مؤتمر «نصرة القدس»: الاحتلال إلى زوال.. ووضع المدينة لن يتغير بقرار جائر

مؤتمر «نصرة القدس»: الاحتلال إلى زوال.. ووضع المدينة لن يتغير بقرار جائر

مؤتمر «نصرة القدس»: الاحتلال إلى زوال.. ووضع المدينة لن يتغير بقرار جائر

انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر الأزهر الدولى لنصرة القدس، بمشاركة 86 دولة، و500 شخصية عامة وعربية ودولية، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إن المؤتمر يدق ناقوس الخطر ويشعل ما خبا وخمد من شُعلَة العَزم والتصميم على ضرورة الصُّمُود أمام العبث الصهيونى الهمجى فى القَرن الـ21، مقترحاً أن يُخصَّص عام 2018 ليكون عاماً للقُدس الشريف.

وأضاف خلال كلمته، أن كل احتلال إلى زوال وإن بدا اليوم وكأنه أمر مستحيل إلَّا أن الأيام دول وعاقبة الغاصب معروفة ونهاية الظالم وإن طالَ انتظارها مَعْلُومة ومؤكَّدة، وتابع: «نحن دُعاة سلام لكنَّه السَّلام القائمُ على العدلِ والوفاء بالحقُوقِ التى لا تقبَل بيعاً ولا شراء ولا مُساومة ولا يَعْرِف الذِّلَّة ولا الخنُوع ولا المساس بذرَّةٍ من تُراب الأوطان أو المُقدَّسات».

{long_qoute_1}

وأكد شيخ الأزهر أن القرار الجائر للرئيس الأمريكى يجب أن يُقابَل بتفكير عربى وإسلامى يتمحور حول تأكيد عروبة القدس وأن يتحول إلى ثقافة تُحشد لها طاقات الإعلام العربى والإسلامى، مطالباً نُخب هذه الأمَّة بالانتباه إلى دينها وهويتها ومناهجها التعليمية والتربوية ووحدة شعوبها.

من جانبه قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس، إننا اليوم فى خضم تحديات كبيرة وفى مواجهة مؤامرة كبرى تستهدف القدس بكل ما تمثله من قيمة دينية وإنسانية وحضارية، مشيراً إلى خطيئة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى ادعى زوراً وبهتاناً أن القدس عاصمة لإسرائيل فى تحدٍّ سافر لمشاعر ملايين المسلمين والمسيحيين على حد سواء.

وأوضح أن الولايات المتحدة اختارت بهذا القرار أن تخالف القانون الدولى وتتحدى الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم كافة، مؤكداً أن فلسطين حصلت على 705 قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة و86 قراراً من مجلس الأمن منذ سنة 1948، ولكنها لا تُطبق على أرض الواقع.

وأضاف أن قرار «ترامب» جاء مناقضاً للقرارات الأمريكية السابقة التى اعترفت بأن الاحتلال باطل والاستيطان باطل، فكيف نثق فى هذه الدولة التى تناقض نفسها، منوهاً بأن الولايات المتحدة الأمريكية أخرجت نفسها من عملية السلام بهذا القرار الخطير، ولم تعد صالحة للقيام بدور الوسيط الذى كانت تلعبه خلال العقود الماضية، وشدد على أن فلسطين ستستخدم الوسائل القوية للدفاع عن حقوقها وعلى رأسها العودة إلى جماهيرية القضية وتحدى الاحتلال ومواصلة الانضمام إلى المعاهدات الدولية كحق أصيل لدولة فلسطين، وهو ما بدأ العمل عليه بالفعل، ولن نتوقف عن دعم القضية حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، وفقاً للمبادرة العربية للسلام التى صدرت فى قمة بيروت عام 2002 لأن قرار ترامب لن يعطى إسرائيل الشرعية ولن يمنح الاحتلال الحق فى أرضنا.

وقال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن القدس رمز لتلاقى الشعوب بأسرها مع الله، موضحاً أنها المكان التاريخى للوحى الإلهى الكتابى، وعلى أرضها المقدسة تم الالتقاء بين السماء والأرض، حيث خاطب الله البشر على أرضها أكثر من أى مكان آخر، متابعاً أن المدينة المقدسة تعرضت للحصار 20 مرة ودمرت مرتين وأعيد تشييدها 18 مرة وستظل حاضرة فى ضمير الكنيسة.

وقال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن كل من يظن أن وضعية القدس ومكانتها يُمكن أن تتغير بقرارٍ أو إجراء، شخص واهم، ومخطئٌ من يعتقد انتزاع القدس من وعى المسلمين والعرب، مشدداً على أن للأزهر دوراً أساسياً فى تحصين وعى الأجيال من أى عبث بهذه القضية المهمة، وفى صيانة هذا الوعى من أى تشويه أو تحريف.

وأكد «أبوالغيط» أن إعلان الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل واعتزامها نقل سفارتها إليها مدانٌ ومرفوض وليس له أثر قانونى أو سياسى سوى إدانة الدولة التى اتخذته، وعزلها، ووصم سياساتها بالظلم ومواقفها بالانحياز وقراراتها بالبُطلان، لأن هذا القرار لم يرفضه العرب وحدهم، ولا حتى المسلمون فقط، وإنما رفضته الأغلبية من أمم العالم بعد أن صوتت ضده 128 دولة، وهو ما يعكس حالةً من الإجماع الدولى على بطلان القرار وعدالة الموقف الفلسطينى.

وقال مرزوق على غانم، رئيس مجلس الأمة الكويتى، إن الشعب الفلسطينى سينتصر ولو بعد حين على الاحتلال الإسرائيلى، فيما أكد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالسعودية، إن «عظمة المسجد الأقصى تمثلت فى ربطه بالمسجد الحرام، لذلك فنصرة القدس فرض على الجميع».

وشارك عدد من الحاخامات اليهود فى الجلسة الثانية من المؤتمر، وقال الحاخام مائير هيرش مؤسس حركة «ناطورى كارتا» اليهودية فى كلمته: «ندين ونطلق صرختنا من بلد الأزهر؛ أوقفوا حملة إبادة الشعب الفلسطينى الضعيف والقمع الوحشى التى تنتهجها الدولة الصهيونية، وحرِّروا فلسطين من هؤلاء المجرمين الصهاينة، وأعيدوا لهم حقوقهم، وعلى العالم الإسلامى ألا يلقب هؤلاء باليهود، وأطلِقوا عليهم الصهاينة».

وأضاف: «لا علاقة للبرابرة الصهاينة بالشعب اليهودى، وعلاقة اليهود والمسلمين متميزة، ونصلى من أجل أن يزيح الله الصهيونية من الحكم، وأن يمحو تلك الفكرة من العالم، وأن يعم السلام كل الدنيا».


مواضيع متعلقة