إسرائيل زعيمة «أهل السنة»!
- أهل السنة
- إسرائيل ب
- إسرائيل د
- الأمير محمد بن سلمان
- الدفاع الإسرائيلى
- الشهر المقبل
- العهد السعودى
- القدس العربى
- القدس المحتلة
- المذهب الشيعى
- أهل السنة
- إسرائيل ب
- إسرائيل د
- الأمير محمد بن سلمان
- الدفاع الإسرائيلى
- الشهر المقبل
- العهد السعودى
- القدس العربى
- القدس المحتلة
- المذهب الشيعى
لا تستغرب إذا أدركنا يوماً تسمع فيه من يصف إسرائيل بـ«زعيمة أهل السنة». بعض الدول الخليجية أصبحت تنظر إلى «إسرائيل» على هذا النحو، وتحديداً الدول التى تريد مصارعة «إيران» وتسعى إلى إيقاف تمدّد أذرعها فى المنطقة العربية، سواء داخل سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن أو بطول الساحل الخليجى المقابل لدولة «الملالى». لاحظ التقارب الحاصل منذ فترة بين بعض الأنظمة الخليجية وإسرائيل، وستجد أن إرهاصات الواقع تؤشر إلى إمكانية أن يأتى ذلك اليوم الذى أُحدثك عنه.
التقارب بين المملكة وإسرائيل لم يعد محل شك، بعد أن خرجت الأحاديث عنه من أروقة الغُرف المغلقة إلى العلن. يوم الأربعاء الماضى نقلت صحيفة «القدس العربى» عن صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية خبراً يقول إن وزير الاستخبارات الإسرائيلى، يسرائيل كاتس، وجه دعوة رسمية إلى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان لزيارة إسرائيل. وليس من المستبعد فى ظل ما يسود المنطقة حالياً من نظريات «الواقعية السياسية» أن نشهد حدثاً من هذا النوع. تلك الواقعية التى لا تعنى لدى أصحابها أكثر من قبول الأمر الواقع حالياً، حتى لا نُفاجأ فى المستقبل بواقع أشد سوءاً قد نضطر إلى قبوله!. وأنت تعلم حالة الغضب السعودى من التمدّد الإيرانى فى المنطقة، والمحاولات الموجعة التى قامت بها المملكة لإيقاف هذا التمدّد، خصوصاً فى سوريا واليمن وحتى فى لبنان، دون جدوى.
المسألة لم تعد مقصورة على الأنظمة السياسية. فخلال أيام الغضب العربى التى أعقبت الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل، فوجئنا بزيارة قام بها وفد بحرينى مشترك بين الأديان، يضم 24 شخصاً، إلى مدينة القدس المحتلة بمبادرة من «مركز سيمون ويزنتال» الإسرائيلى. ورداً على هذه الزيارة يُخطط وفد من رجال أعمال إسرائيلى لزيارة البحرين الشهر المقبل. والبحرين تعانى منذ مدة ليست بالقصيرة من حالة تململ شيعى، ولعلك تعلم أن نسبة كبيرة من سكانها تدين بهذا المذهب. ومن المعلوم أن شيعة الخليج يعتبرون «طهران» قبلتهم الأولى. وقد شهدت السنوات الماضية تمرّداً شيعياً كبيراً داخل دولة البحرين، وهو التمرّد الذى واجهته المملكة العربية السعودية بالتدخّل العسكرى. ويبدو أن البحرين هى الأخرى وجدت فى إسرائيل درعاً واقية لحماية «أهل السنة والجماعة» من المخططات الإيرانية، تماماً مثلما رأى غيرها فى «جيش الدفاع الإسرائيلى» أداة أكثر فاعلية لتأديب حزب الله. ومن عجب أن إسرائيل هى التى تتردد فى الخطوة!.
المنطقة العربية الآن يتبلور فيها محوران، المحور الأول تقوده إسرائيل من الداخل وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية من الخارج، وتنخرط فيه الكثير من الدول السنية، ومحور ثان تقوده إيران، وتدعمه روسيا من الخارج، وينخرط فيه مجموعة الدول التى يحكمها المذهب الشيعى، أو تتمدّد فيها أذرع التشيّع الإيرانى، مثل سوريا والعراق واليمن وغيرها. المسألة لا تحتاج أكثر من إطلاق شرارة البدء، حتى يبدأ المحوران فى العمل على الأرض. ربما حدث ذلك فى يوم أو شهر أو سنة، لكن أرض العرب حبلى بالمأساة!.