"أكراد سوريا".. من التهميش إلى الإدارة الذاتية

كتب: أ ف ب

"أكراد سوريا".. من التهميش إلى الإدارة الذاتية

"أكراد سوريا".. من التهميش إلى الإدارة الذاتية

تفادى أكراد سوريا بشكل واسع الانخراط في النزاع بين النظام والمعارضة منذ اندلاعه في العام 2011، وتفرغوا لتكريس الإدارة الذاتية الموقتة في مناطق سيطرتهم وصولاً إلى إعلان النظام الفدرالي في شمال وشرق البلاد.

ويشكل الأكراد الموجودون بشكل رئيسي في شمال سوريا، نحو 15 في المئة من إجمالي السكان، ومعظمهم من المسلمين السنة مع وجود نسبة ضئيلة من غير المسلمين. ويقدم الأكراد أنفسهم كـ"علمانيين".

وفي أعقاب إحصاء مثير للجدل جرى عام 1962، تم سحب الجنسية من بعض الأكراد، الذين عانوا إثر ذلك عقودا من التهميش والاضطهاد من قبل حزب البعث الحاكم في سوريا.

- حياد وحكم ذاتي

عند اندلاع النزاع في سوريا قبل نحو سبع سنوات، تبنى معظم الأكراد موقفاً محايداً، الأمر الذي جعلهم عرضة لانتقاد من الفصائل المعارضة السورية التي تأخذ عليهم عدم تصديهم لقوات النظام.

وبادر الرئيس السوري بشار الأسد في الأيام الأولى من النزاع، وفي محاولة لكسب ودهم، إلى منح الجنسية لـ300 ألف كردي بعد انتظار استمر نصف قرن.

وفي العام 2012 انسحبت قوات النظام السوري تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال وشمال شرق سوريا، ما مكن الأكراد من تعزيز موقعهم والسيطرة على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق البلاد. وبرزوا في وقت لاحق كالقوة الأكثر فعالية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية.

- "نظام فدرالي"

في العام 2013، أعلن حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الذي تعد وحدات حماية الشعب الكردية جناحه العسكري، إقامة ادارة ذاتية في ثلاث مقاطعات.

وفي مارس 2016، أعلن الأكراد النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم التي قسموها إلى ثلاثة أقاليم هي الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب وأخرى من محافظة الرقة) وعفرين (شمال غرب، تقع في محافظة حلب).

وبدت هذه الخطوة وكأنها اإلان إدارة ذاتية بحكم الأمر الواقع، ما أثار حفيظة كل من النظام والمعارضة وتركيا، التي تخشى إقامة حكم ذاتي كردي على حدودها على غرار كردستان العراق.

وفي آواخر العام 2016، أقر الأكراد دستورا للنظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سوريا أطلقوا عليه اسم "العقد الاجتماعي" لتنظيم شؤون المنطقة.

وفي سبتمبر 2017، بدأت الإدارة الذاتية إجراء انتخابات غير مسبوقة، اختارت في مرحليتها الأولى والثانية الرئاسات المشتركة للجان المحلية للأحياء، ثم المجالس المحلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل أقليم. وتهدف المرحلة الأخيرة منها إلى انتخاب مجلس لكل من الأقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية، ومن ثم انتخاب مجلس مشترك يكون بمثابة برلمان.

- مواجهة الإرهابيين

أثبت المقاتلون الأكراد أنهم القوة الأكثر فعالية ضد تنظيم داعش في سوريا، ما جعلهم شريكاً رئيسياً للتحالف الدولي بقيادة أمريكية ضد الجهاديين.

وفي مطلع العام 2015، طردت القوات الكردية بدعم جوي من التحالف الدولي تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة كوباني (عين العرب) على الحدود التركية بعد أكثر من أربعة أشهر من المعارك.


مواضيع متعلقة