«الرسم والموسيقى واللغات» قبلة حياة للكبار: «العلام مالهوش سن»

«الرسم والموسيقى واللغات» قبلة حياة للكبار: «العلام مالهوش سن»
- أسس علمية
- أصحاب الأعمال
- الحياة اليومية
- الشخصيات العامة
- العمل الحكومى
- العمل الخاص
- المركز الثقافى الفرنسى
- أحدث
- أحلام
- أخيرة
- أسس علمية
- أصحاب الأعمال
- الحياة اليومية
- الشخصيات العامة
- العمل الحكومى
- العمل الخاص
- المركز الثقافى الفرنسى
- أحدث
- أحلام
- أخيرة
معاناة طويلة يعيشها الموظفون وأصحاب الأعمال، حيث الوقت موزع بين العمل والمنزل ومهام الحياة اليومية، يتذكر بعضهم المرة الأخيرة التى قاموا فيها بهواية مميزة كالرسم أو العزف أو حتى جمع الطوابع، فيجدونها قد توقفت فى مرحلة الطفولة، البعض يودع هواياته للأبد، بينما البعض الآخر يعتبر مرحلة التقاعد فرصة جديدة ومميزة لاستعادة ما فاتهم. هذا ما نفذه محمد حسين، الثمانينى الذى يرفض ذكر عمره بالضبط لمن يطلب، حيث يعتبر تلك الأرقام هى الجانى الحقيقى على موهبته التى استعادها أخيراً بالألوان والفرشة وكراسة الرسم، حيث يقضى أيامه مستمتعاً بهوايته التى لم يتفرغ لممارستها سوى بعد وصوله لسن المعاش: «من أيام المدرسة وفاكر إنى كنت بعرف أرسم كويس، لكن ماتأكدتش من كدا غير لما رجعت أمارس هوايتى من جديد».
استأنف الرجل مسيرة موهبته الفنية الخاصة بدورة تدريبية بقصر ثقافة مصر الجديدة، حيث وجد نفسه أخيراً بين مجموعة من الرسامين المحترفين: «لما قعدت معاهم اكتشفت إنى شاطر فى رسم البورتريه، لدرجة إنى بقيت أرسم الفنانين والشخصيات العامة وسط ذهول زملائى، مش كده وبس، أنا كمان بدأت أعلم أحفادى الرسم عشان يشاركونى هوايتى». «الشباب شباب الروح» يقولها بابتسامة واسعة، حيث يسأله أحدهم: «عندك كام سنة؟»، نجاحه الصغير فى الرسم جعله يقبل على خطوة بدت له أصعب، يتذكر ذلك اليوم حيث توجه متردداً إلى شارع محمد على من أجل شراء «عود»، حيث أقدم على تعلم العزف من خلال دورة تدريبية فى معهد الموسيقى العربية: «أصلى بحب فريد الأطرش جداً وطول عمرى نفسى أنتقل من مرحلة السمع لمرحلة العزف».
{long_qoute_1}
من الرسم إلى الموسيقى لم تتوقف رحلة الشغف: «الحياة الحقيقية أحياناً بتبتدى بعد الستين، بيبقى فيه وقت للخروج والفسح والهوايات، بس المهم ما نقعش فى فخ الاكتئاب». هكذا أصبح محمد واحداً من قليلين أدركوا المعنى الحقيقى للمقولة الشهيرة «الحياة تبدأ بعد الستين». المعنى ذاته عثر عليه عبده الحارتى، 72 عاماً، الرجل الذى يحقق لنفسه، على الأقل، المعادلة الأصعب، فهو من ناحية لا ينكر عمره أبداً ككثيرين يرفضون الاعتراف بالعمر الذى وصلوا إليه، ومن ناحية أخرى لم ينغمس فى تلك الصورة الذهنية التى تعزز الشعور بالهرم والضياع، حالة من التصالح يعيشها الرجل الذى ينصح كل من يراه ويعترف أيضاً: «أنا بدأت حياتى بعد المعاش، طول ما فيه صحة لازم يكون ليا دور وعمرى ما فكرت أقعد فى البيت».
بدأ «عبده» يخطط لحياته بعد المعاش من قبل الوصول له بعدة سنوات، أهداف كتبها بوضوح فى مفكرته الصغيرة، مصمماً على بلوغها عقب انتهاء مدة عمله الحكومى بجامعة المنصورة كمدير لرعاية الشباب بالجامعة، والتى حصل خلالها على درجة وكيل وزارة. بدأ تنفيذ خطته مبكراً، قبل وصوله لسن المعاش بأربعة أشهر، حيث بدأ زيارة المركز الثقافى الفرنسى من أجل البدء فى تنفيذ أول أحلامه: «ماكانش عندى استعداد أقعد يوم واحد فى البيت، كنت فاهم كويس إن حياتى هتتغير وتليفونى ممكن مايرنش تانى علشان مركزى الاجتماعى اللى ممكن أخدم بيه الناس مش هيكون موجود، فقررت أنزل أتعلم فرنساوى».
{long_qoute_2}
هوايته فى تعلم اللغات مثّلت بوابة الخروج من عالم اليأس: «الموضوع مش ملو فراغ وبس، أنا بخطط أسافر لفرنسا، وأبدأ أشتغل هناك»، وظيفة محددة واضحة يستهدفها الرجل: «عاوز أشتغل فى فرنسا فى مجال تهيئة المهاجرين للتكيف مع الحياة الجديدة». حكمة تعلمها الرجل عقب بداية الدراسة: «لما بنحط أهداف بعيدة ونبدأ نتحرك بتيجى فى سكتنا فرص ماكناش نتخيلها»، هكذا عثر الرجل على فرصة عمل بأحد المعاهد التعليمية الخاصة فتراجع عن فكرة السفر واستأنف العمل من جديد وبدأ يعيد رؤيته وخطته «على ميّه بيضة» مؤكداً: «مابقاش هدفى أشتغل وخلاص، عاوز أكون مميز جداً»، هكذا بدأ بحثه فى علم الإدارة وكيفية العمل بالمؤسسات الخاصة، دارساً الفروق بين العمل الحكومى والعمل الخاص ليبدأ عمله الجديد بالمعهد على أسس علمية، وبالفعل نجح فى هذه الوظيفة التى استمر بها حتى الآن لعشر سنوات.
«كفاية عليك كده، انت محتاج الشغل فى إيه؟».. يرددها بعض المعارف، ليأتى رده حاسماً بأنه يعمل لأن له دوراً وإن اختلف الموقع والمرحلة العمرية: «ما زال ليا دور لازم أقوم بيه»، هكذا تطور الأمر مع تطور هوايته فى تعلم اللغات: «جالى شغل جديد فى جامعة خاصة بدمياط الجديدة، وده أحدث لى تحولاً جديداً فى حياتى، على المستويين المهنى والأسرة، عشنا حياة جديدة فى دمياط بعد حياة طويلة فى المنصورة، وبدأنا من جديد، زوجتى فعلاً ست عظيمة خلتنى راجل ناجح، هى كمان كانت بتشتغل لغاية سن الستين وكانت فى نفس الوقت بتهتم بالأولاد، ودلوقتى هى اللى بتشجعنى أستكمل هوايتى فى التعلم وإنى أكمّل شغل وماقعدش».