بالصور| "Sadat سادات".. حدوتة فيلم لم يعرض إلا في "محكمة عابدين"

بالصور| "Sadat سادات".. حدوتة فيلم لم يعرض إلا في "محكمة عابدين"
من دور العرض السينمائية بالولايات المتحدة الأمريكية إلى محكمة عابدين، كانت رحلة فيلم "السادات" الذي أنتجته شركة "كولومبيا" الأمريكية، بعد عامين من وفاة الرئيس الراحل، فذاع صيته ومُنع بقرار وزاري من العرض في مصر ومنع تداول حتى صوره.
في العام 1983 تم إنتاج أول فيلم عن الرئيس السادات، بطولة الممثل الأمريكي ذي البشرة السمراء لويس جوست جونيور، الحاصل على جائزة أكاديمية إيمي، وكان اسم الفيلم "Sadat سادات"، وحصل الفيلم على جائزة سينمائية، إضافة إلى أنه رُشح إلى جائزة إيمي، حمل العديد من المغالطات التاريخية، كأن صديق للسادات قتل أحد وزارء الملك فاروق، وأن السادات ألقى كلمته بإنهاء الاستعمار الإنجليزي وانتهاء الحكم الملكي، ثم اتجه إلى إسرائيل ليقابل صديقه مناحم بيجن، بغرض إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي واستعادة سيناء للجيش المصري، وينتهي الفيلم لحادثة المنصة في 6 أكتوبر سنة 1981.
غضبت نقابة السينمائيين في مصر، حد أنها طالبت أن تحتج مصر رسميا على أمريكا وعلى الشركة السينمائية ودعت إلى مقاطعتها في مصر والبلاد العربية لأنها شوهت أعظم مراحل التاريخ المصري، ورفع سعد الدين وهبة نقيب السينمائيين وقتها دعوى ضد شركة كولومبيا الأمريكية المنتجة لفيلم السادات ومنهم دانيال بلات وروبيرت سنجر المنتجين بشركة كولومبيا، لأنهم قاموا بإنتاج فيلم يحمل اسم السادات شاع على المستوى المحلي والدولي يحمل إساءة بالغة إلى سمعة مصر، وهو ما أشار إليه أنيس منصور في مقال له نُشر تحت اسم "مواقف" في 15 يناير 1984.
وفي 13 مارس 1984، قررت محكمة جنح عابدين برئاسة محمد فتحي، رئيس المحكمة، عقد جلسة خاصة بسراي المحكمة لنظر الدعوى 11، وتكليف المدعين بالحق المدني بإحضار نسخة من الفيلم تعرض من خلال أجهزة الفيديو وأصدر القاضي قرارًا بالتحفظ على نسخ الفليم الموجودة بالسوق المصرية وتكليف الرقابة على المصنفات بالتحفظ عليها حتى يفصل في الدعوى.
وكان قانون العقوبات يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنتين لكل من صنع أو حاز بغرض الإتجار أو التوزيع أو الإيجار أو صورًا من شأنها الإساءة إلى سمعة البلاد، سواء كان بمخالفة الحقيقة لو بإعطاء وصف غير صحيح، وطالب المدعون بمعاقبة المدعى عليهم بهذه المادة ودفع تعويض ابتدائي 101 جنيه، وتضمنت عريضة الدعوى التي تقدم بها المستشار القانوني للنقابة دكتور شوقي السيد 20 ملاحظة على الفيلم.
أخبرت الشركة الأمريكية المنتجة الكاتب المصري أنيس منصور، أنها على استعداد لإنتاج فيلم عن السادات يتكلف 20 مليون دولار معتمدة على كتابه "البحث عن الذات"، وعقب على ذلك: "ولا أدرى إن كان ذلك صحيحا أو أنها رغبتها في الاعتذار غير المباشر أو تهدئة العواصف التي هبت عليها من كل مكان"، وكان أول من انتقد بشدة فيلم السادات "فقد كان إهانة لمصر كلها شعبا وتاريخا وشخصا، وكان الدافع إلى إنتاجه الركيك المهلهل: الاستغلال والاستخفاف بالرجل والمصريين".
وعن تباعيات الفيلم قال منصور، أن وكالات الأنباء والصحف الفنية نقلت كل الذي كتبه في مجلة "أكتوبر" واتصلت به مندوبات الصحف الفنية وشركة "كولومبيا" التي أنتجت الفيلم كما أن الصحف الأمريكية الكبرى هاجمت هذه السقطة الفنية الشنيعة.
وفي نفس العام التاريخ، نُشر خبر بتاريخ 1 مارس 1984، أن المنتج الأمريكي العالمي دافيج بلثمان الذي يزور مصر حاليا يدرس إنتاج فيلم عن السادات، والتقى في لقاهرة بأحمد فوزي الذي يقدمه في حديث 8 مساء اليوم بالبرنامج الأوروبي حول هذا المشروع وحول جوائز الأوسكار في أمريكا، والمعروف أن باثمان حصل على جائزة الأوسكار من إنتاج فيلم تحديات النار عام 1982 وحصل هذا الفيلم على 7 جوائز أوسكار.