عميد معهد الفنون الشعبية: الاهتمام بالربابة متواضع.. والنوايا الحسنة لا تكفى

كتب: سحر عزازى

عميد معهد الفنون الشعبية: الاهتمام بالربابة متواضع.. والنوايا الحسنة لا تكفى

عميد معهد الفنون الشعبية: الاهتمام بالربابة متواضع.. والنوايا الحسنة لا تكفى

يتحدث الدكتور محمد شبانة، عميد معهد الفنون الشعبية، عن أهمية هذه الآلة، والمشكلات التى تواجهها، وسر تراجعها فى الآونة الأخيرة، وعدم وجود أماكن بعينها لتصنيعها وتعليمها، معترفاً بأن هناك نوايا لإعادة إحيائها لكنها لا تكفى، مطالباً الدولة متمثلة فى وزارة الثقافة بأن تسهم فى توفير مصانع وورش لتصنيعها وتعليمها للأجيال الحالية.

{long_qoute_1}

فى البداية ما أنواع الربابة فى مصر؟

- تنقسم آلة الربابة لثلاثة أنواع، منها ذات الوتر الواحد ويطلق عليها ربابة الشاعر، وذات الوترين باسم ربابة المغنى، آخر نوع «ربابة القدح» وتوجد فى شبه جزيرة سيناء، الأولى والثانية تصنعان من ثمرة جوز الهند، والأخيرة تصنع من الخشب وتأخذ شكل مربع أو مستطيل كما فى السعودية والعراق وفلسطين والأردن وتونس، وارتبطت بالمواويل والسيرة الهلالية فى الصعيد.

هل هذه الآلة لا تزال تحتفظ بجمهورها أم تغير بتغير الزمن؟

- جمهورها لا يزال يتابع ويتذوق نغماتها، ويميز بين أدائها، فضلاً عن أن الصعيد لا يزال يحتفظ بشعرائه الموجودين هناك بقوة، يدندنون بالسيرة الهلالية، بشكل متفرد أو من خلال مجموعة يتفاعل معهم الجمهور، فهم يتمتعون بالبراعة والجدية والاجتهاد ويرون السيرة من خلال تجسيدها باستخدام أدواتهم التمثيلية.

ما الذى يميز هذه الآلة التراثية عن غيرها؟

- تعتبر آلة الربابة معبراً قوياً عن الهوية الموسيقية، بالإضافة للمزمار والسمسمية اللذين يعبران عن الموسيقى الشعبية ذات الهوية الواضحة، وانتشرت فى عدة محافظات، وكانت محط جميع الأنظار، كما استخدمها ياسر عبدالرحمن وعمار الشريعى فى المسلسلات لتعبر عن بيئة الصعيد، فضلاً عن ظهورها بشكل جيد فى الدورة الماضية من مهرجان الموسيقى العربية ودخولها المسابقة التى فاز فيها شاب تونسى، لأن مصر مشاركتها كانت متواضعة.

هذه الآلة مهددة بالاندثار.. هل هناك آلية جادة من معهد الفنون الشعبية للحفاظ عليها؟

- نعترف بأن التحركات مجرد نوايا حسنة لم تصل لحل، لذا نعتذر عن تقصيرنا جميعاً لأن الاهتمام بها بالفعل متواضع والدليل لا يوجد حتى الآن مكان مخصص لدراستها، عازفوها «يتعدوا» على أصابع الأيدى الواحدة، ونحن لا نرغب فى تحويلها لكمنجة كما حدث مع آلة السمسمية وتحولت لقانون، هذا ليس تطويراً بل تشويه، وعلينا إصلاحه.

وما المعوقات التى تمنع ذلك؟

- لابد من مشروع قومى لإحيائها وتطوير صناعتها وحل مشاكلها وزيادة أعداد عازفيها، فهى فى حاجة للاهتمام الوطنى وندعو صندوق تطوير الصناعة المصرية بالتدخل والاهتمام بالآلات الموسيقية لأنها تعد دخلاً قومياً يجب حمايته، نحن فى حاجة لمصانع تهتم بصناعة العود المصرى والناى والربابة والمزمار، لأنها جزء مهم مسكوت عنه تم تجاهله ونسيانه، وبالفعل تم اندثار آلة الأرغول ولم تعد موجودة بالشكل الكافى رغم محاولاتنا للحفاظ عليها ومخاطبة اليونيسكو لإنقاذها.

تواجه هذه الآلة مشاكل كبيرة فى تصنيعها وندرة خاماتها، فما الحل؟

- بالفعل لا يوجد مكان مخصص لتصنيع آلة الربابة، وعازفوها هم من يصنعونها بأيديهم، وبالتالى ليس هناك تطوير فى الصناعة من حيث الخامات والمقاسات والمواصفات تستطيع أن تنافس ونصدر منها للخارج، فهناك بلاد كثيرة تطورت موسيقاها وآلاتها مثل أوروبا وإيران وغيرها، لأن هذا التطوير سينعكس على صوتها وقوة حضورها، الخامات فى مصر ضعيفة وأدى ذلك لضعف صوت آلة الربابة واضطر البعض لاستخدام الميكروفون لارتفاع صوتها، مما يؤدى لتغيره أحياناً، لذلك أخاطب نفسى أولاً وأكاديمية الفنون وكليات التربية الفنية ثانياً بالاهتمام بجانب الورش، وتخصيص قسم لصناعتها وتعليمها للأجيال الجديدة بتوفير إمكانيات مادية وماكينات معينة مثل الأوتار والأقواس والخشب لصنع عدد وافر منها، لأن هذه الآلات كنوز مصرية يجب أن ننظر لها بشكل علمى للمحافظة عليها.


مواضيع متعلقة