بريد "الوطن"| هجرة شبابنا.. ونزيف الكفاءات

كتب: بريد الوطن

بريد "الوطن"| هجرة شبابنا.. ونزيف الكفاءات

بريد "الوطن"| هجرة شبابنا.. ونزيف الكفاءات

سامح إقلاديوس، حفيد المهندس السكندرى الراحل فرج إقلاديوس، مدرس لغة فرنسية متميز بحسن الأخلاق والوقار، والتمكُّن من مادته العلمية، حاصل على العديد من الشهادات العليا، وما بعد الجامعية، أهّلته لأن يتبوأ فى وقت قصير العديد من المراكز القيادية فى واحدة من أهم مدارس الإسكندرية.

سامح واحد من الملايين الذين شاركوا فى ثورتَى الخامس والعشرين من يناير، والثلاثين من يونيو، عاش ككل المصريين المخاض العصيب الذى مرت به البلاد حتى تولى المشير عبدالفتاح السيسى رئاسة البلاد. منذ أسابيع قليلة تحدثت معه تليفونياً فصُعقت عندما أعلمنى بأنه حاصل وأسرته على حق الهجرة لكندا، وأنه قرر الذهاب إلى تلك البلاد الباردة بلا عودة. سامح الذى يعشق تراب الوطن لم تراوده أبداً فكرة الرحيل عن بلاده حتى فى أسوأ أزماته، فما الذى جرى له؟ أخبرنى، والحزن ظاهر على نبرة صوته، بأنه ترقّب كما ترقب المصريون استقرار أحوال البلاد، وكان شاهداً على تشكيل حكومتين فى عهد الرئيس السيسى، ولكنه أيقن أنه لا أحد من المسئولين لديه لا الرؤية ولا الاستراتيجية لإصلاح حال التعليم المتهالك فيها، وتغيير تلك الأنظمة البالية التى عفا عليها الزمن، ولا تؤدى إلا للمزيد من الجهل والتخلف. حدثنى سامح عن ثمانين مليار جنيه هى حجم ميزانية الوزارة، يُصرف معظمها على شكليات بلا أى طائل منها، وختم مكالمته معى بقوله: «يبدو أن زمن التغيير والبناء لم يمر بعد على بلادنا».

القصة هنا ليست قصة سامح، إنما هى قصة وطن يعانى منذ أكثر من ثلاثين عاماً من نزيف متواصل فى الكفاءات والخبرات، وهذا من شأنه أن يصاحبه تراجع طردى فى معدلات التنمية البشرية، القصة هى قصة وطن غاب عن مشروعه القومى الاهتمام بالتعليم، ونسف المنظومة البالية، أم أن زمان التغيير لم يمر بعد على بلادنا؟

                                    يوسف حلمى جودة

 

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com

 


مواضيع متعلقة