"الفصال عادة والرزق صدفة".. "دفة 2017" في مركب "أدهم المراكبي"

"الفصال عادة والرزق صدفة".. "دفة 2017" في مركب "أدهم المراكبي"
- ارتفاع الأسعار
- الرحلات السياحية
- قصر النيل
- مراكب
- رحلات نيلية
- ارتفاع الأسعار
- الرحلات السياحية
- قصر النيل
- مراكب
- رحلات نيلية
"مركب يا هانم.. مركب يا بيه".. كلمات يستقبلك بها شاب عشريني ذو ملامح تنتمي لطمي النيل الذي يقف على ضفافه جوار النادي الأهلي، يجذب المواطنين بصوته العالي نحوه لعرض عليهم زيارة مناطق الرحلة السياحية وأسعارها، ليصطحب من يوافق على عرضه نحو "مركبه" بمرسى المراكب بعد حجز "الزبون" تذكرة بـ 5 جنيهات.
حالة من الضجيج تسيطر على مرسى المراكب، وخاصة مركب "أدهم كريم"، صاحب الـ 26 عامًا، بعد تشغيل الأغاني الشعبية بصوت مرتفع، كنوع لجذب الزبائن، وبعض "المراكبية" يتسارعون على اقتناص وإقناع المواطنين باستقلال مراكب خاصة "مركب خاصة يا بيه.. مركب للأسرة".
"ورثت المهنة دي عن عمي وأبويا وجدي، بدأتها لما كان عندي 11 سنة"، يروي أدهم قصة كفاحه منذ 13 عامًا حينما كان يتقاضى "5 قروش" يوميا، وهو المبلغ الذي الذي كان يكفيه بشكل كامل حيث كان يخرج في نزهات، فهو كان في هذا الوقت يساعد أبيه على جمع الركاب وتحميلهم حيث كانوا يدفعون في هذا الوقت ربع جنيه فقط.
مثله كمثل البائعين في الأسواق، يعاني الشاب العشريني من "فصال الزبائن" قبل استقلالهم المركب "حتى الناس اللي جايه من طيارة بتفاصل معانا"، مواصلا حديثه ارتفاع الأسعار أدى إلى حالة من الركود في الرحلات.
مشاهير كثيرة التقى بهم "أدهم" خلال سنوات ماضية، لم يتذكرهم جميعًا لكن ما علق في ذهنه هو ذكرياته مع الممثل "عمرو سعد" عندما قام بتأجير أحدى المراكب التي يقودها والتي تحمل اسم "الروش" سابقًا أو "الماجيك" حاليًا، والتي أصبحت في هذه اللحظة مستعدة لبدء رحلتها القصيرة التي لا تأخذ من الوقت الكثير.
3 أطفال، آخرهم "وعد"، التي كان مولدها من مصادر الفرحة لـ"أدهم" في عام 2017، هؤلاء الأطفال تعهد الشاب العشريني بأنه لن يسمح لأحدهم أن يشترك معه في عمله كـ"مراكبي"، لأنهم يجب أن يصبحوا "أحسن منه"، وفي سبيل ذلك يستيقظ "أدهم" من ساعات الصباح الأولى متحملًا مصاعب جديدة يواجه بعضها من الشرطة النيلية التي تطالبه يوميًا بتصريحات جديدة تارة ومن أسعار الزيوت والبنزين التي ترتفع باستمرار تارة أخرى.
ذكريات عالقة في ذاكرة أدهم كريم من عام 2017، التي كانت برغم صعوبتها بالنسبة له على مستويات كثيرة، بها بعض اللحظات الجيدة، منها حصوله في أحد الأيام على 3 آلاف جنيه، رغم ركود الرحلات السياحية منذ شهرين، عن طريق آخر سائح تعامل معه الشاب العشريني، في مشهد يصور بالفعل معاناة "كريم" وغيره من زملائه في مهنته، "كان بيجيلنا سياح زمان كتير جدًا سياح روس وألمان، بس دلوقتي بقوا معظمهم خلايجة ويمنيين بس، ومش عارفين الروس هيرجعلونا إمتى تاني".
المشروعات والكباري الجديدة التي شرعت الدولة في بنائها هي أفضل ما حدث خلال عام 2017، وفقًا للمراكبي، وأهميتها ليست له فقط بل للجميع، "الكباري والطرق الجديدة اللي بتفتح طرق جديدة للرزق، مش ليا بس، للناس كلها".