ببساطة| ما هو نادي باريس.. وكيف تتعامل مصر معه؟
![الدولار - أرشيفية](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/15178922961515346716.jpg)
الدولار - أرشيفية
يعود الحديث عن نادي باريس إلى ما بعد الإطاحة بالرئيس الأرجنتيني خوان دومينجو بيرون عام 1955، إذ أراد النظام الجديد حينها إعادة هيكلة ديون البلاد مع الدائنين، وتقدمت الدولة اللاتينية بطلب عضوية لصندوق النقد والبنك الدوليين من أجل جدولة الديون والوفاء بالالتزامات المالية.
عقدت الأرجنتين اجتماعا مع دائنيها الرئيسيين في 16 مايو 1956 بالعاصمة الفرنسية باريس، بدعوة من وزير الاقتصاد الفرنسي، وكان هذا الأمر بمثابة انطلاق غير رسمي لكيان نادي باريس.
*التشكيل الأولي للنادي وأعضائه:
عام 1962، أصبح نادي باريس بجانب صندوق النقد والبنك الدوليين بمثابة أداة استراتيجية للدول المتقدمة كي يكون لها قبضة على الاقتصاد العالمي.
تشكل نادي باريس من إحدى عشرة دولة متقدمة في بادئ الأمر، ارتفعت بعدها إلى تسع عشرة دولة، ثم انضمت لها دولة مؤخرا ليصبح العدد عشرين.
من أبرز تلك الدول: "أستراليا وأمريكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا وآيرلندا وإيطاليا واليابان وروسيا والسويد وسويسرا وبريطانيا وكندا"، وهي عبارة عن الدول الدائنة وأحيانا ينضم لها دول أخرى غير دائمة في بعض المناسبات.
*الهدف من إنشاء نادي باريس:
يلتقي أعضاء نادي باريس كل ستة أسابيع في "بيرسي"، ويترأس هذا الاجتماع –الذي يحضره مسؤولون من العشرين دولة– مسؤول رفيع المستوى من وزارة المالية الفرنسية.
خلف الأبواب المغلقة، يتم مناقشة العديد من القضايا المالية المتعلقة بالدول المدينة والتي أثقلت الديون كاهلها ربما نتيجة حروب أو صراعات دموية أو أزمات اقتصادية.
يكمن الهدف العام لنادي باريس في مساعدة الدول المدينة على سداد ديونها والخروج من أزماتها المالية، وتحسين أحوالها الاقتصادية والحيلولة دون إفلاسها.
تتم جدولة ديون تلك الدول من قبل النادي بتوصية ضرورية من صندوق النقد، وبالتالي، لابد أن تكون الدولة عضوا في الصندوق وأبرمت اتفاقا معه، وقبل جدولة ديونها بواسطة النادي، ستكون مرت بالعديد من الإجراءات التقشفية وبعض الإصلاحات الأخرى.
يتم اللجوء لنادي باريس لإعادة جدولة الديون أو شطب جزء منها أو إلغائها بالكامل كملاذ أخير غالبا قبل التعثر في السداد.
*كيفية أداء المهام:
عند تقدم دولة مدينة بطلب لجدولة ديونها أو شطب البعض منها كملاذ أخير، يرسل صندوق النقد برنامجه وشروطه التي اتفق عليها مع تلك الدولة لنادي باريس لمراجعتها ومعرفة مدى التزام تلك الدول بتنفيذ الإصلاحات المطلوبة.
يتم عقد مناقشات بين مسؤولي نادي باريس، ومندوب الدولة المدينة لبحث كيفية الخروج من أزمتها والحيلولة دون إفلاسها، وفي هذه الأثناء، تتم جلسة أشبه باستجواب للدولة المدينة وهنا تكمن قوة الدول الأعضاء.
بعد ذلك، يخرج مندوب الدولة المدينة من الاجتماع، وتنعقد جلسة مغلقة على الدول الأعضاء للنادي لبحث كيفية جدولة ديون هذه الدولة وإخراجها من أزمتها ومدى إمكانية شطب ديونها، وبعد التوصل إلى اتفاق مشترك، تبلغ المقترحات للمدينين لبحثها مجددا.
يرى بعض الخبراء، أن وجود دولة مدينة في مناقشات مع نادي باريس أشبه بالخضوع بالنظر إلى كيفية الاستجواب والمفاوضات معها وعرض الشروط والمقترحات عليها.
* مصر والنادي
قبل عام تحديدا، ارتفع إجمالي ديون مصر لتجمع دول نادي باريس إلى نحو 3.7 مليار دولار بنهاية السنة المالية الماضية 2016 - 2017، من 3.5 مليار دولار بنهاية مارس الماضي، وذلك من إجمالى ديون مصر الخارجية البالغة 79 مليار دولار بنهاية يونيو 2017، بارتفاع قدره 200 مليون دولار.
وسددت مصر مؤخرا حوالي 700 مليون دولار، قيمة قسط من المديونيات الخارجية المستحقة لدول نادى باريس، وهي أقساط تسددها القاهرة كل 6 أشهر لتلك الدول، بعدما دفعت 700 مليون دولار في يوليو 2017.