نفسيون يفسرون أسباب نشر "فتاة المول" لمحاولتها الانتحار: تطلب الإغاثة

نفسيون يفسرون أسباب نشر "فتاة المول" لمحاولتها الانتحار: تطلب الإغاثة
بعد مرور أقل من شهرين، على واقعة الاعتداء عليها وتشويه وجهها من نفس الشخص الذي سبق أن تحرش بها في أكتوبر 2015، يبدو أن سمية طارق الشهيرة بـ"فتاة المول" فقدت حبها للحياة، حيث نشرت 3 مقاطع فيديو "بث مباشر"، تعلن فيه عن محاولتها الانتحار، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وقالت سمية طارق في "البث المباشر": "أنا حاولت كل المحاولات ووصلت لطريقة سد.. وكنت فاكرة إنى بحاول وبنجح لكن أحيانا بيجيلك رسالة تقولك كفاية محاولة"، مؤكدة: "أنا قولت ألحق الدقائق الأخيرة أحاول أقول فيها أي حاجة لأن أنا مش حيبقي عندي وقت أنا بموت دلوقتي وأعصابي سابت خالص وجسمي تقيل قوي مش قادرة أتنفس.. الدقائق الأخيرة".
الإقدام على الانتحار ونشر مقاطع فيديو للكشف عن تنفيذ تلك الخطوة، أمرا أثار جدلا ضخما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفسّره عدد من الخبراء بعلم النفس لـ"الوطن".
وقال الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، إن سمية تعاني من حالة اكتئاب شديدة للغاية، وهو ما دفعها للتفكير في الانتحار وإنهاء حياتها لتجنب المشاكل الضخمة التي تعاني منها، خاصة بعد واقعة تشويه وجهها الأخيرة، ما جعلها غير قادرة على مواجهة الأشخاص، وألحق بها إيذاء جسدي بجانب النفسي السابق.
وأضاف هاني، في تصريح لـ"الوطن"، أنها أيضا وصلت لمرحلة شبه انعدام في طاقتها لمواجهة الحياة، ما جعلها تقرر إرسال رسائل استغاثة لطلب المساعدة بطريقة غير مباشرة من خلال مقاطع الفيديو.
وشدد على أهمية تأهيلها النفسي الجيد خلال الفترة المقبلة، حتى لا تكرر محاولة الانتحار مرة أخرى، حيث يجب تقديم الدعم لها بشكل إيجابي وحيد، بمساعدة المقربين منها، لتعود كإنسانة طبيعية ومستقرة.
وأيدّه في الرأي نفسه، الدكتور علاء رجب، استشاري الصحة النفسية، قائلا إن تلك الخطوة تنم عن معانتها من اضطراب نفسي شديد، ما تسبب في فقدانها الرغبة في البقاء بالحياة وكراهية نفسها، فضلا عن كونها لم تعد قادرة على ترتيب أولوياتها.
وأشار رجب إلى أن الأشخاص المقدمين على الانتحار لا ينشرون أشياء تدل على ذلك، فعلى خلاف ما فعلته "سمية" ما يؤكد حاجتها الشديدة في مساعدة الآخرين لها لإعادتها للحياة، مشددا على أهمية تأهيلها النفسي خلال الفترة القدمة بمساعدة أسرتها وأصدقائها ومن ثم ترتيب أولوياتها في الحياة مرة أخرى.
يذكر أنه تم إنقاذ سمية من محاولة الانتحار وإجراء عملية غسيل معدة لها.
وتعود قصتها عندما نشرت صورة لها من داخل إحدى المستشفيات عبر "فيس بوك" روت معها تفاصيل واقعة التحرش، التي تعرضت لها في أكتوبر الماضي قائلة: "كلاكيت تاني مرة، في أكتوبر 2015 في واحد بمول الحرية اتحرش بيا وخرج بكفالة 100 جنيه، الشخص ده النهارده، ظهر لي فجأة وحاول يكلمني لما مديت عشان أبعد عنه، جري ورايا وضربني بالمطواة في وشي، سبب جرح غائر طوله 20 سم"، وعقب رفعها القضية قررت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية برئاسة المستشار إبراهيم صالح المحامي العام الأول إحالة ملف المتهم بتشويه وجه "فتاة المول" للنيابة الكلية تمهيدا لإحالته لمحاكمة العاجلة أمام محكمة الجنايات.