رسالة التجار لمروجي شائعات ارتفاع الأسعار: نقطونا بسُكاتكم
زحام
وكأن موجة الغلاء التي شهدتها الاسواق ينقصها الشائعات لكي تزداد ضراوة بداية العام الجديد، وكأن المصريين يساهمون بأنفسهم في معاناتهم باحاديث لايقصدونها لتوقعاتهم بارتفاعات أسعار السلع كسعر البنزين ورغيف الخبز مرة والأرز والسكر واللحوم وغيرها مما يؤدي إلى تخوف واضطراب ورفع الأسعار.
رصدت "الوطن" كيف تكون الشائعة عاملاً من عوامل رفع الأسعار في الأسواق ودرجة من درجات الاحتكار.
يقول إبراهيم العربي رئيس الغرفة التجارية للقاهرة، إن ارتفاع الأسعار يرجع لاسباب حقيقية دعمتها الشائعات فزدات الأسعار بمعدل غير مسبوق، لافتًا إلى أن مشكلة الشائعات أنها تأتي في اوقات حرجة يصعب فيها على الدولة والاجهزة المختلفة متابعة كل تاجر أو مستغِل.
وكشف "العربي" عن توقعات بتراجع أسعار السلع والخدمات والمنتجات المختلفة بصورة ملحوظة خلال الربع الأول من 2018، مع استمرار تراجع معدلات التضخم بصورة شهرية.
وقال إن انخفاض التضخم السنوي إلى 26.7% في نوفمبر الماضي مقارنة بـ 31.8% في أكتوبر الماضي، مؤشر علي توقف الزيادة المتنامية التي شهدتها أسعار كافة السلع والخدمات والمنتجات، لافتًا إلى أن التضخم يسجل أقل من هذه الأرقام لولا خطوة تحريك أسعار الاتصالات، إلى جانب دخول موسم الشتاء والاقبال على الشراء.
وأكد أن الأهم من مسألة تراجع معدلات التضخم هو الثباب النسبي الذى تشهده اسعار السلع حالياً، بخلاف الأشهر الماضية التي كانت تشهد تغيير متسارع في سلع السلعة الواحدة بشكل يومي، بل ومن منطقة إلى أخرى بسبب الاضطرابات الكبيرة التي شهدها السوق جراء تحرير سعر الصرف فى نوفمبر 2016.
وكشف تقرير شعبة المواد الغذائية بالغرفة، عن توافر كافة السلع خاصة الأساسية و ثبات أسعارها مع وجود انخفاضاً متفاوتاً في أسعار بعض المنتجات، بالإضافة إلى وجود عروض علي زيوت الذرة تصل إلي 10%، وأشار تقرير شعبة الحبوب إلى ثبات اسعار البقوليات وتراجع سعر الفول بنسبة 5% والفاصوليا 5% مع استقرار اسعار العدس، وأن هناك زيادة في المعروض منها.
أما اللحوم المستوردة، فبها وفرة كبيرة بحسب تقرير مستوردي اللحوم بالغرفة، وذلك بعد استيراد الحكومة كميات من اللحوم الحية والمجمدة وطرحتها بالمجمعات الاستهلاكية، والافراج عن الرسائل بما يؤدي إلى زيادة المعروض ومن ثم ضبط الأسعار.
ونبه "العربي" إلى أن الأسماك تشهد وفرةً في المعروض من شأنها تثبيت الأسعار، خاصة في الأسماك الشعبية مثل البلطي والبوري، وكذلك الخضر والفاكهة، مع تراجع بعض أسعارها.
ويقول أسامة سلطان رئيس الغرفة التجارية بالشرقية، لـ"الوطن": "توفر الشائعة المناخ للاحتكار من جانب بعض التجار، تمهيدا لعرض بضائعهم بأسعار عالية، ومع ذلك فإن الارتفاع اذا كان وهمياً فلن يستمر طويلاً، ولكن منتهزى الفرص يستطيعون خلال هذه الفترة الوجيزة أن يحققوا أرقاماً خيالية من خلال بث هذه الشائعات فى الاسواق، ويتلقاها المواطنين وعلى الفور تظهر المعاناة، ويغذى الناس تلك الشائعات التى تسرى فى الاسواق بسرعة البرق".
وتابع: "الارتفاع الناجم في السلع الغذائية لم نصنعه نحن كتجار سواء بقصد أم بدون قصد، ولكن له مبرراته ودوافعه الاضطرارية، ومن أهمها الارتفاع العالمي في الأسعار، وهناك عوامل أخرى لارتفاع الأسعار محلياً ومنها مثلاً نفاذ الكميات والسلع التي كانت مخزونة لدينا، والتي كنا نبيعها بسعرها القديم وبالتالي عندما تأتي لشراء سلع ومواد بالسعر الجديد المرتفع، فإن البيع للمستهلك بالطبع سيكون بسعر مرتفع، وهناك حقيقة ربما قد تكون غائبة عند البعض وهي أننا كتجار لا نرضى بارتفاع الأسعار لسبب بسيط جداً وهو أننا نريد أن نكسب فمن سيشتري بالسعر المرتفع".