فاو: النزاع تسبب في ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي بشمال إفريقيا

كتب: محمد أبو عمرة

فاو: النزاع تسبب في ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي بشمال إفريقيا

فاو: النزاع تسبب في ارتفاع مستوى انعدام الأمن الغذائي بشمال إفريقيا

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، تقريرا حول تأثير النزاعات والأزمات الطويلة في عدد من دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا على الجهود لتحقيق هدف القضاء على الجوع في المنطقة بحلول 2030.

وركز تقرير المنظمة، الذي جاء بعنوان "نظرة إقليمية عامة حول حالة الأمن الغذائي والتغذية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا" لعام 2017 بشكل خاص على "فجوة الجوع" الواسعة الناجمة عن التصعيد المتواصل للعنف بين الدول التي تشهد نزاعات وتلك التي لا تشهد مثل هذه النزاعات في المنطقة.

وأكد عبدالسلام ولد أحمد، مساعد المدير العام للفاو والممثل الإقليمي في مكتب المنظمة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، على الأهمية الكبرى لبناء الصمود وإدامة السلام في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا لتحسين رفاهية السكان.

وأشار مساعد المدير العام للمنظمة، إلى "الضرورة المتزايد لتطبيق سياسات وممارسات شاملة وطويلة الأمد للقضاء على الجوع بحلول 2030"، مضيفا أنه "عندما تعاني دول المنطقة من تصاعد العنف، فإن تحقيق هدف معالجة أهم مشاكل المنطقة من سوء التغذية وندرة المياه والتغير المناخي يصبح أكثر صعوبة ولكنه يصبح في الوقت ذاته أكثر الحاحاً"، مؤكدا أنه "من خلال تحسين التعاون والتضامن فقط تستطيع المنطقة انهاء النزاعات والعنف والعودة إلى تحقيق التنمية".

وفيما يتعلق بمصر، أكد الممثل الإقليمي لـ"الفاو"، أن مصر حققت نجاحات في مجال الصادرات الزراعية، وارتفعت قدرتها علي الصادرات الزراعية من 1.3 مليار دولار، إلى 4.5 مليار دولار، ولديها ميزة نسبية في الوصول إلي الاسواق الدولية  المفتوحة للمنتجات المصرية،  ولديها أسواق واعدة، ما أسفر عن وصول المنتجات الزراعية لدول جنوب شرق آسيا،  وخاصة الصين، لان لديها قدرات إبتكارية عالية في مجال التصدير، وهو ما يجعل قدرتها علي تحمل فاتورة إستيراد المواد الغذائية كبيرة، ويشكل نجاحا لمصر.

وأضاف "أحمد": "متفائلون بشان سياسات مصر فيما يتعلق بالصادرات، لأن الأسواق الدولية الآن أصبحت مفتوحة أمام المنتجات الزراعية المصرية، ولا يقلل من شانها إستيراد القمح أو السكر، لأن هناك دول أخرى تستورد القمح مثل تركيا وبريطانيا".

وأوضح التقرير، أنه في دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا المتأثرة بشكل مباشر بالنزاع، فإن 27.2% من السكان عانوا من الجوع المزمن، أو نقص التغذية في الأعوام من 2014 إلى 2016، أي أعلى 6 مرات من نسبة عدد السكان الذي يعانون نقص التغذية في الدول التي لا تشهد نزاعات خلال نفس الفترة والبالغة 4.6% في المعدل.

ومن ناحية أخرى، وصل مستوى "انعدام الأمن الغذائي الحاد" الذي يعتبر مقياساً آخر من مقاييس الفاو لمستويات الجوع، في الدول التي تشهد نزاعات ضعف مستواه في الدول الأخرى.

ووفقا للمنظمة، يلقي التقرير، ذلك بظلال قاتمة على قدرة منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بشكل عام على تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة بالقضاء على الجوع بحلول 2030، بحسب ما حذر التقرير.

وأوضح التقرير، أن هذه المنطقة التي تعد معظم دولها من الدول المتوسطة الدخل، والتي لا يتجاوز معدل الجوع المزمن فيها عادة نسبة 5% من السكان، فإن العنف في بعض دولها تسبب في ارتفاع كبير في نسبة سكانها الذين يعانون من الجوع المزمن بحيث وصلت هذه النسبة إلى المعدلات المسجلة في دول العالم الأكثر فقراً، وهو ما يتسبب في تراجع كبير في جهود خفض مستوى الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بأكملها.

وبحسب التقرير، سيصعّب استمرار الظروف الحالية بالمنطقة إمكانية تحقيق تقدم حقيقي باتجاه القضاء على الجوع في المنطقة باستخدام الأدوات التقليدية لصنع السياسات، إلا إذا اتخذت خطوات جدية وحاسمة باتجاه تحقيق السلام والاستقرار، بينما سلط التقرير الضوء على العديد من دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا المتأثرة بشكل خاص بالنزاع والانعكاسات الكبيرة التي خلفها النزاع على دخل السكان وأمنهم الغذائي.

وأوضح تقرير "الفاو"، أن العنف في سوريا أدى الى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 67%، كما قوض الأمن الغذائي بشكل كبير، حيث أصبح ما بين 70 و80 % من السوريين بحاجة الآن الى مساعدات إنسانية، بينما يحتاج 50% إلى مساعدات غذائية.

أما في العراق، فأشار التقرير، إلى أن العنف أدى إلى انخفاض بنسبة 58% في الناتج المحلي الإجمالي، وتسبب في حاجة 30% من السكان إلى مساعدات إنسانية، بينما يحتاج 9% منهم إلى مساعدات غذائية، مشيرًا إلي أنه في اليمن أدى العنف إلى احتياج ما بين 70 و80 % من السكان إلى المساعدات الإنسانية، بينما يحتاج 50% من السكان إلى المساعدات الغذائية.

وفي ليبيا، التي تعتبر كذلك من المناطق الساخنة في المنطقة، قوض النزاع الأمن الغذائي حيث يحتاج 6% من السكان إلى المساعدات الغذائية، مشددا على أهمية عودة السلام والأمن في المنطقة لتجاوز أزمة انعدام الأمن الغذائي بالمنطقة.

ويحدد التقرير، الذي أصدرته "الفاو"، اليوم، أساسا لقياس التقدم المستقبلي باتجاه تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، باستخدام أحدث المؤشرات لمقصدي الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، وهما القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية

وركز التقرير على العوامل الأساسية التي كانت وراء التحسن في مستويات الأمن الغذائي وسواء التغذية، وهي انخفاض الفقر والنمو الاقتصادي والتحسن في تغذية الأم والطفل والصحة العامة وزيادة جودة وكمية الغذاء ووقف العنف.


مواضيع متعلقة