بروفايل| «بوتين».. الدب الروسى يسيطر
صورة تعبيرية
فى 31 ديسمبر عام 1999، خالف الرئيس الروسى المستقيل «بوريس يلتسن» توقعات الكثيرين باختيار «فلاديمير بوتين» رئيساً بالوكالة لروسيا، مقبلاً من مجلس الأمن الفيدرالى الروسى بعد أن شغل عدداً من المناصب العسكرية أبرزها فى جهاز أمن الدولة الروسى، ليبدأ حياته السياسية رئيساً لروسيا الاتحادية.
وعلى مدار 17 عاماً وخلال فترة توليه السلطة واجه «بوتين»، الحاصل على دكتوراه فى العلوم الاقتصادية، العديد من التحديات ما بعد «يلتسن»، كان أبرزها الأزمات الاقتصادية التى كانت تعانى منها روسيا نهاية التسعينات لتدفع فاتورة التقلبات السياسية والأيديولوجية التى عاشتها روسيا ما بعد الثورة البلشفية 1917، والتى وصلت ذروتها ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتى 1990، إلا أن «بوتين» نجح فى عبور «الدب الروسى» أزماته الاقتصادية، بحسب تقديرات البعض بإحكام سيطرة الدولة على بعض المؤسسات التى تمثل أهمية استراتيجية أبرزها «غاز بروم»، والاعتماد على قدرات روسيا التصنيعية لتصبح حالياً ثانى أكبر مصدر للسلاح عالمياً، وأقوى تاسع اقتصاد عالمى، حتى إنه ولأربعة أعوام متتالية احتل المركز الأول فى تصنيف مجلة «فوربس» الأمريكية للشخصيات العالمية الأكثر نفوذاً فى العالم. بداخل أحد مصانع السيارات بمدينة «نيغى نوفغورد»، أعلن «بوتين، خريج كلية الحقوق من جامعة لنينغراد فى عام 1975، منذ أيام ترشحه لولاية جديدة فى الانتخابات الرئاسية المقررة مارس المقبل، ليستمر رئيساً لروسيا الاتحادية حتى 2024 فى حال فوزه، ليكمل سياساته الخارجية التى يرشحها البعض لتصدر صراعات الكتل العالمية إلى روسيا والصين من جانب والولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر، والبدء فيما أسماه مراقبون «حرباً باردة جديدة».
لم يتوقع الكثير من السياسيين أن يشاهدوا الصورة التى نشرت بوسائل الإعلام العالمية منذ أيام يجلس فيها «بوتين» وبجواره رئيسا «تركيا» و«إيران»، لترمز إلى تغير كبير فى السياسة الخارجية الروسية التى عكستها الحرب الدائرة فى سوريا، والتى أعلنت روسيا حديثاً سحب قواتها منها بعد انتصارها على تنظيم الجماعة الإرهابية «داعش».
لم تكتف روسيا بالتدخل العسكرى لإنهاء بعض الصراعات بالدول العربية، بل تسعى لأن تكون شريكاً أصيلاً فى العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول العربية وعلى رأسها مصر، وهذا ما تعكسه زيارة الرئيس الروسى لمصر من أجل توقيع مرتقب لعقد إنشاء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء فى مدينة «الضبعة» بمحافظة مرسى مطروح.