بعد "الرياض".. هل تُشكل الصواريخ الحوثية تهديدا حقيقيا على السعودية؟

كتب: نسيبة حسين

بعد "الرياض".. هل تُشكل الصواريخ الحوثية تهديدا حقيقيا على السعودية؟

بعد "الرياض".. هل تُشكل الصواريخ الحوثية تهديدا حقيقيا على السعودية؟

أطلقت ميليشيات الحوثيين صاروخا باليستيا، أمس، تجاه الرياض، مستهدفا قصر "اليمامة" الملكي، فيما أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن إسقاط الصاروخ.

وليست هذه المرة الأولى التي يقدم فيها الحوثيون على هذا الأمر، ما يطرح التساؤلات حول أهداف هذه العمليات ومدى تأثيرها.

وتعليقا على هذا الأمر قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي، إن الترسانة الصاروخية للحوثيين هي صناعة إيرانية الغرض منها الإضرار بالأمن القومي العربي، خاصة بعد توغل الحوثيين في اليمن وسيطرتهم على مناطق واسعة، بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وأوضح "صابر"، لـ"الوطن"، أن الصواريخ الحوثية تمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي السعودي، من خلال إثارة الرعب والفزع والضغط على القيادة السياسية، ولكنها تظل غير قادرة على إحداث إصابات ضخمة.

وعن قدرة الترسانة الصاروخية للحوثيين، أكد أن معظم التحليلات تتجه إلى أنها صناعة إيرانية كاملة، يتم تهريبها إلى الداخل اليمني، مشككا في قدرة الحوثيين على تطوير هذه الصواريخ أو حتى إمكانية تشغيلها وإطلاقه، مضيفا أن الحرس الثوري الإيراني، المنتشر في اليمن، ربما يتولى هذه العملية كذلك.

على الجانب الآخر، يرى العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، أن الصواريخ الحوثية تمثل تهديدا قويا على الأمن السعودي، خاصة بعد قدرتها على الوصول إلى قواعد عسكرية داخل عمق المملكة، وأيضا استهداف العاصمة مرتين، محدثة إصابات عسكرية في عدة مرات، ما ينفي أن تأثيرها محدود.

وذكر "عكاشة"، لـ"الوطن"، أن تصريحات السعودية، وخوضها معركة دبلوماسية واسعة للحصول على دعم النظام الدولي، مطالبة بتطبيق العقوبات على إيران، والحد من تدخلها في الشأن اليمني، يعد دليلا واضحا يعبر عن مدى قلق الجانب السعودي من القصف الحوثي.

كما أن هناك عدة شواهد تدعم خطورة الموقف، منها خطاب عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين، الذي أعلن فيه عن امتلاك تقنية متطورة يمكن استخدامها دون قيود، متوعدا دول التحالف العربي وخاصة السعودية والإمارات، في لهجة شديدة الخطورة، تنقل المعركة إلى مرحلة جديدة أكثر تأزما.

الأمر لم يقتصر على التحرك السعودي فقط، حيث أشار الخبير الأمني إلى المؤتمر الأخير لـ"نيكي هيلي" مندوبة الولايات المتحدة، أعلنت فيه ترحيب واشنطن بتقرير الأمم المتحدة الذي أشار لتورط إيران في دعم الإرهاب، وتزويد إيران للحوثيين بأسلحة خطيرة، وأكدت هيلي أن أجزاء من صاروخ سابق أطلقه الحوثيون على السعودية تؤكد أنه صنع في إيران، مؤكدة امتلاك بلادها أدلة على دعم إيران للحوثيين بالصواريخ والسلاح.


مواضيع متعلقة