هيثم دبور يروي تاريخ شخصية المسيحي في السينما المصرية بـ"ليل داخلي"

كتب: شريف حسين

هيثم دبور يروي تاريخ شخصية المسيحي في السينما المصرية بـ"ليل داخلي"

هيثم دبور يروي تاريخ شخصية المسيحي في السينما المصرية بـ"ليل داخلي"

تناول السيناريست هيثم دبور، في حلقة اليوم من برنامجه "ليل داخلي" على راديو "إينرجي"، شخصية المسيحي في السينما المصرية.

وقال "دبور" إن أول تجسيد لشخصية المسيحي في السينما المصرية، كانت من خلال فيلم قصير يحمل اسم "المعلم برسوم يبحث عن وظيفة" سنة 1921.

وأوضح دبور، أن هناك أفلاما عديدة ركزت على الشخصية المسيحية في الفترة التي تلت فيلم "المعلم برسوم"، كان تركيزها بصورة أكبر على السيدات الأجنبيات المسيحيات المقيمات في مصر، وكان أغلبها يدور حول صراع الثقافات والهوية بين الشاب المصري المسلم والسيدة المسيحية.

وأشار إلى أن أشهر هذه الأفلام "قبلة في الصحراء" عام 1928 بطولة فاطمة رشدي وبدر لامع، ويتناول علاقة حب بين شاب بدوي وفتاة أمريكية تعيش في مصر، وتضطره الظروف للهروب إلى الصحراء حيث يتعرف على الفتاة وينتهي الفيلم بنهاية سعيدة ويتزوجا.

وبعدها جاء فيلم "وخز الضمير" عام 1931 بطولة أحمد جلال وعبدالسلام النابلسي، ثم فيلم "أولاد الذات" عام 1932، ويتناول تيمات شبيهة بتيمة "قبلة في الصحراء".

وتابع "دبور" أن اعتراض الكنيسة على الأفلام بدأ مع فيلم "الشيخ حسن" عام 1952 والذي تغير اسمه إلى "القدر" وعرض بعدها بعامين وتوقف وقتها بتدخل من جمال عبدالناصر شخصيا، وكان يحكي قصة فتاة مسيحية رأت الكنيسة أن الفيلم يقدمها بصورة منحلة أو منفتحة بشكل غير مقبول، ورأت أن الفيلم يشوه صورة المسيحية المصرية، خاصة أنه كان معاكسا لهوى الثورة القائم على التسامح والتقارب بين المسلمين والمسيحيين، حيث أشهرت الفتاة إسلامها في نهاية الفيلم وتزوجت من حسين صدقي.

وأردف "دبور" أن هند رستم كانت قاسما مشتركا في فيلمين تناولا الشخصية المسيحية، أولهما "شفيقة القبطية" الذي يحكي قصة واحدة من أشهر راقصات مصر في أوائل القرن العشرين، ولم يتناول الفيلم القصة الحقيقية للراقصة بعد إدخال عدة تعديلات درامية، والثاني هو فيلم "الراهبة"، الذي يتحدث عن شقيقتين تمتلكا استراحة في لبنان، إحداهما تقع في حب مرشد سياحي لا يبادلها نفس المشاعر بينما يقع في حب شقيقتها الصغرى، فتفشل الشقيقة الكبرى في نسيان هذا الألم، وتذهب إلى الدير لتتحول إلى راهبة.

وقال دبور إن بعض الأفلام قدمت شخصية المسيحي بشكل كوميدي مثل فيلم "الإرهابي"، الذي تضمن شخصية جسدتها الفنانة ماجدة زكي زوجة مصطفى متولي المسيحي العطوف، بينما هي أكثر تشددا منه.

وفي فترة التسعينات صدرت مجموعة من الأفلام التي تتناول شخصية المسيحي مثل "التحويلة" الذي قدم فيه نجاح الموجي دورا مميزا عام 1996، ويدور حول مسيحي يتعرض لأزمة يتصدى ضابط مسلم للدفاع عنه، وينتهي بقتل الضابط والمتهم، كنوع من الدلالة على أن الظلم والإرهاب لا يفرق بين أديان ولا يفرق بين المسلم والمسيني، وهو يشبه قصة فيلم "كلام في الممنوع" حيث ماجد المصري طبيبا مسيحيا يُتهم ظلما بقتل زوجته، ويتصدى للدفاع عنه ضابط مسلم هو نور الشريف.

وأضاف دبور "أما الفيلم أكثر إثارة للجدل (بحب السيما) فكان بالكامل عن أسرة مسيحية ولم نر فيه أي شخصية مسلمة وكان مغايرا ومختلفا، يتحدث عن صراع هذه الأسرة مع الحياة والفن والتشدد والجنة والنار، في كتابة بديعة وإخراج بديع من هاني فوزي، وبطولة محمود حميدة وليلى علوي".

وأشار إلى أن "بحب السيما" واحد من أجرأ الأفلام وقد تعرض لهجوم كبير من الكنيسة، إلا أن وزير الثقافة وقتها، تصدى لعرضه في السينمات.

ولفت دبور إلى أن أفلام مثل "حسن ومرقص" لعادل إمام وعمر الشريف تسمى "أفلام المناصفة"، لأن "الفيلم مقسوم بالمسطرة بفكرة لطيفة حول تخفي مسلم في حياة مسيحي ومسيحي في حياة مسلم".

وتحدث "دبور" أيضا عن فيلم "واحد صفر" لمريم نعوم والذي يتحدث عن حق الزواج الثاني بالنسبة للسيدات المسيحيات، وكذلك عم فيلم "لامؤاخذة" لعمرو سلامة الذي يحكي قصة طفل مسيحي ينتقل إلى مدرسة حكومية ويخشى الاعتراف بديانته في المدرسة الجديدة.

وتابع أن هناك فيلمين لوحيد "حامد أرى أنه قدمها بجمل حوارية شديدة العبقرية حتى لو كانت الشخصية غير أساسية مش شخصية أحمد بدير (ملاك أرمانيوس) في عمارة يعقوبيان"، بينما الفيلم الثاني هو "الوعد"، الذي يتضمن جملة أيقونية شهيرة يقولها اثنين من القتلة المأجورين أحدهما مسلم والآخر مسيحي "أنا مسيحي عصي وإنت مسلم عصي وربنا هيحاسبني إحنا الاتنين"، ووصف "دبور" هذا الحوار "واحدة من الجمل الذكية التي يتميز بها حامد طوال الوقت".

أما فيلم "الخروج من القاهرة"، بطولة محمد رمضان وأحمد عزمي، فقد أذيع في مهرجان دبي، ويروي قصة حب بين طارق المسلم وأمل الفتاة المسيحية وكان هناك خطا موازيا عن علاقة حب بين مسيحي ومسلمة ولم يكن الخط الأساسي في الفيلم.

 


مواضيع متعلقة