بريد الوطن| الغريب الرومانسى وخيالات الحنين
خيالات الحنين
فى هذه الغرفة المظلمة التى يظهر فيها شعاع من ضوء القمر يمر من خلال نافذة غير مغلقة تماماً، وحيداً أستعيد ذكرياتى التى لا يكاد يتبقى منها شىء. ولكن تبقى ذكرى واحدة لكى أعيش بها. قد تدمع العين ويزداد الاشتياق والحنين. فما زلت لسنوات أبحث عن امرأة أصبحت أراها فى وجوه العابرات من النساء.
ويرجع الخيال للوراء لسنوات بعيدة إلى هذا اليوم، كنت أجلس أمام مبنى هذه الكلية، فانتبهت إلى عيون فتاة جميلة ساحرة تمشى تفتخر بأنوثتها وشبابها، ترفع أكمام بلوزتها إلى كوع يدها، لا تأبه للحاضرين والمتلهفين لجمالها وسحرها، ولم أنتظر قليلاً حتى شعرت بدقات قلبى كإيقاع الموسيقى وعزف الجيتار، فأدركت أنه حب جديد وأبدى، وتوقف الزمن قليلاً واعتزلت مَن حولى وبقيت أنا وهى فى هذه اللحظة، عيناها كانتا ساحرتين تبعثان فى قلوب من يراهما الأمل والحياة والسعادة، وكانت بالنسبة لى الصورة النهائية جسداً وروحاً للمرأة التى ستظل معى لآخر العمر.
ومنذ ذلك اليوم لمدة أربع سنوات جعلت لى جدولاً لميعاد وصولها وانصرافها من مبنى الكلية.
فكان قمة الرضا عندى أن أراها ثم أنصرف، لا أحد يفهم أنفاسها وضحكتها ووجهها وعينيها وسحرها إلا أنا، هناك أشياء يجب أن تبقى لكى نحيا بها، وكم تمنيت أن أستعيد هذه اللحظة مرة أخرى، ولكن بقيت معى عمراً آخر.
عمرو أبوالعطا
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com