في ذكرى وفاته.. تعرف إلى الوجه الآخر لـ"رأفت الهجان"

في ذكرى وفاته.. تعرف إلى الوجه الآخر لـ"رأفت الهجان"
العاطفة تسكن الوجوه الجامدة حتى وإن عصي العقل، الرجل الذي لم يشك فيه جهاز المخابرات الإسرائيلية يومًا وكان منصهرًا داخل الجسد الصهيوني، وأبعد العاطفة عن حياته حتى لا يتأثر عمله البطولي، ذاب كل الجليد الذي صنعه بعد تناوله العشاء في صحبة أقران كانت من بينهم مَن أسرت قلبه.
19 عامًا من الزواج، شاركت "فالتراود بيتون" البطل المصري "رفعت الجمال" أو "رأفت الهجان" كما يُعرفه العامة، تفاصيله اليومية دون أن تفكك لغز بعض المواقف، التي يقوم بها فلم تكن ثقتها العمياء تسمح لها بالشك في تصرف، واكتشفت حقيقة أن زوجها بطلًا مصريًا وهو على فراش الموت، حتى وافته المنيه في 30 يناير 1982.
الوجه العاطفي لـ"رفعت الجمال"، ظهر، وفقًا لما سردته زوجته، عندما اجتمعا في زيارة لبعض الأصدقاء المشتركين في 3 أكتوبر 1963، وخرج الأربعة لتناول العشاء وظهر انسجامًا وتفاهمًا بينهما وكأنهما يعرفا بعضهما منذ زمن بعيد، وبعد العشاء أوصلها للمنزل في تاكسي، وطلب منها الزواج ما جعلها تنصدم، وأمهلها 10 أيام سيسافر خلالهم إلى فيينا، وبعد العودة اتصل بها في العمل، وطلب منها تناول الغداء سويًا، وطلب ردها وكان بالإيجاب من ناحيتها.
"زي إحساسك بالجوع لما يجي مرة واحدة"، هكذا وصفت زوجة رفعت الجمال حالتها منذ أن قابلت تلك الشخصية، التي كانت تستطيع أن تخطف القلوب رغم قوة شخصيته الواضحة في عمله وحياته الشخصية، واستطاع إقناع والدها به، الذي كان لديه تحفظ عليه لكونه يهودي، وفقًا للباسبور، بسبب العداء المعروف بين الألمان واليهود، وأحب عائلتها وشاركهم المنزل، ولم تدرك زوجته سبب حبه للعائلة إلا بعد موته "لأنه كان محرومًا منها بسبب عمله"، بعد ما علمت حقيقته.
زوجة مثالية بالنسبة إلى ظروف رفعت الجمال، مثلما اعتقدت "فالتراود"، وأرجعت السبب لكونها "بريئة لأني كنت بصدقه وبثق فيه 100%"، ورغم ذلك كان لها موقفًا شعرت فيه أنها "خرجت عن النطاق المخصص لها"، وكان عند ميلاد ابنها في العام 1965، وأخبرها الجمال أنه سيغادر إلى باريس في مهمة عمل، "وكنت متعودة يتصل بيا كل يوم"، ولكن في هذه المرة لم يتصل حتى شعرت بالقلق في اليوم الخامس وأجرت اتصالاتها بجميع فنادق باريس ولم تجد اسمه فأخبرت الشرطة للبحث عنه بداعي أنه عادة ما يهاتفها يوميا خلال سفره، وحتى اليوم العاشر لم يظهر وذهبت لمعرفة آخر ما توصلت له التحريات، وبعد عودتها أخبرته والدتها أنه عاد ويرقد في غرفته وذهبت إليه لتتشاجر لتصطدم برد فعله القوي وقوله: "كل ده لا يعنيكي كنت فين ولا ليه ومتصلتش ليه وعمري ما هقولك"، وطريقته كانت قادرة على إسكاتها تمامًا وعدم معاودة سؤاله عن أي شيء يفعله بعد ذلك.