مرصد الأزهر: الآلاف من «فلول داعش» عادوا لأوطانهم لممارسة الإرهاب

مرصد الأزهر: الآلاف من «فلول داعش» عادوا لأوطانهم لممارسة الإرهاب
أكدت مراصد التشدّد التابعة للأزهر ودار الإفتاء المصرية، وعدد من خبراء الإسلام السياسى، أن أعداداً غفيرة من مقاتلى تنظيم داعش بدأوا فى العودة إلى بلدانهم الأصلية لاستكمال إرهابهم، الذى يصفونه زوراً بالجهاد بعد السقوط المريع لـ«التنظيم» فى سوريا والعراق، فى حين يبحث آخرون منهم عن مأوى فى بلدان أخرى، بحثاً عن استعادة المشهد من جديد من خلال استراتيجية نقل العنف إلى الأوطان.
وأعلن مرصد الأزهر أن «فلول داعش» تعيد تمركزها من جديد، فالآلاف من المقاتلين الغربيين الذين كانوا ضمن «التنظيم» عادوا إلى أوطانهم فى أوروبا، وسيعود جزء منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وأكد المرصد فى بيان أنه وفقاً للإحصاءات والمعلومات التى نشرتها بعض مؤسسات المجتمع المدنى وبعض المؤسسات الدولية، فإن أكثر من ألفى شخص من الأوروبيين المنتمين إلى تنظيم داعش عادوا إلى أوطانهم الأصلية، وعلى رأسها فرنسا وإنجلترا وألمانيا، ودخل إلى جانب هؤلاء على الأقل 10 من المنتمين لـ«داعش» إلى الولايات المتحدة، وربما تكون الأعداد أكثر من ذلك بكثير، لأن عدد المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم داعش فى السنوات الماضية وصل إلى ثلاثين ألف مقاتل.
{long_qoute_1}
وحذّر المرصد من قيام بعض العائدين بتنفيذ هجمات ثأرية فى الدولة التى سيذهبون إليها أو تكوين شبكات سرية تستهدف ضرب الاستقرار، وفى تقرير آخر تحت مسمى «داعش تنشر مخالبها فى جنوب آسيا»، قال مرصد الأزهر إن التنظيم يتمدّد فى جنوب آسيا، حيث بايعه أكثر من 60 مجموعة جهادية منتشرة بالمنطقة. وقال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشدّدة التابع لدار الإفتاء إن عدداً كبيراً من أعضاء «داعش» هربوا إلى ليبيا، محذراً من خطورة نزوح مقاتلى «داعش» إلى بلاد المغرب العربى فى ظل الضربات والهزائم المتتالية التى لحقت بالتنظيم الإرهابى فى العراق وسوريا وليبيا؛ مما دفع مقاتليه إلى البحث عن ملاذٍ آمن، يتمثّل فى دول المنشأ التى جاءوا منها، مما يمثل تهديداً كبيراً للاستقرار فى تلك الدول، حيث يتراوح عدد الدواعش المقبلين من المغرب العربى بين 8 و11 ألف مقاتل، وتأتى الجزائر فى مقدمة الدول المستهدَفة لتمركز أعضاء «التنظيم»، مشيراً إلى أن عدد المقاتلين التونسيين فى صفوف تنظيم داعش بلغ نحو ستة آلاف مقاتل، حسب تقارير أممية، أما المغرب فعدد المقاتلين المغاربة فى صفوف «داعش» به بلغ 1500 مقاتل.
وأوضح المرصد فى تقرير له أن هناك حالة من التنافس والصراع المحتدم بين تنظيمى «القاعدة» و«داعش» لفرض السيطرة وإعلان النفوذ على مناطق الصومال وكينيا، مشيراً إلى أن «التنظيم» يبسط نفوذه فى ليبيا والصومال ونيجيريا، محذّراً من التداعيات التى تصاحب عودة المقاتلين الأجانب فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى إلى بلدانهم، وتنفيذ عدد من «الذئاب المنفردة» عمليات انتحارية فى قلب هذه الدول، انتقاماً لهزائم «داعش» فى دول الشرق الأوسط، خصوصاً فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا.
{long_qoute_2}
من جانبه، قال الشيخ فؤاد الدواليبى، القيادى بالجماعة الإسلامية، إن هناك مجموعة كبيرة من الشباب المصرى يقاتلون فى صفوف الجماعات الجهادية فى سوريا، وهناك أعداد أخرى من الدول العربية استعان بهم التنظيم الدولى للجماعة للقتال، بعد تدريبهم، وقد قامت التنظيمات الإرهابية فى العراق وسوريا، وعلى رأسهم «داعش» بتهريب مجموعة من التكفيريين إلى مصر، من عدة محافظات، من بينها سيناء ودمياط والشرقية، وعددهم لا يتجاوز العشرات، والأجهزة الأمنية نجحت فى رصد عدد منهم والقبض عليهم، فيما هرب آخرون إلى سيناء والصحارى. وقال شريف أبوطبنجة، القيادى بالجماعة الإسلامية، لـ«الوطن» إن هناك عائدين من سوريا والعراق إلى بلادهم، ولدينا فى مصر عائدون، لكن تم القبض عليهم منذ فترة، وكل العائدين عن طريق تركيا تم إلقاء القبض عليهم، وهناك أجهزة مخابرات عالمية تساعد فى عمليات القبض والترحيل للبلاد.