادر على الإجهاز على ضحاياه من المدمنين فى مدة قد لا تزيد على شهرين، وهى مسحوق جاف بنى اللون من مادة الكوك مضافاً إليها برشام أبوصليبة، بالإضافة إلى العديد من المواد الكيميائية شديدة السمية، وتؤكد الدراسات أن إدمان البيسة يصبح أمراً واقعاً إذا تم تعاطيها ثلاث مرات فقط خلال خمسة وأربعين يوماً فقط. ويجرى تعاطيها عن طريق الاستنشاق أو وضعها بين الضرس والخد، أو بوضعها على ورق سلوفان وتمرير ولاعة أو أى مصدر حرارى ليتصاعد دخان كثيف منها يتم استنشاقه، أو بالحقن فى الوريد بعد إضافة الليمون عليها وسحبها فى سرنجة.
و«البيسة» أشد خطراً حتى من الهيروين، فرغم رخص ثمنها فإن المواد الكيميائية التى تضاف إليها تجعل أضرارها قاتلة، وتتمثل فى تدمير سريع للجهاز العصبى المركزى، وتأثير واضح بعد تعاطى البيسة لمدة قصيرة على القدرة العقلية للإنسان. ويعد إدمان البيسة من أشد أنواع الإدمان تأثيراً على الإنسان، ويسعى مدمن البيسة إلى زيادة الجرعة المعتادة، ما قد يدفعه إلى تعاطى جرعة مهلكة تقضى عليه فى لحظات. ومن أضرار البيسة أنها مدمرة للكلى، ويمتد الأمر أيضاً إلى أضرار اجتماعية تحول الإنسان إلى كيان مُدمر لنفسه ولأسرته ومجتمعه. ثم يأتى مخدر الترامادول، وهو مسكن قوى للآلام، وفى الأصل تم تصنيعه لمرضى السرطان لتسكين الآلام القوية التى يشعر بها المريض، ويعتبر الترامادول المخدر الأكثر شعبية فى مصر، حيث يمثل متعاطوه فى مصر 80% من نسبة المتعاطين ولم يقتصر على فئة معينة من الخارجين على القانون أو شباب المقاهى الذين يعانون من البطالة، بالإضافة إلى كون الترامادول مسكناً قوياً ومنشطاً لأجهزة الجسم حتى إن كل أصحاب الأعمال الشاقة أو الذين يريدون السهر لإتمام أعمالهم يلجأون إليه ليساعدهم، والذى ساعد على انتشاره بهذه السرعة فى مصر سهولة الحصول عليه، بالإضافة إلى سعره الرخيص، حيث يصل سعر شريط الترامادول الذى يحتوى على 10 أقراص إلى 50 جنيهاً فقط، وبالنسبة للآثار السلبية للترامادول فهو يؤدى للنحافة بسبب فقدان الشهية، بالإضافة إلى النوم بصفة مستمرة والغثيان والدوار وارتفاع ضغط الدم، وبعد فترة كبيرة من استخدامه يؤدى إلى تشنجات.
وقال الدكتور العميد عبدالوهاب الراعى، أستاذ علوم الإدارة والجريمة الزائر بأكاديميات الشرطة العربية، إنه بالرغم من الجهود المتنامية لمؤسسات الدولة المعنية بالقوات المسلحة والشرطة وغيرها فى مواجهة مشكلة المخدرات فإن الأمر ما زال يمثل تحدياً، ما يتطلب مزيداً من التعاون الدولى الخارجى وفقاً للشرعية الدولية للعمل على الوأد الاستباقى لمصادر صناعة وزراعة ونقل المخدرات فى بعض الدول بالخارج قبيل تهريبها إلى مصر، والتطوير المستمر للمناهج العلمية الأمنية التدريبية فى إطار علم المستقبليات الأمنية، وتحديث القوانين والقرارات والبناء التنظيمى الإدارى المعنى بمواجهة المستحدثات فى جريمة المخدرات، ومنها المواقع الإلكترونية، وتنمية ودعم الدور التشاركى المدنى فى جهود خفض الطلب، وتضمين المناهج التعليمية بكافة مراحلها ملامح عن المخدرات وآثارها، بالإضافة إلى أهمية تطوير الآليات القانونية فى تتبع الأموال المنقولة والثابتة لمهربى المخدرات وأعوانهم حيث يعد المال هو السلاح الأبرز لمهرب المخدرات.
وطالب «الراعى» بضرورة تطوير سياسة المكافحة من التركيز على الدفاع إلى التركيز أيضاً على الاستباق والمواجهة فى مناطق صناعتها وزراعتها بالعالم بالتنسيق مع الدول والهيئات وفقاً للمشروعية الدولية.