بائعو البطاطا والذرة ضحايا «البسترة» فى الشتاء: حار نار نهاراً.. وساقع تلج ليلاً

بائعو البطاطا والذرة ضحايا «البسترة» فى الشتاء: حار نار نهاراً.. وساقع تلج ليلاً
- أكل العيش
- السيدة عائشة
- أدوية البرد
- بائعو البطاطا
- بائعو الذرة
- الباعة
- حبات الذرة
- إنفلونزا
- دواء للبرد
- أكل العيش
- السيدة عائشة
- أدوية البرد
- بائعو البطاطا
- بائعو الذرة
- الباعة
- حبات الذرة
- إنفلونزا
- دواء للبرد
تحت طبقات من الملابس، يسيرون فى الطرقات منكمشين، يخبئ كل منهم يده فى جيبه من البرد، فإذا صادف بائع بطاطا، أو بائع ذرة مشوية، أو حتى أحد هؤلاء الذين يقفون خلف أفران الخبز، يبادرهم بنظرات الحسد، فهم فى دفء متصل، لكن لسان حال هؤلاء الباعة يرد: «والله ماشيين بالعلاج».
يدفع أسامة محمد عربة بطاطا مشوية، يخرج منها الدخان كثيفاً مشكلاً سحابة صغيرة فوق رأسه. يتوقف للحظات ويفتح الباب ليضع خشباً جديداً، ثم يخرج بعض حبات البطاطا ويضعها فوق الفرن لتتماسك شيئاً قليلاً، وحين يقترب منه زبون يبادره: «يا حظك انت دفيان». ليبتسم له «أسامة» مخرجاً من جيبه دواء للبرد: «والله ماشى بالعلاج».
لا يعرف «أسامة» اسم الدواء، لكنه يعرف أنه للإنفلونزا وفقاً لوصف الصيدلى الذى اشترى منه البطاطا: «الناس فاكرة إننا دفيانين مايعرفوش إننا لما بنسيب الفرن ونرجع بيوتنا لازم بيجى لنا برد علشان البسترة اللى بتحصل لنا». يضحك علاء السيد وهو يمسك «ريشة» لتهوية الفحم لتنضج حبات الذرة، مشكلاً تياراً هوائياً يعود عليه بالدفء: «يا ناس يا شر كفاية قر.. والله بنموت من الدفا الصبح والسقعة بالليل». ينفق على أدوية البرد شهرياً نحو 50 جنيهاً، ورغم الملاحظات الساخرة من الزبائن إلا أن الشاب ابن الـ19 عاماً يقابلها بملامح جادة: «إحنا بنموت من الشغلانة، بس أكل العيش عايز كده». داخل مخبز بالسيدة عائشة يعمل أحمد سمير. حرارة الفرن مرتفعة صيفاً وشتاء: «هاعمل إيه.. الناس فاكرة إن ده حلو فى الشتاء بس والله لا حلو ولا نيلة إحنا بنتعب جداً». كان إلى جواره خليفة حسن الذى يعمل معه بالمخبز نفسه: «الفرن دفا، بس نطلع منه البرد بياكل فى عضمنا وبنمشى طول الشتاء بالأدوية».