"بره الدنيا".. أهالي "الحوطا الشرقية" بأسيوط يستغيثون: "عايزين كوبري"
أهالى الحوطا أثناء تشييع جثمان أحد أهالى القرية
شكاوى متعددة واستغاثات يطلقها الأهالى للنظر إلى قريتهم وانتشالها من براثن الإهمال، فتارة يستغيث الأهالي بوزارة التربية والتعليم بسبب قلة عدد المدرسين فى المركز بسبب الانتداب والنقل الجائر بالواسطة والمحسوبية للمعلمين، وتارة أخرى يسعون إلى إيصال أصواتهم إلى وزارة الداخلية بسبب الخوف والقلق الذي يسيطر عليهم من البلطجية والمسجلين أحكام وتجار المخدرات.
ولم يبرح المسؤولون حل هاتين المشكلتين إلا ولاحت كارثة أخرى، تهدد "الحوطا الشرقية"، إحدى قرى مركز ديروط المنسية في أسيوط، جعلت أهلها يعيشون في عزلة تمامًا، لعدم وجود وسيلة مواصلات في هذه القرية سوى "المعدية"، يعبرون بها نهر النيل، آملين في بناء جسر يربطهم بالحياة.
"الهم والسواد الموجود في الدنيا كلها ولا نبالغ إذا قلنا إننا خارج التغطية" معاناة أهل "الحوطا" حاول أحمد يحيى من أهالى القرية أن يجسدها، في حديثه لـ"الوطن"، مؤكدا أن هناك طلبة وموظفين تعاني منذ سنوات يوميًا في الذهاب للعمل والمدارس، التى تقع فى الناحية الغربية من النهر، من خلال "المعديات"، والتي يتعرض الأهالى للموت كل يوم.
نهر النيل ما يفصل بين "الحوطا" والقرى المجاورة لها ما جعل الأهالي في شبه "عزلة" بسبب قلة "المعديات"، مضيفا "يحيى"، أنه يوجد كوبري يربط شرق النيل بغربه يريح الأهالي، وأن هناك بالقرية "عبارة نهرية" تتعطل في العام 11 شهرًا الأمر الذي يتسبب في انفصالهم عن جيرانهم من الغرب، وتعطل مصالحهم.
ووصف أحمد محمود، من أهالي القرية ما يمرون به يوميا، بأنه عندما يريد أحد الأهالي الحصول على أي مصلحة من المدينة في وقت متأخر فإنه يحتاج إلى 100 جنيه ذهابا وإيابا، لأن كل شيء "خصوصي"، "فالمواصلات خصوصي، والطبيب خصوصي ويكلف أضعاف تكلفته الحقيقية يعني الفقر حاطط علينا لما دبحنا.. والحل في سرعة رصف الطريق"، على حد تعبيره.
واستغاث "محمود"، بالمسؤولين أن يزوروا القرية، ليعرفوا المعاناة التي يعيشها الأهالي، وشاركه في الرأي عادل محمد من أهالي القرية، مضيفًا أن العبارة النهرية تخدم أكثر من 10 قرى، وأن حوادث الغرق تكررت، والإصابات من الزوارق الصغيرة ليلًا ونهارًا لكن "لا حياة لمن تادي"، بحسب وصفه.
من جانبه، ذكر مصدر في مجلس مدينة ديروط، أنه بالمعاينة على الطبيعة تبين وجود حالة ترسب رمال وطمي أمام مرسى العبارة ما يعيق تشغيلها، وأنه جارٍ التعامل مع معهد بحوث مياه النيل في القاهرة وحماية النيل في المنيا لحل هذه المشكلة.