من "الموتوسيكل" لـ"التوك توك".. وسائل لجأ إليها منفذو الهجمات الفردية

كتب: سمر صالح

من "الموتوسيكل" لـ"التوك توك".. وسائل لجأ إليها منفذو الهجمات الفردية

من "الموتوسيكل" لـ"التوك توك".. وسائل لجأ إليها منفذو الهجمات الفردية

"سيارة ودراجة بخارية وآخرها توكتوك".. وسائل مواصلات عادية يستقلها المواطنون يوميا، إلا أنها جذبت أنظار منفذي الحوادث الإرهابية وجرائم الاستهداف الفردية، في الآونة الأخيرة، فتكرر مشهد تنفيذ مجهول لهجوم بواسطة "موتسكل" أو من داخل "توك توك" كما حدث في الساعات الأولى من صباح اليوم في منطقة العمرانية بالجيزة.

وأطلق مجهول النيران تجاه محل لبيع "الخمور" بمنطقة العمرانية، وفر هاربا مستخدما "توك توك" باتجاه الطريق الدائري.

وتسبب الهجوم في مقتل شقيقين قبطيين، أشرف بولس وشقيقه عادل، أمام محل الخمور الكائن بشارع "الدكتور" في العمرانية، وقتلا في أثناء تقديم بعض المساعدة لجارهما صاحب محل "البيرة".

- "الدراجات البخارية"

قبل يومين، استهدف مسلحان يستقلان دراجة بخارية أفراد الأمن المكلفين بتأمين كنيسة مارمينا بحلوان، واستهدفا المحال المجاورة للكنيسة، ما أدى إلى استشهاد 10 أشخاص، و5 مصابين.

وتعود تفاصيل الحادث، إلى أن إرهابيًا يحمل سلاحًا آليًا حاول اقتحام كنيسة "مار مينا" في منطقة حلوان، وحسبما أكدت مصادر لـ"الوطن"، أن قوات الأمن تصدت للإرهابي وقتلته.

حادث كنيسة حلوان ليس الأول من نوعه الذي يلجأ فيه الإرهابيون إلى استخدام "الدراجة النارية" لتنفيذ جريمتهم، في يوليو الماضي، أثناء مرور إحدى سيارات القول الأمني المعين لملاحظة الحالة، بدائرة مركز شرطة البدرشين بالجيزة، وأطلق 3 مجهولون يستقلون دراجة نارية أعيرة من سلاح آلي بحوزتهم تجاه السيارة، وبادلهم أحد ضباط الشرطة إطلاق النيران، وهو ما أجبرهم على الفرار هاربين.

- "السيارات"

في نوفمبر الماضي، خلال حواره مع الإعلامي عماد أديب، كشف عبدالرحيم محمد عبدالله المسمارى، الإرهابي الليبي، تفاصيل هروبه خلال العملية التي شنتها القوات المصرية على منفذي حادث الواحات، ثم إلقاء القبض عليه من قبل قوات الأمن المصري.

وأوضح الإرهابي، خلال حواره مع الإعلامي عماد الدين أديب ببرنامج "انفراد" أنه كان يستقل سيارة مع العقيد محمد الحايس لم تتعرض للتفجير، وبعد الضربة التي وجهها الجيش المصري لزملائه ووفاتهم جميعًا اضطر للمشي في الصحراء من الساعة التاسعة حتى الفجر.

وفي أكتوبر الماضي، ‏‫نجحت القوات في سيناء في التصدي لمحاولة هجوم 5 إرهابيين يستقلون سيارة ربع نقل عقب قيامهم بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات التي اشتبكت معهم.

- "سيارات الدفع الرباعي"

ظهرت سيارات الدفع الرباعي مع الإرهابيين منفذي حادث الواحات، في أكتوبر الماضي، في أثناء تصفيتهم من قبل المقاتلات المصرية، على الحدود الليبية.

وأعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة، العقيد تامر الرفاعي، أن القوات الجوية هاجمت منطقة اختباء العناصر الإرهابية على طريق الواحات بإحدى المناطق الجبلية غرب الفيوم.

ومن قبل، في حادث استهداف أتوبيس الأقباط في المنيا، الذي وقع في مايو الماضي، استخدمت العناصر الإرهابية، 3 سيارات دفع رباعي، ثم أطلقت النيران بشكل عشوائي تجاه أتوبيس يقل عددا من المواطنين الأقباط أثناء سيره بالطريق الصحراوي الغربي دائرة مركز شرطة العدوة، بحسب بيان وزارة الداخلية.

- "سرقة سيارات النظافة وسيارات الإسعاف"

في يناير من العام الماضي، قامت عناصر إرهابية بشن هجوم على مقر شركة النظافة بمدينة العريش، ما أسفر عن إصابة 5 من العاملين بالشركة، إضافة إلى احتراق عدد من السيارات الخاصة بالشركة.

وقال شهود عيان، إن مسلحين متنكرين في زي عمال نظافة استقلوا سيارة قمامة تمت سرقتها، وأشعلوا النيران في قسم المهمات بالشركة، وقسم الوقود وقطع الغيار، وأحرقوا 32 سيارة مختلفة الأحجام والأنواع، بالإضافة إلى لودر كبير كان يقف بجانب باب المخزن.

وفي وقت سابق، خطف مسلحون سيارة إسعاف تحت تهديد الأسلحة النارية لسائقها في شمال سيناء، وقيام خاطفيها بتجريدها من الأدوات والأجهزة والأدوية والمحاليل الطبية.

"عمليات فردية بواسطة وسائل تنقل متاحة يسهل استخدامها".. هكذا فسر سامح عيد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، لجوء منفذي هذه الهجمات إلى استخدام وسائل مواصلات متاحة ومتداولة في الشارع المصري.

وأضاف "عيد"، لـ"الوطن"، أن هذه عمليات فردية يصعب السيطرة عليها، توجهها هذه التنظيمات لتزيد من الضغط على قوات الأمن، وتلجأ فيها إلى الشباب والوسائل البسيطة التي يسهل سيرها في الشارع لتشتيت أجهزة الدولة.

وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن قانون الكونجرس الأمريكي، الذي يتم طرحه حاليا بشأن حماية الأقباط في مصر قد يتسبب في تزايد مثل هذه الحوادث الفردية لزيادة الضغط الدولي على مصر من مدخل حماية الأقباط.

وأيده في الرأي اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، موضحا أن الإرهابيون يستخدمون الوسيلة المتاحة أمامهم والتي تساعدهم على الدخول في المكان المستهدف دون لفت نظر.

وأضاف المقرحي، لـ"الوطن"، أنه إذا استخدم منفذ حادث العمرانية سيارة فاخرة في هذه المنطقة يثير انتباه الأهالي ولكن تعمد استخدام الوسيلة الشائعة والمتداولة هناك.

وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الجماعات الإرهابية هذه الأيام ليس لديهم الإمكانيات المتاحة لاستخدام سيارات فاخرة في تنفيذ عملياتهم إلا إذا كانت مسروقة، والهدف من هذه العملية الفردية محاولة إثبات بأن قانون الكونجرس الأمريكي له صدى واسع.


مواضيع متعلقة