بعد 11 عاماً من توديعه لـ«باب الحديد».. نقل تمثال «رمسيس الثانى» إلى المتحف الكبير فى «60 دقيقة»

كتب: رضوى هاشم

بعد 11 عاماً من توديعه لـ«باب الحديد».. نقل تمثال «رمسيس الثانى» إلى المتحف الكبير فى «60 دقيقة»

بعد 11 عاماً من توديعه لـ«باب الحديد».. نقل تمثال «رمسيس الثانى» إلى المتحف الكبير فى «60 دقيقة»

أجرت وزارة الآثار، اليوم، مراسم عملية نقل تمثال الملك رمسيس الثانى، أهم ملوك الفراعنة، وسط أجواء احتفالية عالمية وتحت الأمطار، وبالتزامن مع عيد الشرطة وثورة 25 يناير، إلى البهو العظيم بالمتحف المصرى الكبير، وذلك بعد مرور 11 عاماً على نقله من منطقة (باب الحديد) بقلب العاصمة.

وشهد عملية نقل التمثال عدد كبير من الوزراء والمحافظين الحاليين والسابقين والسفراء الأجانب والمراسلين من كل دول العالم وهيئة المعونة اليابانية (الجايكا)، من بينهم المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، واللواء أحمد جمال الدين مستشار الرئيس للأمن القومى، والدكتور خالد العنانى وزير الآثار، ورانيا المشاط وزيرة السياحة، والدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، واللواء كمال الدالى محافظ الجيزة، والدكتور زاهى حواس عالم الآثار. وبدأت مراسم النقل فى تمام العاشرة صباحاً، واستمرت لما يقرب من 60 دقيقة، حيث تقدمت فرق الموسيقى العسكرية والخيالة المشهد، ومن ثم تحرك التمثال إلى مقره النهائى بـ«البهو العظيم» أسفل الجسم المعدنى للمتحف، حيث سيتم رفع التمثال وفك الجسم المعدنى الحامى له ووضعه على القاعدة الجديدة فى غضون 45 يوماً.

{long_qoute_1}

وقال «العنانى»، فى كلمته خلال مراسم نقل تمثال الملك رمسيس الثانى، إن عملية نقل التمثال إلى البهو العظيم بالمتحف المصرى الكبير تمت بالتعاون بين وزارة الآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة وشركة المقاولون العرب، والتى بلغت تكلفتها نحو 13.6 مليون جنيه، شملت أعمال تدعيم وعزل وتغليف التمثال لحمايته، إضافة إلى رصف وتجهيز طريق بمواصفات خاصة لتحمل ثقل وزن التمثال، الذى يبلغ 83 طناً وارتفاع 13 متراً.

وأضاف الوزير أن اختيار يوم 25 يناير لإتمام عملية النقل جاء كرسالة للعالم بأن مصر آمنة وقادرة على تحدى الإرهاب بقواها الناعمة المتمثلة فى الآثار والثقافة، موجهاً التحية لرجال الشرطة الذين خرجوا فى عيدهم لتأمين الحدث، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام العالمية نقلت الحدث الأهم فى العالم، الذى شهده أكثر من 15 وزيراً ومحافظاً، و20 سفيراً من مختلف دول العالم، حيث استقبلوا معنا التمثال لحظة وصوله، معلقاً على سقوط الأمطار بقوله: «بشرى خير».

وأشار الوزير إلى أن الملك رمسيس الثانى نُقل إلى ميدان باب الحديد عام 1955 وظل به 51 عاماً، وأضفى شخصيته عليه حتى تم تغيير اسم الميدان إلى «ميدان رمسيس» حتى تم نقله عام 2006، إلى أن وصل إلى مقره النهائى بالمتحف الكبير اليوم، موضحاً أن عودته إلى هذا المقر، لها دلالتان، هما: عودته إلى منطقة «منف» مكانه الأول منذ آلاف السنين، ومنطقة الجيزة الذى هو أحد أجزاء جبانتها، فضلاً عن أن وجوده هنا يمثل حماية مكان الحضارة والفن.

وأوضح «العنانى» أن «شركة المقاولون العرب هى التى نقلت التمثال، ولها خبرة كبيرة وتجربتها الناجحة فى نقله عام 2006»، مُشيراً إلى أن هناك شركات أخرى كبرى رفضت تحمل المسئولية، لافتاً إلى أن الشركة تعمل على التمثال منذ شهور من تدعيم وتجهيز أسفلت الطريق ليتحمل أكثر من 80 طناً، وهى عملية كبيرة، منوهاً بأنه تم الاتفاق مع الشركة على نقل 43 تمثالاً أخرى من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف الكبير، وتزيين الدرج المنتهى ببهو المتحف ليكون عليه 87 عنصراً أثرياً ضخماً، مما يجعله مدخلاً مهيباً، ويضم تماثيل لحكام مصر فى العصور القديمة وعناصر معمارية أخرى.

وأكد وزير الآثار أنه سيتم الإعلان عن افتتاح المرحلة الأولى للمتحف المصرى الكبير، فى مدة زمنية تقل عن 12 شهراً من اليوم، مُشيراً إلى أن المرحلة الأولى تضم افتتاح مرحلة البهو، والدرج الشامل 87 تمثالاً ضخماً، وأكثر من 5 آلاف قطعة لـ«توت عنخ آمون»، موضحاً أن المرحلة الأولى من المتحف تعادل مساحة المتحف المصرى بالتحرير مرتين، بعرض متحفى 23 ألف متر مربع، مؤكداً أن العمل مستمر وسيتم الافتتاح فى مواعيده المحددة، لافتاً إلى أن العمل على هذا المشروع الثقافى ليس فردياً، وأن الدولة تدعم هذا المشروع وعلى رأسها الرئيس السيسى ووزراء الحكومة، موضحاً أن الشريك اليابانى ممثل فى شركة «أجايكا» قدم قرضين لثقتهم المتناهية فى نجاح مشروع المتحف الكبير، وأنه عند دخول الهيئة الهندسية للقوات المسلحة عام 2013 كانت نسبة تنفيذ المشروع 13%، والآن وصلت إلى 70%.

وأكد «محلب» أن «الحدث أعاد لذاكرتنا نقل التمثال من ميدانه فى 2006، حيث استغرقنا ليلة كاملة حتى وصل إلى مقره فى المتحف الكبير». وأكدت رانيا المشاط، وزيرة السياحة، أن «افتتاح المرحلة الأولى من المتحف الكبير نهاية العام الحالى سيعد انطلاقة مهمة للسياحة خلال الفترة المقبلة».

وأشادت وزيرة السياحة، فى تصريح اليوم على هامش حضورها نقل التمثال، بعملية النقل التى حدثت بعد 11 عاماً من نقله من ميدان رمسيس ليستقر فى مقره النهائى بالمتحف، مشيرة إلى أن المتحف يعد مشروعاً ضخماً يليق بالحضارة المصرية القديمة وسيسهم فى جذب السائحين.

وقالت: «إن وجودنا يعتبر مواصلة للتعاون المستمر بين الثقافة والآثار وبالتزامن مع مزيد من الفعاليات الثقافية المهمة نبدأها غداً بافتتاح معرض الكتاب». وقال المهندس محسن صلاح، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب، إنه «تم تحرير التمثال لإزالة القاعدة الموجودة أسفله، وتمت إزالة جميع العوائق المحيطة به فى مسار حركة السيارات».

 

وزراء وسفراء ومسئولون حضروا نقل التمثال


مواضيع متعلقة