«انتخابات الطلاب» لم يحضر أحد
- اكتمال النصاب
- الانتخابات الطلابية
- الحركة الطلابية
- الحركة الوطنية المصرية
- الشارع المصرى
- المجال العام
- النشاط السياسى
- النصاب القانونى
- أجيال
- أحداث
- اكتمال النصاب
- الانتخابات الطلابية
- الحركة الطلابية
- الحركة الوطنية المصرية
- الشارع المصرى
- المجال العام
- النشاط السياسى
- النصاب القانونى
- أجيال
- أحداث
فى جامعة الزقازيق، أعلن نائب رئيس الجامعة أنه تم حسم ممثلى الطلاب بالاتحاد بالتزكية فى 13 كلية، وأُجريت الانتخابات فى 4 كليات فقط، تم حسم واحدة من بينها بالتعيين، بسبب عدم اكتمال النصاب القانونى للناخبين. الملاحظة تقول إن هذا المشهد تكرّر داخل العديد من الجامعات والكليات الأخرى. الطلاب لم يسعوا إلى ترشيح أنفسهم. ومن لهم حق التصويت أحجموا عن الإدلاء بأصواتهم، وانتهى مشهد الانتخابات الطلابية بالتزكية أو بالتعيين.
ممارسة هذا الحق الطلابى مدلولها تعليمى أكثر منه سياسى. فداخل الجامعة من المفترض أن يظفر الطالب ببيئة تعلّمه الممارسة الديمقراطية، سواء على مستوى التمثيل أو الاختيار، ورغم قناعتى بضرورة ابتعاد الجامعات عن «التحزّب السياسى»، فإن ذلك لا يتناقض مع ضرورة أن يفهم الطلاب قضايا وطنهم وينحازوا لها. وقد كانت الحركة الطلابية عبر عقود ما قبل ثورة يوليو جزءاً لا يتجزّأ من الحركة الوطنية المصرية، حيث كان الطلاب والعمال هم وقود النشاط السياسى الحزبى، وكذلك داخل الشارع المصرى. وبعد أحداث (مارس 1954) حدث نوع من التراجع للأدوار الوطنية للطلاب، نتيجة المواجهات التى شهدتها بعض الجامعات بين الطلاب والنظام الجديد، لكن ذلك لم يمنع الطلاب من الخروج فى مظاهرات عارمة بعد هزيمة 1967 للمطالبة بمحاكمة المسئولين عنها. فصوت الطلبة قد يخفت فى أحوال، لكنه يظل كامناً وينطلق فى اللحظات الحرجة التى تقتضى منهم التحرّك.
الإحجام الواضح من جانب الطلاب عن انتخابات الاتحاد الأخيرة تُفسّره أسباب كثيرة، آخر سبب فيها هو اللائحة التى تنظم الانتخابات، فكم من لوائح جائرة اجتهدت أجيال سابقة فى مواجهتها والتحايل عليها. ثمة أسباب أخرى كثيرة أسهمت فى هذه الظاهرة، أولاها حالة الضجر التى تسيطر على الشباب. فلو أنك تحدّثت إلى أى شاب جامعى هذه الأيام ستجد أن كلامه معجون باليأس، حين تُحدّثه عن الحاضر أو المستقبل. وهى نظرة لا تتناغم بحال مع تلك المرحلة العمرية التى يجب أن يتحرك فيها الإنسان بالأمل، أياً كانت الظروف. جوهر يأس الشباب يرتبط بغياب أدوار الكبار فى التوجيه والاحتواء.
السبب الثانى يتعلق بحالة الجفاف السياسى التى ضربت المجال العام فى مصر خلال السنوات الأخيرة. وهى حالة تشارك فى خلقها قرارات وممارسات مصدرها السلطة، قابلها إحساس لدى الشارع بـ«القرف من السياسة». الناس معذورة وصناع القرار مستفيدون من تلك الحال، لكن يبقى أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيضر بالجميع، فلا «القرف من السياسة» سوف يؤدى إلى حل مشكلات الناس المعيشية، ولا تجفيف المجال العام سيفيد السلطة فى شىء، حين تفقد قدرتها على دفع الناس إلى المشاركة. السبب الثالث يتعلق بغياب أدوار الجامعات فى حياة الطلاب. والسر الأكبر فى غياب هذا الدور يرتبط بافتقاد «الاستقلالية». كل المحاولات التى خاضتها أجيال متعاقبة من الأساتذة من أجل تحقيق هذا المبدأ لم تحقق إلا القليل مما تطمح إليه الجامعات. ومن الطبيعى للغاية عند غياب «الاستقلالية» أن يسود اليأس وتجف منابع التعدّدية ويغلب على الناس الزهد فى المشاركة.