«عائلة عثمان» هربت من نار «داعش» وودعت العراق: 4 سنوات من الغربة

كتب: إمام أحمد

«عائلة عثمان» هربت من نار «داعش» وودعت العراق: 4 سنوات من الغربة

«عائلة عثمان» هربت من نار «داعش» وودعت العراق: 4 سنوات من الغربة

9 أبريل 2013، تاريخ سيئ يتذكره، فى هذا اليوم سقطت بغداد أمام قوات الغزو الأمريكى وبدأت تنتشر أعمال السلب والنهب والفوضى على مساحة واسعة، ولم يكن الوضع مختلفاً كثيراً عن المنطقة التى يسكن فيها بمدينة الفلوجة على بعد 60 كيلومتراً فقط من العاصمة. مضت 11 سنة من سوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية حتى تعرضت مدينته لغزو جديد، ليس أمريكياً هذه المرة لكنه داعشى، «الوضع ساء منذ الغزو، وكانت الأيام تمر من سيئ إلى أسوأ، كنت صبياً وقتها، وعندما أصبحت شاباً تعرضت المدينة لغزو جديد على يد الإرهابيين من داعش، وأصبحت الأوضاع لا تسمح بالعيش أبداً»، يحكى عثمان أحمد، الشاب العراقى الذى قرر الخروج من العراق فى 2014 بعد وصول العناصر الداعشية التى قضت على ما تبقى من آماله فى أن تتحسن الأوضاع فى بلاده، يضيف: «حسيت إن مفيش أمل مع دخول داعش، كنت أريد أن أبدأ حياتى، فاضطررت للسفر».

قبل 4 أعوام غادر «عثمان» بصحبة عائلته الصغيرة المكونة من الوالدين و3 أشقاء، كانت وجهتهم السهلة هى تركيا، «تركنا بيتنا وحياتنا وسافرنا إلى تركيا مثل آلاف الأسر والعائلات اللى سافرت بسبب العنف والدمار والإرهاب، الوضع لم يكن تمام والحياة صارت أصعب من أيام الأمريكان»، لكن الوضع الصعب الذى هربت منه عائلة «عثمان» لم ينتهِ بمجرد وصولها إلى تركيا، فواجهت العائلة العديد من الصعوبات الجديدة، بداية من إيجاد منزل مقابل إيجار محدود، وصولاً إلى إيجاد فرص عمل لتدبير النفقات المالية، يضيف الشاب العشرينى: «الوضع فى تركيا صعب بالنسبة للاجئين، أهل البلد يعيشون حياة جيدة مقارنة بأى غريب يصل إلى هنا، لكن ما كنا نقدر نواصل حياتنا فى الفلوجة مع وجود عناصر داعش التى حولت حياة الناس إلى جحيم»، بمرور الوقت بدأت العائلة فى التأقلم مع حياتها الجديدة، واستطاع عثمان أن يحصل على فرصة عمل فى أحد المتاجر، يقول: «الحمد لله.. الإنسان بيقدر يتأقلم مع أوضاعه ويتحدى ظروفه، وإلا هيموت من الجوع».

{long_qoute_1}

لا ينسى ذكريات طفولته وشبابه فى الفلوجة، قضى هناك أياماً جميلة لا يزال يتذكرها برغم سوء الأوضاع، يحكى: «كنت ألتقى مع أصدقائى وأقاربى ونخرج ونتحدث. الوطن غالى على أى إنسان، وصعب يخرج منه إلا إذا كان هناك دافع حقيقى أجبره على هذا»، الآن تفصله مسافة كبيرة عن تلك الأماكن والذكريات، ولا يعتقد أن يعود مرة أخرى لأنه لا يضمن استقرار الأوضاع فى بلاده، فبدأ يجهز نفسه لحياة طويلة فى تركيا ويتخذ خطوات للحصول على الجنسية التركية التى ستسهل له الكثير من العقبات التى واجهها، يقول «عثمان»: «أحلم الآن بالتجنيس التركى، أريد أن أحصل على جنسية لتتيسر الأمور بالنسبة لى، لأن أوضاع اللاجئين صعبة، واللاجئ بدون جنسية تتم معاملته على أنه لاجئ دائماً، ويتعرض لمعاملة من الدرجة الثانية مهما مضى الوقت، حتى لو قضى 10 سنين من عمره فى البلد الجديد».

اللاجئ يواجه معاملة من «الدرجة الثانية».. وأسعى للحصول على الجنسية التركية

 


مواضيع متعلقة