أستاذ فى «القومى لبحوث المياه»: سد النهضة يستنزف الخزان الجوفى بالدلتا والوادى

أستاذ فى «القومى لبحوث المياه»: سد النهضة يستنزف الخزان الجوفى بالدلتا والوادى
- أهل الواحات
- إعادة استخدام
- ارتفاع تكاليف
- استخدام الطاقة
- التخلص منه
- الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء
- الخزان الجوفى
- آبار
- أهل الواحات
- إعادة استخدام
- ارتفاع تكاليف
- استخدام الطاقة
- التخلص منه
- الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء
- الخزان الجوفى
- آبار
أكد الدكتور أسامة سلام، أستاذ المياه الجوفية بالمركز القومى لبحوث المياه، مدير مشاريع المياه بهيئة البيئة فى الإمارات، أن سد النهضة الإثيوبى سيتسبب فى نضوب وانخفاض منسوب المياه الجوفية بالإضافة إلى تأثر نوعيتها وزيادة ملوحتها ومعدلات تلوثها، وقال إنه فى حال نقص المياه السطحية واللجوء إلى المياه الجوفية خاصة فى نهايات الترع، فإن زيادة السحب ستؤدى لاستنزاف المخزون الجوفى وهبوط مناسيبه وتدهور نوعية مياهه. وأضاف فى حوار لـ«الوطن» أن الخزانات الجوفية فى مصر تتعرض أصلاً للنضوب وانخفاض المنسوب نتيجة السحب الجائر فى بعض الواحات والوادى الجديد، بالإضافة إلى تداخل مياه البحر خاصة على خزان الوادى والدلتا، التى تؤثر على نوعية المياه الجوفية بهذا الخزان فى شمال الدلتا.. وإلى نص الحوار:
هل يؤثر سد النهضة على الخزان الجوفى المتجدد بالدلتا والوادى؟
- من المتوقع أنه فى حالة استكمال بناء السد وتأثر حصة مصر من مياه النيل، وبالتالى سوف تقل الموارد المائية التى تساهم فى تغذية الخزان الجوفى فى الدلتا والوادى، وهو ما يتسبب فى تأثيرات سلبية على نوعية وكمية المياه الجوفية وهذا التأثير مؤكد حدوثه مباشرة إذا قلت حصة مصر من المياه.
{long_qoute_1}
ما التأثيرات المتوقعة على الخزان الجوفى فى الدلتا والوادى بسبب سد النهضة؟
- كما هو معروف عندما يقل معدل تغذية أى خزانات جوفية متجددة تتعرض للنضوب وانخفاض منسوب مياهها. بالإضافة إلى تأثر نوعيتها وزيادة ملوحتها ومعدلات تلوثها وهذا غالباً ما سوف يحدث إذا تأثرت معدلات التغذية الطبيعية بسبب تأثر حصة مصر المائية بسبب سد النهضة، بالإضافة إلى تأثير آخر وهو تداخل مياه البحر، التى سوف تؤثر على نوعية المياه الجوفية بالخزان الجوفى بشمال الدلتا، والذى من المتوقع أن يمتد ليغطى معظم محافظات شمال الدلتا، وهناك شىء مهم جداً يجب ذكره أنه فى حالة نقص المياه السطحية واللجوء إلى المياه الجوفية، خاصة فى نهايات الترع، فإن زيادة السحب سوف تؤدى لاستنزاف المخزون الجوفى وهبوط مناسيبه وتدهور نوعيته.
ما كميات المياه الجوفية المستخدمة حالياً فى مصر؟ وما نسبتها من إجمالى موارد مصر المائية؟
- تُمثل المياه الجوفية مورداً هاماً للمياه العذبة فى مصر، وتعود أهميتها إلى كونها المورد الوحيد والأساسى فى صحارى مصر،ويقدر حجم المياه الجوفية المستخدمة خلال السنوات القليلة الماضية بنحو 7.2 مليار متر مكعب فى السنة، وهى تمثل نحو 11.8% من إجمالى الموارد المائية، منها 6.1 مليار متر مكعب من المياه الجوفية بالوادى والدلتا، ونحو 1.1 مليار متر مكعب من المياه الجوفية بالصحارى، كما كان منشوراً على موقع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء اعتماداً على بيانات وزارة الموارد المائية.
بصفة عامة، ما المشاكل الحالية التى تعانى منها المياه الجوفية بمصر؟
- الخزانات الجوفية فى مصر تتعرض للنضوب وانخفاض المنسوب نتيجة السحب الجائر فى بعض الواحات، بالإضافة إلى تأثر نوعيتها وزيادة ملوحتها وكذلك زيادة معدلات التلوث، بالإضافة لتداخل مياه البحر، التى تؤثر على نوعية المياه بالخزان الجوفى بشمال الدلتا، وهناك مشكلة تخص المياه الجوفية بالخزان الرملى النوبى بالصحراء الغربية وهى تأثير نسبة الحديد المرتفعة على نظم الرى المتطور فى المساحات الجارى التوسع فيها. {left_qoute_1}
كيف يمكن تحديد العمر الزمنى للخزان الجوفى وكذلك السحب الآمن منه؟
- استخدام النماذج الرقمية لمحاكاة خزانات المياه الجوفية يساعد فى تقييم إمكانات الخزان من حيث الكمية والنوعية ويحدد كميات السحب الآمن ومن ثم يمكن إدارة الخزان الجوفى بكفاءة للمحافظة على استدامته، وهناك عوامل عديدة تؤثر على عمر الخزان وسنوات السحب بكفاءة منه وفق منظور اقتصادى كفء وطبقاً للمعاملات الهيدوجيولوجية ومعدلات التغذية الطبيعية للخزان الجوفى.
كيف يمكن استغلال خزانات المياه الجوفية مع مراعاة الاستدامة؟
- لضمان الاستدامة يراعى دراسة الخزانات الجوفية وعمل الدراسات الفنية والاقتصادية لتحديد الرفع الاقتصادى للمياه من الأعماق المناسبة، كما يراعى التكامل فى وضع خطط استغلال المياه الجوفية مع الموارد الأرضية الأخرى كالتعدين والسياحة وغيرهما، ويلزم ذلك وضع سياسة مائية للاستغلال الآمن للخزانات من الناحية الفنية والاقتصادية عند السحب من المخزون الجوفى، أيضاً من الممكن الاعتماد على الطاقة غير التقليدية مثل الطاقة الشمسية والرياح لتقليل استخدام الطاقة التقليدية لصعوبة وارتفاع تكاليفها، كما يجب الاهتمام بالطرق الفنية وترشيد استخدام المياه الجوفية بأسلوب يختلف تماماً عن أراضى الدلتا والأراضى القديمة، حيث توجد بعض المشاكل التى تحتاج إلى حلول متطورة، مثال ذلك الآبار المتدفقة والاختلاف الكبير فى الاحتياجات المائية بين الزراعات الصيفية والشتوية والليل والنهار ومشاكل الصرف فى المنخفضات والدورة الزراعية ونوعية المزروعات، بالإضافة إلى الموروثات وعادات وطرق الرى، خاصة لأهل الواحات. هناك أيضاً الخزانات الجوفية قليلة الملوحة التى يمكن تنميتها واستخدامها فى بعض الزراعات المناسبة.
هل يمكن التحكم فى الخزان الجوفى لمنع الهدر وتقليل التلوث؟
- نعم يمكن التحكم ومنع الهدر وتقليل تأثير التلوث عن طريق المراقبة، وذلك يتطلب توفير شبكات مراقبة على مختلف المستويات الموقعية والإقليمية، ويجب أن تغطى شبكات المراقبة المكثفة المناطق ذات الحساسية للتلوث مثل المناطق الصناعية والمناطق الزراعية التى تستخدم مياه الصرف الزراعى والصناعى والآدمى فى أغراض الرى، كما يجب اتخاذ عدد من الإجراءات الإضافية منها على سبيل المثال لا الحصر عدم السماح بأى تخلص جوفى مباشر كالحقن للمخلفات السائلة، وعدم السماح بدفن النفايات الصلبة إلا بعد اتباع الأسس التى تضمن عدم تلويث المياه الجوفية فى محيطها، وأيضاً يجب التحكم فى الكيماويات الزراعية وترشيد استخدامها والتأكيد على تنقية مياه الصرف الصناعى وتدويرها قدر الإمكان قبل التخلص منها بطريقة غير ضارة بالبيئة، وتقنين إعادة استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة، ويمكن أيضاً اتباع الأسس العلمية فى اختيار مواقع آبار الشرب وتصميمها مع عزلها ومنع أى أنشطة فى مجال حرم البئر، مع ضرورة استكمال شبكة مشروعات الصرف الصحى، وإنشاء منظومات للتخلص من النفايات الصلبة بأنواعها، كل ما سبق مع عدم إهمال دور التوعية وأهميتها قبل أن يصل تدهور المياه الجوفية إلى حالة لا يمكن الرجوع فيها وتصبح المياه الجوفية غير متاحة للاستخدام، لذا لا بد من التوسع فى حملات التوعية مع توسيع قاعدتها لتشمل الوزارات المعنية والأفراد على جميع المستويات.
وما إمكانية تنمية الخزانات الجوفية عن طريق شحنها مائياً على سبيل المثال؟
- من الممكن تنمية الخزانات الجوفية عن طريق شحنها مائياً فى حالة توافر مصدر مياه فائض عن الاستخدام وهو من الصعب تحقيقه فى مصر خلال الفترات المقبلة، حيث إنه من المتوقع وجود عجز أصلاً فى الموارد المتاحة، إلا أن الشحن للخزانات الجوفية بغرض تنميتها وتحسين نوعيتها هو خيار قائم وممكن فنياً واقتصادياً إذا توافرت المياه التى من الممكن شحنها.
وما الفرق بين الخزانات الجوفية المتجددة وغير المتجددة؟ وما معدلات التجدد؟
- الخزانات المتجددة هى التى تتغذى طبيعياً عن طريق الأمطار أو عن طريق مياه الرى والترع والقنوات والبحيرات المائية، كما هو الحال فى خزان المياه الجوفية بالدلتا والوادى، وعادة ما تكون إمكاناتها المائية جيدة من حيث الكمية والنوعية، إلا أنها فى ذات الوقت تكون قابليتها للتلوث عالية، وفيما يتعلق بمعدلات تجدد الخزانات الجوفية، فيتم تقديرها بنحو 1.3 مليار متر مكعب فى السنة فى الخزان الجوفى بحوض النيل والدلتا، وهذا الرقم قد يحتاج إلى تحديث، حيث يتغير من دراسة لأخرى، والمصدر الرئيسى لإعادة شحن وتغذية المياه الجوفية داخلياً هو الرشح من مياه الرى فى الوادى والدلتا.