قرار ترامب حول القدس يمهد لنهاية العالم وحرب "هرمجدون"

كتب: سيد خميس

قرار ترامب حول القدس يمهد لنهاية العالم وحرب "هرمجدون"

قرار ترامب حول القدس يمهد لنهاية العالم وحرب "هرمجدون"

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل موجه من الغضب والتنديد تخطت الشرق الأوسط لتعم العالم، في قرار يطوي صفحة عقود من السياسة الأمريكية، ويخشى أن يثير موجة جديدة من اعمال العنف في الشرق الأوسط، إلا أن قرار الرئيس الأمريكي يعد قضية أبعد بكثير من السياسة أو الدبلوماسية، بل هي تصب مباشرة في صميم عقائد ونظرة المسيحية البروستانتية إلى اقتراب "يوم القيامة" وعودة المسيح الثانية بعد معركة نهاية العالم "هرمجدون"، التي وردت في سفر الرؤيا من الإنجيل الإصحاح 16.

وتؤمن المسيحية البروستانتية الإصلاحية، التي أسسها مارتن لوثر المولود في ألمانيا عام 1482 ميلاديا، بأن عودة السيد المسيح الثانية إلى الأرض يسبقها 3 إشارات، الإشارة الأولى هي قيام دولة إسرائيل، وقد قامت دولة الكيان الإسرائيلي عام 1948، ولذلك يدعم الصهيونيون المسيحيون في الولايات المتحدة دولة إسرائيل لتكون مصدقا للنبوءة الدينية، الإشارة الثانية هي احتلال مدينة القدس واعتبارها عاصمة لدولة إسرائيل، وهو ما جاء في قرار ترامب في الأسبوع الأول من هذا الشهر، والإشارة الثالثة هي إعادة بناء هيكل سليمان، المقرر له أن يكون على أنقاض المسجد الأقصى، ولقد وضعت الحاخامية في إسرائيل خريطة الهيكل الجديد المزعوم (الهيكل الثالث).

 وبعد الإشارات الثلاث ستقع معركة "هرمجدون" الفاصلة بين الخير والشر، والتي يظهر المسيح خلالها وسيرفع إليه بالجسد المؤمنين به ليحكم العالم من القدس مدة ألف عام تقوم بعدها القيامة.

وفي هذا الإطار، تقول الكاتبة الأمريكية والباحثة في الشؤون الدينية، ديانا باس، في مقال كتبته لـ"سي إن إن"، إن الكثير من الإنجيليين المؤيدين للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعتبرون الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قضية أبعد بكثير من السياسة أو الدبلوماسية، بل هي تصب مباشرة في صميم عقائدهم ونظرتهم إلى اقتراب "يوم القيامة" وعودة المسيح الثانية.

وتقول الكاتبة إنها عندما سمعت بقرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل لم تفكر إلا بأمر واحد، وهو دراستها للكتاب المقدس خلال فترة وجودها في المدرسة الثانوية، مضيفة أن التعبير الأول الذي يتوارد إلى الذهن مع الإعلام هو "القدس؟ لا بد أن نهاية الزمان قد اقتربت!"

وتضيف باس أنها كانت قد درست الكتاب المقدس في العقد السابع من القرن الماضي بشكل مكثّف خلال شبابها مضيفة "بالنسبة لنا لم يكن الكتاب المقدس مجرد نص ديني، بل كان الخطة الإلهية الموضوعة للتاريخ برمته، وعرفنا عبره كيف تصرّف الله في الماضي وكيف سيتصرف في المستقبل."

وتلفت باس إلى محورية مدينة القدس في الكتاب المقدس باعتبارها موطن إبراهيم وداود بالنسبة لليهود، ومكان صلب وقيامة المسيح بالنسبة للمسيحيين، كما أنها المدينة التي "سيعود المسيح إليها ليحكمها كملك" مضيفة: "كنا نتطلع نحو تحقّق هذا وصليّنا كي نصل إلى هذه الخاتمة". ولفتت إلى أن النظرة نحو القدس كانت تقوم على أن تمدد إسرائيل هو إرادة إلهية وإشارة لاقتراب نهاية الزمن.

وتابعت الكاتبة بالقول: "بالنسبة للكثير من الإنجيليين المحافظين، فإن القدس ليست مرتبطة بالسياسة ولا بخطط السلام ولا بالفلسطينيين وحل الدولتين، وإنما تنبع أهميتها من ارتباطها بالنبوءة، النبوءة في الكتاب المقدس وحلول نهاية الزمن" مستذكرة ما كان يرويه القس الذي يعلمها الكتاب المقدس حول معركة "هرمجدون" التي ستحصل قبل يوم القيامة وتكون المعركة الأخيرة التي تخوضها البشرية وستقود اليهود لإعادة الاعتراف بالمسيح على أنه مخلّصهم.

وتحدثت بايس عن أفكار منتشرة بين الإنجيليين حول التحضير للفترة التي تسبق عودة المسيح، مضيفة أن تلك الأفكار مؤثرة في محيط داعمي ترامب الذي حصل على أصوات 81 % من الناخبين الإنجيليين البيض بأمريكا، مضيفة أن بعض كبار القساوسة الذين تربطهم علاقات قوية بترامب عبروا عن رضاهم عن الخطوة بالقول إنها تمثل ركنا أساسيا في تحقيق النبوءات.

وتابعت الكاتبة بالقول إن ترامب يريد من خلال الاعتراف بالقدس لإسرائيل تذكير ناخبيه من الإنجيليين أنه "رجل الله الذي يساهم في دفع التاريخ - كما يراه الكتاب المقدس – قدما ويساهم في حلول نهاية التاريخ." وختمت بالقول: "ربما لا يؤمن الرئيس ترامب بهذا، لكن الملايين يؤمنون به، وهذا أمر مهم، ليس للسياسة الأمريكية فحسب بل وللسلام في القدس، وكذلك لسلامنا جميعا."

  


مواضيع متعلقة