جرائم الحوثيين في الحديدة.. المدنيون "دروع بشرية" وانتهاك حرمة المنازل

كتب: محمد علي حسن

جرائم الحوثيين في الحديدة.. المدنيون "دروع بشرية" وانتهاك حرمة المنازل

جرائم الحوثيين في الحديدة.. المدنيون "دروع بشرية" وانتهاك حرمة المنازل

بعد أقل من شهر على اجتياحها العاصمة اليمنية صنعاء، اجتاحت ميليشيات الحوثي الانقلابية محافظة الحديدة في منتصف شهر أكتوبر 2014، دون أي اشتباكات تذكر.

جرائم عديدة ضد الإنسانية ارتكبتها ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، كانت أسوءها على الإطلاق اتخاذ المدنيين دروعا بشرية في المواجهات ضد قوات الشرعية، وكانت الميليشيات الانقلابية هدفها بعد العاصمة صنعاء السيطرة على مدينة الحديدة، عاصمة المحافظة، حيث يوجد فيها ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، لتتمكن بذلك الحصول على إمدادات بالسلاح عن طريق البحر.

وفي أكتوبر 2017، كشف تقريران حقوقيان لمنظمة هود، عن انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان من قبل مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ضد المدنيين والمعارضين في محافظة الحديدة تمثلت في الاعتقالات والاخفاء القسري واستخدام المعتقلين دروعًا بشرية.

وأوضح التقرير الأول في المؤتمر الصحفي الذي نظمته الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود"، عن رصد وتوثيق 2304 حالات اعتقال لمدنيين خلافا للقانون من قبل مليشيا الحوثي وصالح خلال الفترة من اكتوبر 2014 حتى نهاية مايو 2017، صاحبت عمليات الاعتقال 490 حالة اقتحام منزلا ومحالا تجاريا، و816 حالة مصادرة للأموال، وتفجير95 منزلا.

وأشار التقرير إلى أن حالات الاعتقال شملت 692 حالة اعتقال من العاملين في التعليم الاساسي والثانوي، و13 اكاديمي و313 موظفا حكوميا، و265 طالبا، و559 ناشطا من شباب ثورة فبراير، فضلا عن 987 من السياسيين والمعارضين لمليشيا الحوثي صالح، و75 حالة اعتقال من الاطفال والنساء.

فيما كشف التقرير الثاني بعنوان "دروع بشرية في الحديدة" عن سقوط 329 ضحية من السجناء على ذمة قضايا جنائية ومن المعتقلين والمخفيين قسريا ممن استخدمتهم مليشيا الحوثي وصالح دروعا بشرية منذ اجتياحها للمدن اليمنية.

وأوضح التقرير أن المنظمة وثقت قيام مليشيا الحوثي وصالح بتوزيع المعتقلين في محافظة الحديدة على ستة مواقع احتجاز من بين تلك الأماكن معسكرين اثنين ومنشأة خاصة حولتها المليشيا إلى مخزن سلاح وموقع تدريب عسكري، إلى جانب ناد قامت المليشيا بتحويله الى ثكنة عسكرية فضلا عن اثنين سجون رسمية استخدمتهما المليشيا مركزا لعقد اجتماعات قياداتها وادارة عملياتها العسكرية.

كما يتعرض المحامون والحقوقيون بمحافظة الحديدة إلى اعتداءات متكررة من قبل ميليشيات الحوثي، وأوضح مسؤول الحقوق والحريات بفرع نقابة المحامين بالحديدة، في بيان له أن ميليشيات الحوثي تمارس اعتداءات متكررة بحق المحامين والحقوقيين، كان آخرها اعتقال المحامي إيهاب العبسي على أيدي الميليشيات وملاحقة المحامي محمد السامعي لغرض الاعتقال.

وأشار البدجي إلى أن هذه الاعتداءات تأتي في ظل صمت وزارة الداخلية والنيابة العامة والجهات المعنية وعدم ايقاف هذه الانتهاكات التي ترتكب بحق الإنسان وتقديم الجناة إلى العدالة، الأمر الذي يشجع هذه الميليشيات ارتكاب المزيد من الانتهاكات.

وكان مشرف ميليشيات الحوثي بقسم شرطة الداعري قد قام بالتواصل مع رئيس فرع نقابة المحامين بالحديدة، يهدد ويتوعد بحبس المحامي محمد السامعي وذلك لثني المحامين عن قيامهم برصد الانتهاكات التي تقوم بها الميليشيات في المحافظة.

من جهته أكد المحامي أسامه عبدالإله الأصبحي رئيس شبكة محامون ضد الفساد، أن الوضع في محافظة الحديدة كارثي، ويهدد رجال العدالة في المحافظة للقيام بواجبهم القانوني والحقوقي وهو مؤشر على انهيار أحد ركائز العدالة في ظل عدم قبول ميليشيات مسلحة بالأعمال النظامية والمدنية.

وكشف تقرير حقوقي لمقاومة تهامة، صدر في مايو 2016، عن نهب الحوثيين لأكثر من 400 منزل ونهب العشرات من السيارات والدراجات النارية وآلات الزراعة في منطقة الزرانيق بمحافظة الحديدة غربي اليمن.

وقال التقرير الحقوقي إن الحوثيين منذ اقتحامهم قرى منطقة الزرانيق أواخر العام الماضي، ارتكبوا العديد من الجرائم التي يمكن وصفها بأنها جرائم ضد الإنسانية.

وأضاف التقرير أن الحوثيين، قاموا بنهب عشرات السيارات والدراجات وآلات الزراعة والمواشي والمزارع والمحال التجارية التي تعود ملكيتها للمواطنين.

ولفت التقرير إلى أن جماعة الحوثي قامت أيضاً بإغلاق العديد من مساجد المنطقة ومنع الصلاة فيها، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية لميلشياتها.

وأشار التقرير إلى أن الحوثيين قاموا باستحداث سجون ومعتقلات في المنطقة للمعتقلين يمارس فيها أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، إلى جانب زراعة الألغام وممارسة الإخفاء القسري بحق شباب الزرانيق.

 


مواضيع متعلقة