الزيادة الجديدة فى أسعار الأدوية تربك الصيدليات وتحبط المرضى

كتب: رؤى محمد ومحمد حسين ومحمد مراد

الزيادة الجديدة فى أسعار الأدوية تربك الصيدليات وتحبط المرضى

الزيادة الجديدة فى أسعار الأدوية تربك الصيدليات وتحبط المرضى

شهدت بعض الأسواق اختفاء عدد من أدوية الأمراض المزمنة، تمهيداً لزيادة سعرها، على حد قول الصيادلة، فيما تم تطبيق الزيادات بالفعل فى بعض المناطق، من بينها مصر الجديدة، ورصدت «الوطن» فى جولة لها ببعض الصيدليات ولقاءات مع المرضى، آثار تحريك سعر الدواء، حسب توقعات الشعبة العامة لأصحاب الصيدليات بالغرف التجارية مؤخراً، بزيادات تصل إلى 50% لعدد من أدوية الأمراض المزمنة، مثل السكر والقلب وأدوية سيولة الدم.

ويقول محمد حسن السيد، طبيب صيدلى، بإحدى صيدليات «مصر الجديدة»، إنه بالفعل تم تطبيق زيادة على بعض الأدوية منذ مطلع 2018، خاصة لمنتجات شركة «المتحدة»، وعلى سبيل المثال طُبقت الزيادة على دواء «بلفيكس» الخاص بمرضى القلب، حيث كانت قيمته 205 جنيهات، ومع الزيادة الجديدة كسر حاجز 300 جنيه، وخلال عام ونصف العام تقريباً تضاعف سعر بعض الأدوية مثل «كونجستال» بأكثر من 100% وسعر الشريط كان 4 جنيهات، ثم وصل 10 جنيهات.

{long_qoute_1}

وقال باسم صلاح، صيدلى، بمنطقة الدقى: «يوجد نقص فى أدوية السكر والقلب ولبن الأطفال وسيولة الدم، منذ فترة، ومش عارفين حاجة عن الزيادات، وأعتقد أن النواقص هترجع بعد تطبيق الأسعار الجديدة»، وعن الأنواع التى شهدت نقصاً حاداً فى الفترات الماضية، قال: «أماريل، بنسلين، وهى أدوية مخصصة لمرضى السكر».

وأشار «صلاح» إلى أنه يوجد نقص فى الألبان الصناعية المستوردة للأطفال، وعلى رأسها «بيبى لاك، هيرو بيبى»، لكن مُنتج «تحيا مصر» من الألبان متوافر، على حد قوله. وقال تامر محمود، طبيب بصيدلية «وى كير» بمنطقة الدقى: «فيه نواقص كتير منها الأنسولين المدعم اتلغى من فترة، وأصبح الطلب على الأنواع المستوردة، ما تسبب فى نقص شديد بها، ومن ثم زيادة السعر».

وأضاف: «لانتوس لعلاج مرضى السكر كان بـ90 جنيهاً، ووصل إلى 129 جنيهاً، ومن المتوقع بعد اختفائه أن يعود بسعر جديد»، لافتاً إلى أن مستلزمات علاج السكر طالتها الزيادات مؤخراً، ومنها، على حد قوله: «أقلام السكر اختفت من السوق، وسمعنا أنها ستزيد، مثل نوفو بن، وأبيدرن».

وكشفت مسئولة بسلسلة «صيدليات مصر»، طلبت عدم نشر اسمها، أن الاختفاء طال بعض أدوية الحمل، مثل علاج التورمات وأدوية مخصصة لعلاج الكبد منها «هيبا - ميرز».

وقال مصدر آخر بإحدى الصيدليات بشارع «النهضة» بالدقى إن الصيدلية ليس لديها علم بقرار الزيادة، وأغلب الأدوية متاحة لكن بكميات قليلة ولا تصل لحد النقص، كما أن الصيدلية لا تعانى من أى نقص فى ألبان الأطفال. وقال طبيب صيدلى بشارع «سليمان جوهر»، رفض ذكر اسمه، إن الصيدلية تعانى نقصاً حاداً فى الأنسولين، وبدأ توفير كميات محدودة من البنسلين مؤخراً.

ولم يكن الإعلان عن الزيادات الجديدة سوى عبء جديد يضاعف هموم أصحاب الأمراض المزمنة، مثل القلب والسكر وسيولة الدم، ليقف المريض حائراً بين البحث عن الدواء وتدبير ثمنه، ويقول «أحمد أمين»، مريض سكر، 24 عاماً من الإسكندرية: «آخر زيادة فى سعر دواء السكر ليست بعيدة، وكانت من شهر تقريباً، حيث ارتفع سعر علبة الأنسولين التى تحتوى على 5 أمبولات من 102 جنيه إلى 142 جنيهاً للنوع المستورد، ومن 20 جنيهاً للمصرى إلى 38 جنيهاً»، وأضاف «أحمد» أن الصيدليات تسحب الأدوية من السوق، لتعيدها بعد فترة بالزيادة الجديدة وغير المتوقعة فى الأسعار، وعن الزيادة بنسبة 50% التى أعلنت عنها الشعبة العامة لأصحاب الصيدليات أمس، يقول «أحمد»: «لو ده صح، نروح نموت أحسن».

ولم يختلف الحال كثيراً مع مرضى القلب، وتقول سامية صادق، 58 سنة، إحدى سكان الضاهر، مريضة قلب: «بشترى دواء بلفيكس بـ205 جنيهات، وبيقولوا هيرتفع لـ300 جنيه ودى أسعار محدش يقدر عليها، حرام احنا بنجيبه بالعافية، وأضافت «سامية»: «أشترى علبتين فى الشهر يعنى لو زاد هيكون بـ600 جنيه، بخلاف أدوية السكر والضغط اللى بعانى منهم منذ فترة كبيرة، ولو زودوا سعر الأكل عادى، لكن العلاج ده إحنا نموت، هنجيب منين؟».


مواضيع متعلقة