بعد انفراجة «البنسلين».. أزمة جديدة بسبب أدوية «الشلل الرعاش»

كتب: جهاد الطويل ومحمود الجمل ومحمد مجدى

08:45 م | الأربعاء 13 ديسمبر 2017

بعد ساعات من الإعلان عن انفراجة فى أزمة البنسلين، ضربت بوادر أزمة جديدة سوق الدواء فى عدد كبير من المحافظات بسبب اختفاء دواء «السينمت»، الخاص بمرض الشلل الرعاش، وبديله «ليفوكار» من الصيدليات منذ شهر، مما دفع بعضهم إلى التقدم بشكاوى إلى وزارة الصحة للمطالبة بضرورة توفيره للمرضى.

وقال عمر إبراهيم، موظف بجامعة عين شمس، إن رحلة البحث عن الدواء فى الصيدليات لعلاج والده المريض البالغ من العمر 85 سنة، استمرت نحو شهر، لأن هذا الدواء سعره 24 جنيهاً، وبديله بـ215 جنيهاً، والاثنان غير متوفرين بالصيدليات، وهو ما يعرض والده لآلام مبرحة.

من جهته، أكد الدكتور على عوف، رئيس الشعبة العامة للأدوية بالغرف التجارية، أن دواء «سينمت» تنتجه شركة أمريكية ويعالج مرض الشلل الرعاش، «ناقص بالسوق منذ نحو 3 شهور»، مشيراً إلى أن رحلات البحث لا تنتهى من جانب المواطنين، بعدما نفدت المثائل الأربعة المصرية للدواء، نتيجة إقبال المرضى عليها، وأضاف أن أحد المصانع لديه 30 ألف عبوة تنتظر إفراج التفتيش الصيدلى منذ فترة، ولم يتم الإفراج عنها رغم وجود نقص شديد والمرضى يعانون، لأن هذا المرض مزمن.

{long_qoute_1}

وأرجع «عوف» نقص الدواء الأمريكى إلى تغير اسم المورِّد فى الخارج، كما أن إدارة الصيدلة لها إجراءات معقدة تستغرق 4 شهور لحين اعتماد الاسم الجديد، دون النظر إلى ضرورة تسريع الإجراءات لوقف معاناة المرضى. وتابع: «للأسف أزمات الدواء تزداد يوماً بعد يوم، ما دام ملف الدواء فى وزارة الصحة».

فى سياق متصل، أكدت الدكتورة رشا زيادة، رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة والسكان، أن الوعود التى أطلقتها الوزارة بشأن أزمة نقص البنسلين ممتد المفعول بالسوق المحلية تم تنفيذها، وضخ 100 ألف عبوة من «البنسلين»، الذى تنتجه شركة المهن الطبية، المملوكة للدولة، وتم توزيعه على صيدليات.

وشددت «زيادة» على أن هذه الكميات تكفى السوق المحلية تماماً، حيث يقدر احتياجنا لـ«البنسلين» بـ500 ألف عبوة شهرياً، بينما سيكون فى السوق مليون و200 ألف عبوة.

وبالنسبة لباقى المليون و200 ألف عبوة التى تنتج محلياً من «البنسلين»، قالت رئيس شئون الصيدلة، إنه سيتم الإفراج عنها يوم 20 ديسمبر وبنهاية ديسمبر سيكون لدينا 3 ملايين و300 ألف عبوة.

وحول ما يتردد بشأن وجود أزمة فى أدوية «الشلل الرعاش»، قالت «زيادة»: هناك نقص عالمى فى هذه الأدوية، وغرفة الأزمات والنواقص فى الوزارة تدرس الحلول الممكن اتخاذها، فى ظل نقص توريد المادة الخام نفسها، موضحة أن هناك اتجاهاً لتدعيم الإنتاج المحلى لها ويجرى دراسة اتخاذ إجراءات استثنائية ممكنة لاحتواء الأزمة. من جانبه أكد مصدر مسئول بالشركة المصرية لتجارة الأدوية، التابعة للشركة القابضة للأدوية انتهاء أزمة نقص البنسلين تماماً خلال الـ٢٤ ساعة المقبلة، موضحاً لـ«الوطن» أن الفروع التابعة للشركة المصرية بالمحافظات والتى يبلغ عددها نحو 54 فرعاً بدأت فى تسلم عبوات البنسلين منذ الأمس بواقع 700 عبوة لكل فرع، بالإضافة إلى 26 صيدلية داخلية إلى جانب 26 صيدلية أخرى خارجية، لافتاً إلى أن الـ48 ساعة ستشهد انتهاء الأزمة تماماً خاصة أن شركة أكديما ستبدأ ضخ مليون عبوة بنسلين خلال الأيام المقبلة.

{long_qoute_2}

وفى نفس السياق أصدرت الشعبة العامة للأدوية بالغرف التجارية بياناً أمس الأول يتضمن مقترحات محددة للتعامل مع أزمة نقص الأدوية منها: أن يتم تسعير هذه المستحضرات بقيمة 50% من سعر الدواء المرجعى وتطبيق نظام التسجيل السريع بدون إضافة أى أعباء مالية جديدة، وأوصت «الشعبة» أن يتم معاملة الشركات المصنعة لدى الغير «التول» بنفس نظام المصانع من حيث عدد المستحضرات فى صندوق المثائل، وأن يتم تشكيل لجنة لمراجعة النواقص والبحث عن أسبابها مع تطبيق الشفافية فى الإعلان عن أسماء وأعداد الأصناف الناقصة وتشكيل لجنة محايدة تتابع ملف صناعة الدواء بعيداً عن وزارة الصحة وتشكيل لجنة عليا للصيدلة والدواء تكون تابعة لرئيس الوزراء يرأسها صيدلى لحين الانتهاء من مشروع قانون الهيئة العليا للدواء المصرى.